جرائم الفاشية الإسرائيلية في غزة تجاوزت بشاعة افران الغاز النازية الألمانية ولا مؤشرات على وقفها د. نزيه خطاطبه
جرائم الفاشية الإسرائيلية في غزة تجاوزت بشاعة افران الغاز النازية الألمانية ولا مؤشرات على وقفها
د. نزيه خطاطبه
ما ترتكبه الفاشية الإسرائيلية في غزة, من اعدامات ميدانية, وقصف خيم ومراكز نزوح المواطنين بقنابل حارقة, واستهداف وتدمير كافة المشافي والمراكز الطبية والجامعات والمدارس وأماكن العبادة, ومنع المساعدات لقتل الفلسطينيين بالجوع , كلها جرائم فاقت ما ارتكبته النازية الألمانية بحق العديد من الشعوب في أوروبا ومنهم اليهود بحرقهم في افران الغاز كما تروج لذلك المنظمات الصهيونية. بعد أكثر من 600 يوم من الحرب، لا يزال مجرم الحرب وقادة حكومته من اليمين المتطرف يسعى إلى تنفيذ حلمه بانهاء الوجود الفلسطيني اما بالقتل او التهجير, وكسر وانهاء المقاومة في قطاع غزة والضفة الغربية، والوصول إلى استعادة الأسرى الـ58، إلاّ أنّ دوائر صنع القرار في «تل أبيب» باتت تدرك أن ما تُوصف بـ»الحرب الأبدية» لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية، بحسب صحيفة «معاريف» الإسرائيلية.
ففي خلفية الأجندة السياسية للحكومة الإسرائيلية، «ثمّة قضايا قسرية تُحتّم مراجعة مسار إدارة الحرب»، بحيث بدأت «الساعة الرملية للقتال تنفد»، فيما السؤال المطروح الآن داخل «إسرائيل» هو: كم من الوقت تبقّى فعلاً لمواصلة العملية؟ وكيف ستتعامل الحكومة مع هذا التحدي؟
في هذا السياق، نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أنّ هناك «خشية حقيقية من أن تؤدي مشاهد المجاعة والفوضى في غزة إلى انتفاضة عالمية ضد إسرائيل»، في ظل تصاعد الأصوات الدولية الداعية إلى وقف الحرب.
حيث بدأت عدة دول، من بينها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا وكندا ، تطالب بشكل علني بإنهاء العملية العسكرية، فيما بدأ بعضها الدفع باتجاه فرض عقوبات على «إسرائيل, والدعوة الى عقد مؤتمر دولي في نيويورك في منتصف حزيران لاعلان الاعتراف بدولة فلسطينية. وحتى اللحظة، «يبقى الدرع المركزي الذي يحمي تل أبيب، هو الإدارة الأميركية التي تواصل تقديم الغطاء السياسي والدعم العسكري للعملية.
ومع ذلك، فان هذا الواقع قابل للتغير في أي لحظة، حيث أنّ سماح الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستمرار القتال اليوم، لا يعني بالضرورة أنه لن يستيقظ غداً بموقف مغاير ومعارض, خاصة مع تصاعد الضغوط المحلية والدولية لانهاء الحرب بفعل المشاهد الفظيعة الواردة من القطاع.
الإدارة الامريكية , ومع انها تدعي رغبتها بوقف الحرب, الا انها حتى اللحظة شريك فيها وتوفر غطاء لجرائم الاحتلال, والتي كشفتها مسرحية مراكز توزيع المساعدات , التي ابتدعها نتنياهو بمشاركة أمريكية وتمويل اماراتي, لالهاء الراي العام وايهامه بان اسرائيل لا تمارس التجويع, وبهدف دفع الناس للجنوب وتجميعهم في مراكز محاصرة من قبل قوات الاحتلال تمهيدا لتهجيرهم الى سيناء.
مقترح ويتكوف ( المقترح الأخير المعدل) والذي قدمه مؤخرا لحماس للتوصل الى هدنه, صاغه نتنياهو, يكشف أيضا عن حقيقة الموقف الأمريكي الشريك في الإبادة, ويمثل انقلابا وتراجعا عن ما جرى الاتفاق بشأنه مع حماس في وقت سابق, ولا يلبي أياً من المطالب العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني. مبادرة ويتكوف المسمومة، مسرحيّة هدفها التّرويج لوقف إطلاق نار لن يحدث، وإنْ حدث لن يعمر طويلا مِثل نظيره الاول، هي مجرد حقنة تخدير جديدة مِثل سابقاتها، والهدف هو كسب الوقت، لإعطاء نتنياهو الفُرصة الكاملة لمواصلة حرب إبادته واستعادة الأسرى بالتقسيط المُريح ومجانًا دون مُقابل، مع استِمراره في المجازر، والتّجويع، وصولًا إلى هدفه النّهائي في نزع سلاح فصائل المُقاومة، وإعادة احتلال القطاع، وتهجير جميع أبنائه بالقوّة إلى خارجه.وهي محاولةٍ ماكرة لوقف الصّواريخ الباليستية اليمنية التي باتت تقصف تل أبيب ومطارها، وترسل الملايين من المُستوطنين إلى الملاجئ في حالة من الخوف والهلع.
المقاومة الفلسطينية أعلنت موقفها وردها على المبادرة الامريكية الملغومة.بشروط واضحة تكفل انهاء حرب الإبادة بضمانات من ترامب, وإدخال المساعدات وانسحاب قوات الاحتلال, والبدء باعمار غزة.
وتضمن الردّ الفلسطيني مطالبة المقاومة بتحديد مدة وقف اطلاق النار 60 يوماً، مع ضمانة أميركية بالتزام «إسرائيل» بوقف إطلاق النار. على أن يتمّ إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثماناً، بحسب الترتيب الآتي: 4 أسرى أحياء في اليوم الأول، و2 في اليوم الـ30، و4 في اليوم الـ60.
أما بالنسبة للجثامين فعرضت الورقة أن يتمّ تسليم 6 في اليوم الـ10، و6 في اليوم الـ30، و6 في اليوم الـ50.
وطالبت بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة فور الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار، وفق اتفاق 19 كانون الثاني/يناير، وإعادة تأهيل البنية التحتية، وإدخال مواد البناء لإعادة تأهيل وبناء المستشفيات والمدارس والمخابز، والسماح لسكان قطاع غزة بالسفر والعودة من وإلى القطاع عبر معبر رفح من دون قيود وعودة حركة التجارة.
على أن يتمّ البدء بتنفيذ خطة إعادة الإعمار لمدة 3 إلى 5 سنوات تحت إشراف عدد من الدول بما في ذلك مصر وقطر والأمم المتحدة.
واشترطت حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية توقّف جميع الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في غزة عند دخول هذه الاتفاقية حيّز النفاذ، وتوقّف الطيران الجوي (العسكري والاستطلاعي) في قطاع غزة لمدة 10 ساعات يومياً، و12 ساعة خلال أيام تبادل الأسرى.
وقابلت الحركة والفصائل إطلاق سراح الأسرى الـ4 الأحياء في اليوم الأول بانسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما كانت عليه قبل 2 آذار/مارس، وبالتزامن تبدأ المفاوضات غير المباشرة، برعاية الوسطاء الضامنين لوقف إطلاق النار الدائم، وفيها يتمّ التفاوض حول شروط تبادل جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقّين، مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وإعلان وقف إطلاق النار، والانسحاب الكلي للقوات الإسرائيلية.
وفي ما يتعلّق بإدارة قطاع غزة بعد الحرب، أعلنت حماس والفصائل دعمها تولّي لجنة من تكنوقراط مستقلة إدارة شؤون قطاع غزة كافة فور بدء تنفيذ هذا الاتفاق بكامل الصلاحيات والمهام.
وتعهّدت الورقة المقدّمة أن تقدّم حماس وفصائل المقاومة، في اليوم الـ10، معلومات عن عدد الأحياء والأموات لمن تبقّى من الأسرى لدى حماس والفصائل الفلسطينية.
على أن تقوم «إسرائيل»، في المقابل بتقديم معلومات كاملة عن جميع الأسرى الأحياء والأموات ممن تمّ أسرهم من سكان قطاع غزة منذ 7/10/2023. على أن تلتزم الأطراف كافة ضمان صحة ورعاية وأمن الأسرى لديها.
وطالبت حركة حماس والفصائل المقاوِمة الفلسطينية أن يرأس المبعوث الأميركي الخاص، السفير ستيف ويتكوف، المفاوضات، ويُعلِم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن نتيجتها شخصياً.
ليس مستغربا موقف ويتكوف ونتنياهو المتسرع على رد حماس, ورفضهم أي تعديل على الورقة المقدمة, فكلاهما يرغبان بمواصلة الحرب بعد الحصول على الاسرى حتى تحقيق الهدف الاستراتيجي بانهاء الوجود الفلسطيني وتهجيرهم تمهيدا لاقامة إسرائيل الكبرى وفقا للعقيدة اليهودية اليمينية, خاصة في ظل غياب موقف عربي واضح وضاغط على الإدارة الامريكية, بالرغم من حصول ترامب على اكثر من 3 تريليون دولارمن أموال العرب دفعت مجانا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق