بيان صحفي صادر عن المكتب الاعلامي للحزب الشيوعي الفلسطيني
بيان صحفي صادر عن المكتب الاعلامي للحزب الشيوعي الفلسطيني
وقف إطلاق النار في غزة: خطوة إنسانية مرحب بها.. لكن المخاطر البنيوية لا تزال قائمة، ضرورة الوحدة الوطنية والمقاومة الشعبية والأممية
يعبر الحزب الشيوعي الفلسطيني عن ترحيبه بأي وقف لإطلاق النار يوقف نزيف الدماء وينقذ أرواح المدنيين في قطاع غزة إن أي اتفاق يمهّد لوقف المجازر والابادة هو خطوة إيجابية إنسانياً، لكن لا يجوز أن يغطي هذا الانفراجة المؤقتة على العلاقات البنيوية التي تسبّب وتكرّس الاحتلال والظلم.
من منظور ماركسي مادي-تاريخي، نرى في "خطة ترامب" محاولة لإدماج الكيان الصهيوني داخل تركيبة إقليمية أوسع تقوم على منطق المصالح الرأسمالية والإمبريالية: تعزيز روابط اقتصادية وأمنية ودبلوماسية تُحوّل الصراع من مسألة حقّ وسيادة إلى ملفّ تدبّره تحالفات إقليمية تخدم نخبة حاكمة وتسوق للاستثمار و«الاستقرار» على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية هذه الاستراتيجية لا تعالج جذور الظلم بل تعمل على تطبيع الاحتلال وتهجير القضية الفلسطينية إلى هامش الترتيبات الجيوسياسية.
إن اتفاقيات التطبيع المتسارعة (ما عرف بـ«اتفاقيات إبراهام» وما تلاها من محاولات توسيع شبكات التكامل الإقليمي) تُظهر أن هناك مصلحة اقتصادية واستراتيجية لدى عواصم إقليمية وغربية في إبقاء نتائج الصراع ضمن إطار يُفضّل الاستثمارات والأمن والقواعد اللوجستية على حساب حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني من منظورنا الماركسي، هذه التحالفات تتقاطع مع مصالح برجوازية إقليمية ودولية تسعى إلى توسيع أسواقها وتأمين مواردها من دون المساس بالهيمنة الاستعمارية القائمة.
كما ينبغي الإشارة إلى أن قادة الاحتلال، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، عبّروا علنًا عن رؤى وتصورات تتماشى مع مشروع توسّعي أو ما يصفه خصومه بأطروحات "إسرائيل الكبرى" وهو ما يبرّر الخشية من أن أي ترتيب إقليمي لا يقترن بضمانات حقوقية وسياسية حقيقية لشعبنا العربي الفلسطيني قد يتحول إلى آلية دائمة لتثبيت الاستيطان ونزع الحقوق، إن كلام نتنياهو وخرائطه المعلنة أمام المحافل الدولية يوضح هذه المخاطر الواقعية التي لا يجوز تجاهلها.
بناءً على ذلك، يؤكد الحزب الشيوعي الفلسطيني ما يلي:
1-نرحّب بوقف إطلاق النار كضرورة إنسانية عاجلة، وندعو للترجمة الفورية له عبر فتح المعابر، إيصال المساعدات، وإلغاء الممارسات التي تستهدف المدنيين.
2-يرفض الحزب أي محاولات لفرض ترتيبات سياسية أو اقتصادية تُكرّس الاحتلال أو تُضفي عليه شرعية دولية.
3-نحمّل الولايات المتحدة والجهات الإمبريالية مسؤولية السياسات التي سهلت وموّلت التوسع الاستيطاني وعملت على إضعاف المشروع الوطني الفلسطيني؛ ونعتبر أن دعم واشنطن لأي خطة لا تعالج جذور الاحتلال يجعلها شريكًا في النتائج الكارثية التي ترتبت على ذلك.
4-نؤكد على ضرورة الوحدة الوطنية الفلسطينية الفعلية والرفض الجماعي لأي محاولات لتفتيت الموقف الفلسطيني عبر صفقات ثنائية أو ترتيبات إقليمية تُهمّش القضية الأساسية.
5-نطلق نداءً دوليًا إلى القوى التقدمية والطبقة العاملة في العالم للنضال ضد سياسات الإمبريالية الأمريكية واللوبيات التي تُعطي الشرعية والغطاء للجرائم، والعمل من أجل تحرّك أممي حازم لحماية المدنيين وفرض مساءلة دولية على الاحتلال.
الحزب الشيوعي الفلسطيني يؤكد التزامه بالعمل مع كل الفصائل والقوى الشعبية والمجتمعية لبناء جبهة وطنية عريضة "معادية للاحتلال واسلو" قادرة على مواجهة هذا العدو الفاشي واستنهاض حركة تحررية شاملة تناضل من أجل الحقوق الوطنية، الطبقية والاجتماعية. الوحدة الوطنية والمواجهة الدولية هما السبيل لوقف هذا المشروع التدميري واستعادة الحقوق المسلوبة.
المكتب الاعلامي للحزب الشيوعي الفلسطيني
13\10\2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق