جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

برحيل الطيار صالح حشاد....نشر الحلقات العشر من شاهد على العصر مع صالح حشاد

                                      شاهد على العصر -صالح حشاد

رحيل الطيار حشاد..الناجي من سجن تزمامارت.
رحل النقيب الطيار صالح حشاد(1938-2025)، زوج الصيدلانية والحقوقية عايدة رشيدي، ابنة شقيق المحامي إبراهيم رشيدي.
وقد أصدرت جمعية قدماء تزممارت بيان: ”ببالغ الحزن والأسى، تلقينا قبل قليل وفاة رفيقنا في المحنة، النقيب الطيار صالح حشاد..بهذه المناسبة الأليمة نرفع أحر تعازينا القلبية وأصدق مواساتنا الخالصة إلى زوجته الكريمة الدكتورة عائدة، وبنته هدى، وابنه خليل، وإلى كل أسرته قاطبة، وكذا إلى كل الحقوقيات والحقوقيين الشرفاء الذين ساهموا في انتشالنا من معتقل العار تزممارت، راجين من العلي القدير أن يشمل المرحوم بواسع مغفرته وجليل رحمته، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
الراحل من مواليد مدينة بني ملال، والتحق بسلاح الجو ،حيث تألق كطيار مقاتل ضمن جيل من الضباط الشباب الذين تشبعوا بروح الوطنية والطموح لبناء مغرب ما بعد الاستعمار.لكن مساره العسكري انقلب رأسا على عقب بعد محاولة الانقلاب الثانية عام 1972، للإطاحة بحكم الحسن الثاني، بقيادة الجنرال محمد أوفقير.
وبعد فشل المحاولة، كان حشاد من بين العشرات من الضباط الذين تم اعتقالهم ومحاكمتهم، قبل أن يُنقل إلى معتقل تزممارت السري، نواحي مدينة الرشيدية.
كان الفقيد أحد الطيارين الذين قادوا طائرات “الميغ” السوفياتية وآخر من ودع هذه الطائرات في استعراض جوي سنة 1965 بعد أن ربط المغرب تحالفه العسكري مع الولايات المتحدة الأميركية بداية بصنف F5 حيث تدرب عليها وتألق وسط فوجه من الأميركيين..
عقب عودته، تدرج حشاد في المسؤوليات داخل سلاح الجو المغربي، حيث تولى قيادة سرب ثم قيادة فيلق جوي قبل أن يصبح رئيسا للعمليات بقاعدة القنيطرة. غير أن مساره عرف منعطفا حاسما في 16 غشت 1972، حين قاد سربا من الطائرات لمرافقة طائرة الملك الحسن الثاني القادمة من فرنسا،
تفاجأ وهو بالسماء بثلاثة من الطيارين يطلقون النار على الطائرة الملكية التي رغم إصابتها البليغة، تمكنت من الهبوط بنجاح بمطار سلا ونجا الملك من المحاولة التي قادها وزير الدفاع آنذاك الجنرال محمد أوفقير.لم يكون حشاد على علم بالانقلاب،لكنه وجد نفسه أمام الأمر الواقع....
أعقب فشل الانقلاب اعتقالات واسعة، شملت صالح حشاد وعددا من رفاقه،وقدموا للمحكمة العسكرية في نونبر1972 التي حكمت على 11من الضباط والطيارين بالإعدام،(نفدت الاعدامات يوم 13 يناير 1973 وكان عيد أضحى..!)وحُكم على حشاد بالسجن عشرين عاما، قضاها داخل جحيم سجن تزمامارت السيئ الذكر، قبل أن يفرج عنه بعد سنوات طويلة من المعاناة التي وثقها لاحقا في
كتاب ..الكَبَزَال : مرآة لعكس النور لزيادة الإضاءة. مذكرات عايدة وصالح حشاد عن تازمامارت- بقلم عبد الحق سرحان، وشهادات اشهرها في برنامج "شاهد على العصر".
كما وثقها غيره مثل الملازم أحمد المرزوقي صاحب مذكرات "الزنزانة 10"،ومذكرات الملازم محمد الرايس"من الصخيرات إلى تازمامارت... تذكرة ذهاب وإياب إلى الجحيم"..
كان من ضمن المحكومين شباب حوكموا بعشر أو خمس سنوات وحشاد وغيره وكلهم لم يقوموا إلا بعملهم اليومي المعتاد تنفيذا للتعليمات والأوامر الواردة من رؤسائهم،
بحكم عامل الانضباط العسكري، وهؤلاء لم يفهموا قط لماذا قدموا للمحاكمة ولماذا هم رهن الاعتقال ولماذا تمت إدانتهم؟
بدأت فصول العذاب يوم 7 غشت 1973حين تم اختطاف المعتقلين العسكريين من السجن المركزي بالقنيطرة على الساعة الثانية ليلا في كبد الظلا،م الى معتقل قرب منطقة الريش في قرية صغيرة اسمها تازمامارت،دون علم العائلات وهيئة دفاعهم في خرق سافر لكل الضوابط القانونية،نقل إلى معتقل خارج تصنيف السجون الرسمية،وانقطع بذلك الاتصال بالعالم الخارجي..
طالبت العائلات بحقها الأكيد والمشروع في زيارة المعتقلين لكن دون رد،وفي ظل انقطاع الأخبار والصمت الرهيب الذي كان يحيط بالقضية كان من السهل للمرء أن يتصور حدوث أي شيء خصوصاً وأنه لم يسمح للعائلات بزيارة المعتقلين ولو مرة واحدة.
ومع طول انتظار العائلات عن مصير ذويهم من المعتقلين،تم الاعتقاد انه تمت تصفيتهم جسديا في تلك الأيام من سنوات الجمر والرصاص في نسختها الأولى...
في احد الأيام جاء ضابط الصف محمد خربوش الى صيدلية الرياض التي تديرها السيدة عايدة بالقنيطرة،
تقول في كتابها-كفاح إمراة-"خرجت عنده فبادر ومدّ لي رسالة..تركته بمكانه وأسرعت إلى مكتبي... فتحت الرسالة فوجدت خط زوجي وإسمه وإمضاءه،الرسالة تبيّن لي أن معتقلي تازمامارت في حاجة للكثير من الأشياء: دواء، ملابس، مواد غذائية، مقويات...مكنته من كل الطلبات..."
لقد كان خربوش أول ملاك يربط العائلات والمعتقلين في الجحيم،وأول اتصال في شتنبر 73 ثم لقاء ثانيا في غضون شهر أكتوبر، ثم لقاء ثالث بعده. لكن مع الأسف الشديد،وشي به احد زملائه وانكشف أمره،وعلم المسؤولون أنه تم ربط الاتصال بين بعض السجناء وعائلاتهم.
رغم الإنكار اعتقل خربوش وأحتجز بتازمامارت بجوار المعتقلين لمدّة 6 أشهر وفي نفس الظروف والوضع. وبعد ذلك أطلق سراحه وأحيل على التقاعد قبل الأوان.
انقطع الاتصال لمدّة خمس سنوات ولم يظهر ملاك تازمامارت ثانية إلا في سنة 1978،خلال هذه المدة عانت الأسر الكثير،بل وفقد الأمل في أن يظل الضحايا على قيد الحياة...
شكل ضابط الصف محمد الشربادوي الخيط العنكبوتي الرفيع الذي بفضله تمكّن ضيوف جحيم تازمامارت من ميلاد جديد،والتواصل مع السيدة عائدة حشاد تقول:
"ولج شخص الصيدلية وسأل عنّي. كنتُ أعتقد أنّه راغب في استشارة حول دواء أو علاج، توجهت نحوه وقال لي: مساء الخير، ثم رددت عليه بالمثل، مدّ لي يده ففعلت مثله معتقدة أنه يريد السلام، لكنه وضع بيدي شيئاً... تمالكت أنفاسي وحرصت على البقاء طبيعية دون انفعال لعدم إثارة الانتباه. خصوصاً وأنني كنت مراقبة من طرف الأجهزة أين ما حللت وارتحلت، وعيون الأجهزة السرية منتشرة في كل مكان الشيء الذي أدى إلى اعتماد الشك في كل شيء وبالتالي اتخاذ جميع الإحتياطات الممكنة.
وبمجرد انفصال يدي عن يده انسحبت بكل هدوء نحو مكتبي... فتحت الرسالة كانت من زوجي صلاح قرأتها بسرعة فائقة.... ثم خرجت، ولكي لا أثير شكوك المستخدمين افتعلت على التو سيناريو فقلت له: إذن أنت ذلك الرجل الذي يملك أرضاً ببني ملال قرب ضيعتنا... وكان ذكياً حيث فهم قصدي وأجابني تواً وبدون تردد مؤكداً أقوالي وتبعني في الخط..."
في كل الرسائل كان المطلوب الأدوية والمقويات لتجديد قواهم المتهالكة والتصدي لليأس والمقاومة لمواجهة الموت البطيء الممنهج، وشيء من المال...
من جهة أخرى توحدت العائلات،ووجهت رسائل استعطاف لمختلف الجهات الرسمية والحكومية، المدنية والعسكرية، والمنظمات والهيئات والشخصيات الوطنية ذات وزن، والاحزاب السياسية،لكن لم تتوصل بأي جواب..!بإستثناء المقاوم والمناضل الراحل بنسعيد ايت ايدر الذي كانت له الشجاعة لطرح، لأول مرّة بالبرلمان، سؤال على وزير العدل عن مصير العسكريين المختفين، وكان ذلك سنة 1990رغم كل الضغوطات التي مورست عليه لثنيه عن طرح السؤال..
لم يطلب منهم إلا الوقوف بجانب العائلات من الناحية الإنسانية، أي مساعدتهم على معرفة مكان وجود المعتقلين وتمكين دويهم من زيارتهم و صلة الرحم معهم بعد فراق طويل،سواء المعتقلين في إطار ملف الصخيرات أو ملف الطائرة.لكن لم يتجرأ أحد لرفع ولو الأصبع الصغير...!
في سنة 1986دهبت عايدة و ابنتها هدى الى ملعب الغولف بالرباط بعدما سمعوا نصيحة بعض الاصدقاء بان يذهبوا الى الغولف حتى يلتقوا الملك الحسن الثاني و يطلبوا منه العفو عن والدهم، رات هدى الملك و ركضت حتى وصلت اليه، حاول بعض الحراس منعها لكنها اقتربت منه، فأشار اليهم بان يتركوها،،
قالت له هدى و هي تبكي، انا ابنة صالح حشاد الضابط المتورط في انقلاب 1972 اتمنى ان تعفو جلالتك عنه، دهشته امام رسالتي و خطواتي، قفز عندما سمع صوت تازممارت، كان يعتقد اني جئت لاجل مشكل تافه او مساعدة اجتماعية، ادركت انه يعلم خصوصا عندما التفت إلى احد مرافقيه و قال له، هل لازال هناك احياء في تازممارت، طلب مني ان اكف عن البكاء، قال لي لا تبكي، لا اقدر ان اكلمك هنا امام ضيوفي، اذهبي رفقة هؤلاء الاشخاص و سياخذونك الى القصر حتى نتمكن من الحديث براحتنا،
ادخلوني غرفة صغيرة و بدا معي التحقيق من طرف كل المحققين، في النهاية لم يأت الملك، لقد وعد طفلة و لم يف بوعده، لم يتعلم ان الناس لا تعطي وعودا اذا كانت غير قادرة على تحقيقها..
هذا الجزء يؤكد أن الملك كان يعرف كل شيء و انه عندما تحدث للصحافة الفرنسية و قال ان تازممارت لا يوجد الا في اوهام بعض الحاقدين كان يكذب، الناس التي تقول أن الحسن الثاني كان ذكي و عبقري، ماهي انجازاته غير تازممارت، ماذا قدم للمغرب غير الجهل و التخلف و الديكتاتورية تقول هدى ابنة حشاد...،"
بعد انتظار طويل بدون جدوى اضطررت السيدة عائدة مع بعض العائلات وبعض المتعاطفين مع هده القضية الإنسانية لطرح الملف بالخارج، لاسيما وأن نانسي الأمريكية، زوجة المعتقل النقيب طيار مبارك الطويل، تحركت كثيراً وأثارت ضجة في مجلس الشيوخ بأمريكا..
كما بدأت عدّة فعاليات تتحرك، السيدة متيران، السيدة السرفاتي، الكاتب جيل بيرو، جمعية ASDHOM وغيرها. وهكذا تم إحداث شبكة بباريس حاولت الضغط على الصعيد الدولي (الأمم المتحدة، لجنة حقوق الإنسان، الهيئات والمنظمات الدولية...)، وبهذه الطريقة انكشف بجلاء أمر تازمامارت،
وصل الأمر إلى درجة ان رفض مجلس الشيوخ الأمريكي استقبال الملك إن لم يتم حل مشكل تازمامارت علما أنه منذ سنة 1984 والأمريكيون على علم بوجود معتقل تازمامارت بفضل نانسي لكن مصالحهم فوق كل اعتبار إنساني أو أخلاقي..
فتلك الرسائل المهربة من قلب جحيم تازمامارت وصلت إلى زوجة مبارك الطويل نانسي عن طريق عايدة رشدي حشاد، زوجة صلاح حشاد التي نصحتها بضرورة العودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لكي تتمكن من خدمة القضية أكثر وهذا ما كان.
وبمجرد صدور أوّل مقال بخصوص تازمامارت على صفحات جريدة لوموند الفرنسية،استدعت الأجهزة الأمنية المغربية عائلات المعتقلين في كل أنحاء المغرب واستنطقتهم، وآنذاك كان العد العكسي قد انطلق لأن الأقنعة سقطت وانكشف أمر جحيم تازمامارت.
فمقالات جريدة لوموند اعتمدت على الرسائل التي سربها ملائكة تازمامارت ..
والأكيد هو أن الضغط الدولي ساهم بشكل جوهري في فرض حلّ المشكل.علماً أن الفضل الأول في بعث الأمل يرجع إلى ملائكة تازمامارت وعلى رأسهم محمد الشربادوي.
في غضون شهر شتنبر 1991،تم الإفراج عن مبارك الطويل في البداية،وكان يوم عيد المولد.تقول عايدة" اتصلت بي نانسي هاتفياً وتكلمت وأخبرتني بالإفراج عن زوجها وأنّه تكلم معها عبر الهاتف من مكتب عامل إقليم الخميسات في الصباح، ولكن لم أثق بالأمر ومازالت لدي شكوك، لذا عليك أن تذهبي إلى الخميسات وتعايني الأمر بأم عينيك وتخبرنني هل فعلا تمّ الإفراج عن زوجي مبارك الطويل..؟
"قابلت مبارك الطويل وقال لي أن كل المعتقلين غادروا تازمامارت، لكنه لم يتمكن من التعرف على المكان الذي نقلوهم إليه لأنه كان معصوب العينين، إلا أنه تمكن من ملاحظة كثرة شجرة الأرز بالمكان."
"وهاتفت نانسي وأخبرتها بالإفراج عن زوجها. سألتني عن باقي المعتقلين فأكدت لها أن زوجها وحده هو المفرج عنه، أما الباقون فقد تم تنقيلهم من تازمامارت إلى مكان آخر مازلت أجهله إلى حدّ الآن....
آنذاك أخبرتني نانسي أن هناك أناس متجمهرون أمام مبنى مجلس الشيوخ الأمريكي للمطالبة بالإفراج عن معتقلي تازمامارت ومنع الزيارة الملكية لمقر المجلس إلا بعد هذا الإفراج عنهم كلهم..."
ذهبت إلى الصيدلية قصد العمل، رنّ الهاتف وكان المتكلم كوميسير الاستخبارات العامة. قدم لي نفسه وسألني عن أخبار صلاح حشاد، فقلت له: إن كانت هناك أخبار فأنتم الذين ستزودونني بها وليس العكس. فقال لي أنّه أُخبر بأن صلاح حشاد سيُطلق سراحه اليوم ولكن لا علم لهم بالوقت وطلب مني عدم مغادرة المنزل.
قضى صلاح الليلة هناك رفقة المعتقلين الزموري والماغوتي ولم يفرج عليه إلا صباح يوم غد. في ذلك الصباح أتوا به إلى مقر الدائرة الأولى. ومازلت أتذكر أن المقدم جاء يطرق بابي في الساعة السادسة صباحاً لإخباري لإعداد الأبناء لملاقاة أبيهم، علماً أنه يعرف أن أبنائي كبار وكان من الأولى أن يوفر هذا العناء.
هناك، بباب الدائرة الأولى وجدت جيشاً عرمرماً من عناصر جميع الأجهزة الأمنية السرية منها والعلنية، الأمن الوطني أصحاب البذلة، الأمن بلباس مدني، الدرك، الديسطي، الاستخبارات العامة... الكل متجمهر بعين المكان.
نزلت من السيارة واتجهت إلى المدخل دون أن أعير أي اهتمام لتلك "الجوقة"، قصدت مكتب القائد، وجدت زوجي... حضنته طويلا والدموع تنساب من عيني...
آنذاك نطق القائد قائلا: "صاحب الجلالة تفضل بالعفو على صلاح حشاد" لم أتمالك نفسي، انفجرت في وجه القائد وقلت له بصوت مدو: … لقد قضى زوجي 19 سنة و4 أشهر في ظروف لا يعلم أهوالها إلا الله … ويمكنكم إعادته إلى السجن لقضاء ما تبقى له من العقوبة … وبعد 8 أشهر سآتي لأخذه من السجن …"
يجب التذكير بأن هدى ابنة حشاد قد امتلكت شجاعة ناذرة وساهمت بدون خوف في تفجير موضوع معتقل تزممارت عبر محطة BBC وكان والدها لا زال معتقلا..
في إحدى كتاباتها تقول هدى"
اريد ان اقول لك يا والدتي لست وحدك و ابي من كنتم ضحايا تازممارت، نحن ايضا كنا ضحايا تازممارت، بل الشعب المغربي باكمله كان ضحية لتازممارت...
رسالة هدى حشاد ان المغاربة يعيشون في تازممارت حقيقة و للاسف جدران تازممارت تم هدمها لكن روح تازممارت مازالت تسكن المغاربة حتى اليوم....
وبعد ثمان سنوات على نجاته من الجحيم قام صلاح حشاد رفقة عائلته، الزوجة عايدة والابنة هدى والابن خليل بزيارة تازمامارت حتى تتمكن العائلة من معاينة المكان الرهيب عن قرب..
58 زنزانة صمّمت كقبر سطحي، بدون نافذة ولا نور، خانقة صيفا وقارصة شتاءاً وما أطول شتاء تازمامارت. وهي الزنازين التي قضى بها ضيوفها أكثر من 18 سنة دون رؤية السماء،وكيف صمد 28 من ضيوف دلك جحيم من بين 58....!
ما حصل في جحيم تازمامارت، من شرور وآلام وتجاوزات وعذاب وانتهاكات جسيمة وأهوال وجرائم وفظاعات على امتداد أكثر من 6600 ليلة ونهار يتجاوز بكثير ما يمكن أن يتصوره عقل بشري
منظومة تازمامارت هي في جوهرها مأساة دموية خطط لها عقل شيطاني ميكيافيلي مسكون بالانتقام حتى النخاع استفرد بأشخاص لا حول لهم ولا قوّة ولا سند ولا معين ولا حتى شاهد عيان لإنقاذهم من أنياب وحش ضاري اسمه تازمامارت
*كنت معنيا بسجن تازمامارت فقد فقدت فيه أحد أقاربي المرحوم النقيب عبد الحميد بندورو كان محكوم ب10 سنوات وآخر ضحايا تزمامرت،توفي قبل شهور من الإفراج عنهم في 5 مارس 1991...
*أحر التعازي القلبية للسيدة عايدة ولهدى وخليل وباقي أفراد العائلة،ولرفاقه،لروح الفقيد الرحمة والسكينة...منقول

1-


2-


3-


4-


5-


6-


7-


8-


9-


10-


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *