هل أخطأت الحركة الثورية المغربية موعدها مع التاريخ؟الرفيق علي فقير
بداية السبعينات:
هل أخطأت الحركة الثورية المغربية موعدها مع التاريخ؟
كانت المنطقة المغاربية تتميز بالأساس بظهور حركة وطنية صحراوية تناضل من أجل تحرير الصحراء الغربية من الاستعمار الاسباني.
أهم شرارة هي انتفاضة العيون يونيو 1970 التي سقط فها العديد من الشهداء، وسجلت اختطافات مصير البعض منها بقي مجهولا الى حدود اليوم.
مهما اكان موقف القوة الثورية المغربية من مستقبل الصحراء الغربية، كان من الممكن أن تلتقي في ساحة الكفاح من أجل تحريرها، كان من الممكن أن تلتقي مع القوى الثورية الصحراوية والموريتانية والجزائرية والتونسية والليبية لتحرير ليس فقط الصحراء بل تحرير المنطقة المغاربية وتشييد هذا الفضاء الشعبي المغاربي على أنقاض الاستعمار الاسباني وعلى أنقاض الاستبداد المخزني وعلى أنقاض الأنظمة البرجوازية الجزائرية، التونسية...
1 – الجناح الثوري الاتحادي.
رغم اعتباره الصحراء الغربية جزءا لا يتجزأ من التراب المغربي، فقد فضل حملة السلاح ضد نظام الحسن الثاني المستبد بدل حمل السلاح مع الصحراويين ضد الاستعمار الاسباني.
2- الحركة الماركسية اللينينية.
رغم موقفها الاستراتيجي المؤيد لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بنفسه، فقد حددت منظمة "الى الأمام" مهمة بناء الحزب الثوري داخل المغربي كمهمتها الأساسية، بدل ربط مهمة تشييد الحزب الثوري المغربي بمهمة تحرير الصحراء في أفق تشييد الفضاء المغاربي، فضاء مغرب الشعوب.
كانت رؤية منظمة "الى الأمام" جد متقدمة نظريا لكن لم تترجم عمليا. كيف؟
كان من الممكن ارسال مناضلين للانخراط في الكفاح المسلح مع أشقاءنا الصحراويين...
لنقرأ مقتطفا من الوثيقة التأسيسية لمنظمة "الى الأمام"، "سقطت الأقنعة لنفتتح طريق الثورة":
"فالحزب الثوري المغربي يرفض بتاتا كل التقسيمات المفروضة من طرف الاستعمار كما يرفض كل المواقف الشوفينية التي تتخذها البرجوازية والبرجوازية الصغيرة والسياسيون المنافقون المغاربة والرامية إلى جعل تلك الربوع الصحراوية ومن سكانها مستعمرات مغربية. فالنضال الشعبي يجري في خضم المسيرة العامة والطويلة للثورة العربية التي سيتمخض عنها حتما وطن عربي واحد حر ومنتصر. وسيكون ذلك مساهمة حاسمة في تحرير وتوحيد القارة الإفريقية. وأقرب إخواننا في هذا النضال ضد الأوليغاريشيا الكمبرادور عملاء الإمبريالية وضد الإمبريالية الفرنسية والإسبانية ومن أجل طرد الصهيونية، ومن أجل طرد سيدتهم جميعا الإمبريالية الأمريكية، هم إخواننا في الصحراء وموريتانيا. وهذا الكفاح المشترك لشعوبنا الذي سيأخذ أساسا شكل حرب شعبية كما هو الشأن في التشاد، يمكن أن يتجسد في تنظيم جبهة موحدة للتحرير.
"30 غشت 1970".
3 – خلاصة: أعتبر شخصيا أننا أخطأنا كثورين ماركسيين لينينيين واتحاديين موعدنا مع التاريخ في قضية الصحراء بداية السبعينات، كانت بؤرة ثورية لم ننخرط فيها لإعطائها بعدا تحرريا مغاربيا.
لقد اعتبر الاتحاديون أن تصفية الاستعمار بالصحراء شأنا القصر، واعتبرناها نحن الماركسيون شأنا خاصا بالوطنيين الصحراويين.
على فقير، يوم الأحد 21 دجنبر2025

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق