جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

بيان صادر عن الحزب الشيوعي اللبناني حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

 بيان صادر عن الحزب الشيوعي اللبناني حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

يحيّي الحزب الشيوعي اللبناني صمود الشعب الفلسطيني البطل، ويعبّر عن ترحيبه الحذر بإعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني، بعد أكثر من عامين من حرب الإبادة الجماعية والعدوان الإجرامي الوحشي الذي شنّته آلة الحرب الصهيونية على قطاع غزّة، بدعمٍ كاملٍ من الإمبريالية الأميركية وحلفائها.
إنّ هذا الاتفاق، رغم محدوديته ونواقصه، يُشكّل خطوةً أولى ومهمة نحو وقف الإبادة الجماعية التي ارتكبها العدو بحقّ المدنيين، ويفتح الباب أمام إدخال المساعدات الإنسانية، وتبادل الأسرى والمعتقلين، وانسحاب قوات الاحتلال من بعض المناطق، وهو ما من شأنه أن يوقف حمام الدم الذي أودى بحياة عشرات آلاف الشهداء الأبرار، ويتيح لشعبنا الفلسطيني العودة إلى حد أدنى من الاستقرار الأمني بعد عامين من الحصار والتدمير المنهجي. ويؤكد الحزب أنّ هذا الاتفاق ما كان ليُنتزع لولا المقاومة البطولية للشعب الفلسطيني وقواه المناضلة، التي واجهت آلة الحرب الصهيونية بإرادةٍ لا تلين، وقدّمت للعالم نموذجاً فريداً في الصمود والتضحية. كما يشيد الحزب بالدور الذي تلعبه الفصائل الوطنية الفلسطينية، تأكيداً على وحدة الموقف الفلسطيني وحرصاً على تثبيت وقف العدوان وكسر الحصار بشكل نهائي.
إنّ ما تحقّق اليوم هو أيضاً ثمرة نضالٍ طويل لشعوب العالم التي تحرّكت تضامناً مع فلسطين. فقد شهدت الساحات من أميركا اللاتينية إلى أوروبا وآسيا، ومن الجامعات إلى مواقع العمل، حركةً جماهيريةً واسعةً طالبت بوقف الإبادة، وفضحت تواطؤ الأنظمة الإمبريالية وحكوماتها التي قدّمت المليارات في السلاح والغطاء السياسي لكيان الاحتلال. لقد ساهم هذا الحراك الشعبي العالمي في كسر جدار الصمت، وفي إحداث تحوّل نوعي في الوعي والرأي العام الدولي، بحيث لم يعد التطبيع مع العدو أمراً مقبولاً أو طبيعياً. كذلك، تحقق ذلك بعد أن وقفت شعوب منطقتنا ومنها في لبنان والعراق واليمن بثبات إلى جانب الشعب الفلسطيني، وقدمت التضحيات وواجهت العدوان الصهيوني دفاعاً عن فلسطين.
ويرى الحزب الشيوعي اللبناني أنّ المعركة لم تنتهِ بعد. فوقف إطلاق النار لا يمكن أن يُعتبر نهايةً للصراع، بل هو محطةٌ على طريقٍ طويلٍ من النضال من أجل تحقيق الأهداف الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني، المتمثّلة في إنهاء الاحتلال الصهيوني، ورفع الحصار عن غزّة، وعودة اللاجئين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس.
وفي هذا السياق، يدعو الحزب إلى استمرار الضغط والمحاسبة الدولية للكيان الصهيوني ومجرمي الحرب الذين ارتكبوا جرائم ضدّ الإنسانية في غزة والضفة الغربية، كما يطالب بتحميل الحكومات الشريكة في العدوان مسؤولياتها القانونية والأخلاقية أمام المحكمة الجنائية الدولية، والمحاكمة الشعبية والسياسية لقياداتها. ويشدد الحزب على أنّ العدوان على فلسطين ليس حدثاً معزولاً، بل هو جزء من المشروع الإمبريالي الصهيوني الهادف إلى إخضاع شعوب المنطقة ونهب ثرواتها. إنّ الحزب الشيوعي اللبناني، إذ يجدد التزامه المبدئي والثابت بقضية فلسطين، يعتبر أنّ دماء الشهداء في غزة والضفة والقدس لن تذهب هدراً، وأنّ صمود الشعب الفلسطيني قد فتح مرحلةً جديدة من الوعي المقاوم والتحرّر الشعبي، لا في فلسطين وحدها، بل في المنطقة بأسرها.
المجد للمقاومة الفلسطينية،
الحرية لفلسطين،
والنصر للشعوب المناضلة في وجه الإمبريالية والصهيونية والرجعية.
10 تشرين الأول / أكتوبر 2025
المكتب السياسي
الحزب الشيوعي اللبناني



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *