جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

حزب الإرادة الشعبية يعزي في الراحل زياد

 الرفاق الأعزاء في الحزب الشيوعي اللبناني

عائلة الرفيق الراحل زياد ممثلة بالسيدة فيروز
نعزيكم ونعزي أنفسنا برحيل القامة الثورية والفنية والإنسانية الكبيرة، الرفيق زياد الرحباني، الذي تحوّل بعبقريته الفنية والأدبية إلى تجسيدٍ حي للصراع المستمر ضد الظلم وضد النفاق بأشكاله كلها.
الميزة المطلقة لزياد هي الصدق؛ الصدق العميق الشفاف الذي يصل إلى لب الأمور بأساليب شديدة التعقيد والذكاء، ولكنه يعيد إنتاجها بأبسط الأشكال وأكثرها ظرفاً وقرباً من قلوب الناس ومن آلامهم ومعاناتهم. ولذلك فإن طريقه كان مفتوحاً وممهداً لقلوب الناس جميعاً، واستطاع أن يقدم لقضية العدالة الاجتماعية والصراع مع المستعمر ومع الظلم الخارجي والداخلي، ما يوازي عمل ألوف من المناضلين.
إن نتاج زياد الفني والثقافي والسياسي، سيبقى حياً في قلوب وعقول أجيال وراء أجيال، وسيبقى زياد الرفيق الذي نستعين به دائماً في نضالنا اليومي بين الناس، بمسرحياته وأشعاره وأغانيه وموسيقاه، وبما يجسده هذا النتاج من حبٍ خالص وحالمٍ، وشديد الواقعية في الوقت نفسه، للإنسان وللعدالة الاجتماعية وللحرية.
رفاقنا الأعزاء، الخسارة كبيرة ومؤلمة، ولكن عزاءنا هو أن نتاج زياد باقٍ بيننا، رفيقاً ومعيناً، وأن القضية التي عاش من أجلها، قادرة على خلق تجسيدات جديدة دائماً للحق والخير والجمال...
المجلس المركزي لحزب الإرادة الشعبية
دمشق 27/تموز/2025


زياد الرحباني… يلوّح من وراء الغياب لجورج عبد الله
في مساءٍ ثقيلٍ على بيروت، رحل زياد الرحباني بهدوءٍ يشبه عزفه الأخير. غابت نغماته عن البيانو، لكن صدى صوته بقي يدوّي في الأزقة التي أحبها، وفي قلوب الفقراء الذين لم يتخلَّ عنهم يومًا.
وفي اللحظة ذاتها، بعيدًا خلف الأسوار التي ابتلعت الزمن، كان جورج عبد الله يفتح باب سجنه ويمشي نحو الضوء.
العالم انقلب للحظة؛ موت يولد منه حُرية، وحُرية تتفتح من رحم الفقدان.
مشهد سريالي على مسرح الحياة
على مسرحٍ غير مرئي، وقف زياد، بسيجارته المعتادة، يحدّق في هذا الكون المرهق ويبتسم بسخرية عميقة:
“طلعت من هون يا جورج؟ إي والله تأخرت عليّ! كنت ناطر هالنهار متل ما بينتظر الفقير نهار العدالة.”
يمد زياد يده من الضباب، يسلّم على رفيقه في الفكرة والموقف، ويقول بصوتٍ مبحوح:
“ما بيموت اللي بيترك أثر، وما بينكسر اللي بيختار الحرية.”
لقاء بين الغياب والحضور
تتداخل أرواح الثائرين في لحظة واحدة. زياد يغيب جسدًا، وجورج يحضر حرًا.
الأول يترك مقعده على البيانو فارغًا، والثاني يترك زنزانته وراءه، وكأن الحياة كتبت مشهدًا جديدًا:
موتٌ يُنجب حرية، وحرية تخلّد ذكرى الميت.
إرث لا يموت
زياد الرحباني لن يموت، لأنه لم يعش يومًا لنفسه. عاش للفقراء، للمنسيين، للمقهورين. ترك خلفه موسيقى تصرخ بالعدالة، وكلمات تفضح القهر. وفي تلك اللحظة التي خرج فيها جورج عبد الله إلى الهواء، كان زياد يلوّح له من مكان بعيد، وكأنه يقول:
“من هون بتبلش الأغنية… ومن هون بيكمل النضال.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *