محمد اليسير… الرفيق الذي حملنا معه البلاد على كتفيه
محمد اليسير… الرفيق الذي حملنا معه البلاد على كتفيه
عبد الغاني العونية
اليوم، لم نفقد فقط رفيقًا.
فَقَدْنا جزءًا من ذاكرتنا المشتركة. رجلًا خضنا معه المعارك نفسها، ووقف معنا في الصفوف نفسها، وحمل معنا العبء نفسه… دون أن يسأل يومًا عن نصيبه، بل عن واجبه.
رحل محمد اليسير، رفيقي في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بآسفي، رفيقي في كل الجبهات التي فتحناها على اتساعها: ضد الظلم، ضد القمع، ضد تحويل الإنسان إلى رقم في إحصاءات البؤس.
نكتب البلاغات في ليالٍ طويلة أرهقها الغضب، ننزل إلى الشارع حيث تختبر المبادئ قدرتها على الصمود، ونتقاسم شعورًا ثقيلًا بأن الوطن يستحق أن نكون أكثر من متفرجين.
محمد لم يكن مناضلًا عابرًا.
كان من طينة أولئك الذين يضعون الشجاعة في المكان الطبيعي لها: بين الناس، لا في الشعارات. لم يكن يساوم على الحقيقة، ولا يتأخر عن موقفٍ يحتاجه الضعفاء. كان يعرف أن الحقوق ليست نصوصًا، بل دمًا يجري في شرايين من يحملونها بإيمان.
عرفته كما يُعرف الرفيق النديّ:
قاسيًا على الظلم، رقيقًا مع البشر.
صلبًا في الموقف، متواضعًا في الظهور.
يائسًا من السلطة، لكنه لم ييأس يومًا من الناس.
رحل محمد، لكن أثره لا يُدفَن.
ما زال حاضرًا في كل ملف فتحناه، في كل وقفة صمدنا فيها، في كل قرار تحملنا مسؤوليته معًا.
حاضرٌ في الذاكرة الجماعية للحركة الحقوقية، وفي وجدان الحركة التقدمية التي فقدت اليوم أحد أبنائها الذين لم يخذلوها يومًا.
تعازينا القلبية لعائلته الصغيرة والكبيرة، ولرفاقه ورفيقاته في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ولكل من عرف حرارة روحه واستقامة مساره.
سلامٌ عليك يا محمد.
سلامٌ على سنواتٍ مشينا فيها كتفًا إلى كتف، نُراكم الشرف في مدينة أنهكتها الخيبات.
سلامٌ على رفيقٍ علّمنا أن الكرامة ليست موقفًا… بل أسلوب حياة.
النهج الديمقراطي العمالي المكتب المحلي بآسفي تلقى المكتب المحلي للنهج الديمقراطي العمالي بآسفي بحزن وأسى عميقين هذا الصباح رابع دجنبر 2025 خبر وفاة الرفيق المناضل محمد اليسير عضو النهج الديمقراطي العمالي بآسفي ورئيس المكتب المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وبهذه المناسبة المفجعة يتوجه المكتب المحلي للنهج الديمقراطي العمالي بآسفي بأحر التعازي، وأصدق المواساة إلى مجموع أفراد أسرته الكريمة، ولمجموع رفاقه في النهج الديمقراطي العمالي، وفي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. يشكل غياب الرفيق محمد اليسير خسارة عظمى لنا ولمجموع الحركة المناضلة بالإقليم. نم مطمئنا رفيقنا البهي. على خطاك نواصل المسير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق