جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالة من ابنة تونس التي لا تنحني.. سارة محمد براهمي، إلى الرفيق جورج إبراهيم عبد الله

 رسالة من ابنة تونس التي لا تنحني.. سارة محمد براهمي، صحافية

:
إلى الرفيق جورج إبراهيم عبد الله
أكتب إليكم لا كمن يرسل رسالة، بل كمن يردّ الدين.
أنا سارة محمد براهمي، ابنة الشهيد محمد براهمي، المناضل والزعيم الوطني التونسي الذي اغتالته يد الغدر في 25 جويلية 2013، لا لشيء سوى لأنه اختار أن يكون صوتًا للحقيقة، وظلّ وفيًّا للقضايا العادلة، وفي طليعتها فلسطين.
باسمي، وباسم عائلتي، ورفاق درب والدي، ورفاقي، وكلّ من لم يُسلّم روحه بعدُ لهذا العالم الظالم، أزفّ إليكم أحرّ التهاني وأصدق مشاعر الفرح بتحرّركم أخيرًا بعد أكثر من أربعين عامًا من السجن، لم تنكسروا فيها، بل صرتم خلالها أيقونةً حيّة للثبات والمقاومة.
رفيقي العزيز
لستم مجرد أسير تحرّر، بل شاهد حيّ على عناد الشعوب حين تُحبّ الحياة بكرامة.
أن عودتكم ليست فقط عودة إلى الضوء، بل إلى ساحة النضال التي لم تفارقوها يومًا، وإن كنتم خلف القضبان.
تحرّركم ليس حدثًا شخصيًا، بل لحظة انتصار لكلّ من يؤمن أن العدل لا يُحبَس، وأن القيم لا تموت، وأن المقاومة قدرُنا الجميل، مهما طال الليل واشتدّ القيد.
لكم من تونس، ومن ابنة شهيد، كلّ الحبّ والاحترام.
صمودكم في السجون .. تلك التي تهدم الإنسان وتلك التي تفرغه من المعنى كانت لي عزاءً كلما تعبتُ وضللتُ الطريق، كلما اختلطت الأمور كنتم لي نبراساً، وأملا لا يخبو، وعزماً لا يلين.
حرّركم النضال، لا الصفقة.
وأبقاكم التاريخ حيًّا، لا الذكرى.
بكلّ التقدير
رفيقتك
سارة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *