" فوقاش يوصل قطار النضال للمحطة الأخيرة؟"الرفيق علي فقير مع بعض مناضلي حركة 3 مارس 1973
رفيقي الشاب، رفيقتي الشابة!
خاطبني أحد المهتمين: "أسي على ! فوقاش يوصل قطار النضال للمحطة الأخيرة؟"
ليست هناك محطة أخيرة لقطار النضال. لا وجود ل "تيرمنيس/terminus «في مسار الإنسانية. فقطار النضال يمر بمحطات، وعدد المحطات عدد غير محدود. الإنسانية تتقدم، وتاريخها يصنعه الإنسان، نساء ورجال، في "تفاهم"/symbiose مع الطبيعة بمختلف مكوناتها، مع العلم أنه يشكل الجزء "الواعي" من هذه المكونات.
قطار النضال عنيد. قطار يتحدى الجبال، المنعرجات، فيضانات الأودية، الزوابع الرملية...الخ
في مختلف المحطات:
- هناك من يغادر القطار من أبوابه" اليمينية" لأسباب تختلف من فرد لآخر: التعب، "ارتفاع سرعة" القطار، الدوخة، الحنين للماضي، الإغراء بأضواء وشهوات الرصيف...الخ
- هناك من يغادر القطار من أبوابه "اليسارية" لأنه لم يعد يتحمل " السير البطيء". يغادر القطار لركوب قطار أسرع. هذا ما يدعيه. تصل المحطة اللاحقة، تسأل الراكبين الجديد: متى مر القطار السريع؟ يجيبونك: لم يمر أي قطار قبل هذا.
- الكثيرون هم الجالسون في مقاهي الرصيفين، ومهما اختلفت المواقع والخلفيات، فهم يلتقون في نقدهم اللاذع لركاب "قطار النضال".
ويبقى مع ذلك عدد "الطالعين" أكبر بكثير من عدد "النازلين".
فأعلمي يا رفيقتي الشابة، فأعلم يا رفيقي الشاب، أن التاريخ ليس بخط مستقيم، فقطار المستقبل عبارة عن "القوة المحصلة"(la force résultante) لعدة قوى: فمنها قوى المستقبل، ومنها قوى ماضوية، ومنها قوى محافظة، ومنها قوى تلعب دور الفرامل باسم الواقعية والثوابت، مستقبلية قولا ومحافظة عمليا...الخ
فحذار من "النزول" في محطات "الإحباط"، في محطات "الإغراء"، في محطات "القمع".
فحذار من خطاب "الواقعية "، من كلام "ما كديرش السياسة".
********
مع بعض مناضلي حركة 3 مارس 1973
كل التحية والتقدير رفاقي في النضال ضد الاستبداد المخزني

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق