عن اغتيال الشهيد محمد براهمي
في مثل هذا اليوم 25 جويلية من سنة : 2013 - اغتيل محمد براهمي بعد أن أطلق "مجهولون" النار عليه أمام منزله.
- تنقّل في تعليمه الابتدائي والثانوي بين سيدي بوزيد وقفصة وبنزرت، ثم أنهى تعليمه الجامعي في المعهد الأعلى للتّصرّف، وحصل على شهادة الأستاذيّة في المحاسبة سنة 1982.
- منذ دراسته الجامعية عرف محمد براهمي بميوله القومية الناصرية، وكان ناشطا في صفوف ما كان يسمى بـ"الطلاب العرب التقدميون الوحدويون".
- طوال مسيرته السياسية، اعتقل مرّتين سنتي 1981 و1986، وبرّأته المحكمة فيهما.
- في 2005 أسّس محمد براهمي مع مجموعة من رفاقه حركة الوحدويين الناصريين، وظلت هذه الحركة سرية تعمل في الخفاء حتى سنة 2011، فأسّس بعدها حركة الشعب واستلم أمانتها العامة.
- وفي انتخابات المجلس الوطني التأسيسي عام 2011، فاز محمد براهمي بمقعد في المجلس نائبا عن حركة الشعب في دائرة سيدي بوزيد.
- وفي مطلع شهر جويلية 2013، استقال من حركة الشعب والتحق بائتلاف الجبهة الشعبية. واعتبر حينها أن حركة الشعب "تسير في اتجاه قريب من السلطة"، وقد عُرِف بمواقفه المناهضة للإتلاف الحاكم وخاصة تنظيم النهضة.
- في 25 جويلية 2013، اهتزت الساحة السياسية يومها في حدود الساعة الثانية عشرة ظهرا بخبر اغتيال عضو المجلس الوطني التأسيسي عن التيار الشعبي محمد براهمي، بإطلاق "مجهولين" النار عليه أمام منزله.
- وإثر اغتياله، ارتفعت أصوات كثيرة من الأحزاب المعارضة آنذاك تطالب بحل المجلس التأسيسي وتشكيل حكومة إنقاذ وطني.
- بعدها عرفت الساحة السياسية في تونس أكبر موجة احتجاجات منذ الإطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن علي، وعلّق نحو 70 نائبا عضويتهم في المجلس التأسيسي، ونظموا اعتصاما مفتوحا استمرّ عدة أسابيع خارج المجلس سمّي حينها "اعتصام الرحيل"، كان شعاره الأبرز رحيل الحكومة التي كان يرأسها علي العريّض عن تنظيم النهضة.
- وبلغت الأزمة أشدها حتى داخل أحزاب الائتلاف الثلاثي الحاكم (تنظيم النهضة، حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وحزب التكتل الديمقراطي لأجل العمل والحريات)، وكان ذلك إثر قرار رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر في 6 أوت 2013 تعليق أعمال المجلس إلى أجل غير مسمّى، في انتظار حل الأزمة السياسية التي أجّجها اغتيال محمد براهمي.
- واستمرت الأزمة السياسية التي تلت اغتيال براهمي إلى حين تقديم علي العريّض استقالته من رئاسة الحكومة في 10 جانفي 2014، ليخلفه مهدي جمعة في 29 من الشهر نفسه.
- حُسم قرار استقالة العريّض بعد سلسلة مشاورات سياسية في إطار ما عُرف بالحوار الوطني الذي نُظِّم برعاية عدد من منظمات المجتمع المدني، بغاية تقريب وجهات النظر السياسية على خلفية الأزمة التي تلت اغتيال محمد براهمي.
أسامة الراعي
في الذكرى الثانية عشر لاغتيال الشهيد محمد البراهمي:
الحقيقة لم تكشف كاملة
يمرّ اليوم إثنا عشر عاما على تنفيذ جريمة اغتيال المناضل محمد البراهمي، الأمين العام للتيار الشعبي والقيادي بالجبهة الشعبية، بعد أشهر قليلة من تصفية الرفيق شكري بلعيد، الأمين العام لحزب الوطد الموحد والقيادي بالجبهة الشعبية. وقد كانت عمليتا التصفية الإرهابيتان في نفس السياق والأهداف وهو إخماد الأصوات الحرة المنتصرة إلى الثورة والشعب من قبل مجاميع إرهابية مرتبطة عضويا بالتيارات الظلامية محليا وإقليميا ودوليا وبمطابخ القرار وشبكات المخابرات، والتي كانت كلها تسعى إلى إعادة تشكيل أوضاع البلاد والمنطقة مستغلة المناخات التي فرضتها ثورات الشعوب للسطو على طموحاتها وتحويل وجهتها كليا نحو فرض الظلامية منهجا للتحكم في الدولة والمجتمع.
إنّ حزب العمال إذ يحيي ذكرى استشهاد الرفيق محمد البراهمي وإذ ينحني أمام رمزيته الخالدة كأحد أبطال النضال الوطني والقومي والإنساني العادل، فإنه:
- يعتبر أنّ مسار كشف الحقيقة في عملية الاغتيال الجبانة لم يتقدم في الإصداح بالحقيقة كاملة حول مجمل أركان جريمة الدولة تحريضا وتأطيرا وتواطؤا وتنفيذا وهو ما اضطر هيئة الدفاع عن الشهيدين إلى مقاطعة جلسات المحاكمة في لحظة من اللحظات.
- يعتبر أنّ الحقيقة الكاملة في ملف الاغتيالات هي حق غير قابل للتصرف من حقوق الشعب التونسي والتي لن تتحقق دون قضاء عادل وناجز، لا كمجرد وظيفة خاضعة لإرادة الحكم الفردي المطلق.
- يجدد التحية لهيئة الدفاع عن الشهيدين ولكل قوى الحرية المناهضة للإرهاب الذي حاول أن يستوطن في بلادنا وما يزال بتواطؤات رجعية محلية وإقليمية ودولية.
- يجدد العهد إلى الشهيد محمد البراهمي وإلى كل شهداء الشعب التونسي بالاستمرار في النضال دون هوادة من أجل تحقيق أهداف شعبنا في التحرر والانعتاق.
المجد للشهداء والعزة لتونس والنصر لشعبها.
حزب العمال
تونس، في 25 جويلية 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق