اسيدون الشيوعي
اسيدون الشيوعي...
كلنا لانختار دياناتنا...
كلنا لانختار اهلنا...
لكننا نختار افكارنا عندما نعارك الحياة...
في صفحة https://web.facebook.com/assidon سيون اسيدون.تسقط الصهيونية.فلسطين ارض الحرية والمقاومة كان الرفيق اسيدون يتصل احيانا ليبدي ملاحظات حول بعض المواضيع وفي نقاش بيني وبينه كان يتحدث عن نفسه كشيوعي ويؤكد عليها بقوة ويرفض نسبه للديانة اليهودية او اضافة "اليهودي" الى اسمه ...
بالشفاء العاجل للرفيق اسيدون المناضل الشيوعي الذي ما بدل تبديلا
وان يعود لمساندة الشعب الفلسطيني في ثورته وفي نضاله ضد الصهيونية ...
أسيدون ليس يهوديا.. ويكره أن يوصف باليهودي
لاحظت، عقب العثور على المناضل الكبير سيون أسيدون فاقدا للوعي، أن أغلب المنشورات المتعاطفة معه تشير إليه بصفة اليهودي، وهو الأمر الذي كان يرفضه بل إنه قال في أحد حواراته الأخيرة: أنا لا يشرفني أن أكون يهوديا. كما أن آخر حوار قرأته معه، أجري مع مجلة "تيل كيل"، سأله الصحافي قائلا: أنت مغربي ويهودي ومؤيد للفلسطينيين…؟ فأجاب أسيدون قائلا: "جون بول سارتر يقول إن "اليهودي هو رجل يعتبره الآخرون يهودياً". مضيفا: "بالفعل، فبالنسبة للنازيين أنا يهودي، وبالنسبة للصهاينة فأنا يهودي، وبالنسبة للقانون المغربي أنا يهودي، لكن لم يأتِ أحد ليسألني إن كنت يهوديا".
ما دفعني أكثر للحديث عن هذا الموضوع هو بلاغ الوكيل العام للملك بالدار البيضاء، المكتوب من محبرة سياسية- بوليسية، لم ينتبه لها عموم من قرؤوا البلاغ. لقد ذكر الوكيل العام أسيدون، في سابقة من نوعها، باسم "سيون، شمعون، حريم، بروخ، أسدون"! فهل سمعتم في تاريخ بلاغات النيابات العامة المغربية مواطنا يشار إليه باسم خماسي؟ حتى المشارقة المعروفون بالنفخ البلاغي يستعملون فقط اسما ثلاثيا؟ فهل نصدق أن الوكيل العام للملك - وهو منصب لا يسند، في مدينة مثل الدار البيضاء، إلا لمن هو مربوط بأمصال وأنابيب البوليس السياسي - اختار نزوةً واعتباطا ذكر أكبر مساند في المغرب للقضية الفلسطينية، عبرَ استدعاءِ صفٍّ من أجداده من القبور، في سابقة لم تحدث في تاريخ المغرب وربما في العالم أن نذكر شخصا باسم خماسي؟
إن سيون أسيدون، وتميُّزا عن كل رفاقه المعتقلين السياسيين الذين اشتغلوا بعد خروجهم من السجن بالعمل السياسي أو النقابي أو الحقوقي أو بالكتابة، كرس كل انشغاله ونضاله للقضية الفلسطينية، وتزوج من سيدة فلسطينية. وكان يعتبر أن الإسرائيليين من أصول مغربية، وأغلبهم جنود احتياط في الجيش الاسرائيلي، لا يختلفون في شيء عن الدواعش، فكلهم متورطون في جرائم الحرب وقتل الأبرياء. وكان يقول، مستنكرا: لماذا تعتقل السلطات القضائية المغربية الدواعش عندما يعودون من سوريا والعراق، وتستقبل جنود الاحتياط الإسرائيليين، المتورطين في قتل الفلسطينيين بالأحضان، في الوقت الذي يُعتقلون فيه في البلدان الديمقراطية التي تتوفر على قضاء مستقل يُمثل سلطة حقيقية؟
إن إقدام النيابة العامة على ذكر المناضل الكبير باسم خماسي يهودي، بطريقة غير مسبوقة عالميا، إن لم يكن انتقاما منه بسبب إحراجه القضاء والنيابة العامة بخصوص سقوطها في التمييز السياسي بعدم متابعة مجرمي الحرب الإسرائيليين، في الوقت الذي تتشدد فيه مع الدواعش، فسيكون إملاءً من الأجهزة الأمنية الاستخباراتية. وهذا ما أذكى شكوك رفاق وأصدقاء أسيدون في مضمون بيان الوكيل العام للملك، وتشكيكهم في رواية سقوطه تلقائيا، وعدم تعرضه لاعتداء غادر.
إنني، وأنا أذكِّر بموقف سيون أسيدون من اليهودية، بعد موقفه من الصهيونية، لا أتفق معه كثيرا؛ فالعديد من اليهود صادقون في دفاعهم عن الحق الفلسطيني. ونحن دائما نفرق بين اليهودية كدين والصهيونية كحركة سياسية عنصرية. لكنني، أيضا، أفهم وأتفهم وأتفق كثيرا مع الاطروحة التي أسس لها بشكل مفصل المؤرخ الإسرائيلي شلومو ساند في كتابه المهم "كيف لم أعد يهوديا؟"، حيث تساءل، في هذا الكتاب، عن السبب الذي يجعل كل شخص يهودي يعتبر مواطنا إسرائيليا، وإن لم تكن له علاقة بإسرائيل وبجنسيتها، وحتى إن كان "كافرا" بالعقيدة اليهودية. إذ يكفي أن يكون من أم يهودية ليُعتبر مواطنا إسرائليا، في الوقت الذي يبقى الفلسطيني الحامل للجنسية الإسرائيلي مواطنا من الدرجة الثانية ومحروما من كثير من الحقوق لمجرد أنه من أصول عربية. ويوضح شلومو ساند كيف أنه لم يعد يعتبر نفسه يهوديا، بالقول: "كيف يستطيع شخص ليس مؤمنا متدينًا، بل إنسانويا ديمقراطيا أو ليبراليا يتمتع بحد أدنى من النزاهة، أن يستمر بتعريف نفسه كيهودي؟". هذا هو موقف أسيدون الذي عبر عنه مرة بالقول: لا يُشرفني أن أكون يهوديا. كما أن أسيدون ضحَّى، مبكرا، واختياريا، على المستوى السياسي والحركي، باسمه، عندما اختار اسماً حركيا من قعر المجتمع المغربي (ميلود)، لكن رفاقه اختاروا له اسم المعطي فقبله وأحبه. قبل أشهر، وخلال زيارة جماعية لبيت مناضل BDS إسماعيل الغزاوي، عندما كان معتقلا، بادرت سيون أسيدون، أثناء السلام عليه: أهلا المعطي، فالتفت إليّ الأساتذة المحامون محمد النويني والحسن السني والعزيز ميلود قنديل مندهشين، لكن أسيدون بدد دهشتهم وحكى لهم قصة اسمه الحركي الذي يفتخر به.
يعرف كثير من أصدقائنا المشتركين أنني اعتقلت وأنا على خصام وقطيعة مع صديقي العزيز سيون أسيدون، بعد مشادة كلامية متشنجة، لم أعتدها منه، والسبب أنني أشرت إليه في مقالي الافتتاحي "يهوديان وقضية"، والذي كرسته للإشادة بمواقفه النضالية من القضية الفلسطينية، بأنه يهودي، فغضب مني غضبا شديدا وانقطعت العلاقة بيننا لسنة كاملة، قبل أن تخبرني زوجتي بأنه جاء إلى المنزل وانخرط في حمل الدفاع عني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق