شبكة تقاطع للدفاع عن الحقوق الشغلية*بيان بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء
شبكة تقاطع للدفاع عن الحقوق الشغلية
بيان بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء
بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء الذي يصادف 25 نونبر من كل سنة، تتوجّه شبكة تقاطع للدفاع عن الحقوق الشغلية بتحية نضالية عالية إلى كل النساء العاملات في كل مواقع الإنتاج والخدمات: في المعامل، والضيعات الفلاحية، والمنازل، وقطاع الفنادق، وقطاع النسيج، وفي كل فضاءات العمل المعلنة والسرية. كما يحيّي كل النساء اللواتي يواجهن يومياً أشكال العنف البنيوي والممنهج في الفضائين العام والخاص.
يمثّل هذا اليوم محطة نضالية لفضح حجم الانتهاكات التي تتعرض لها النساء عبر العالم، وبشكل خاص ما تتعرض له نساء فلسطين والسودان وسوريا من إبادة وتجويع وتشريد واغتصاب، في ظل صمت وتواطؤ دولي فاضح. كما يشكل مناسبة لتجديد الالتزام الجماعي للنضال من أجل وضع حد لكل أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، باعتباره نتيجة مباشرة لسياسات طبقية تعمّق الفوارق، وتؤنث الهشاشة، وتُهين قيمة العمل النسائي، عبر التمييز في الأجور، وحرمان النساء من حقوقهن الشغلية والاجتماعية الأساسية، وعدم ضمان الحماية في أماكن العمل من التحرش والاستغلال.
ويجسّد واقع النساء العاملات اليوم مظاهر هذا العنف البنيوي من خلال عدد من المؤشرات المقلقة، منها:
• مشروع قانون المالية لسنة 2026 الذي يكرس نفس الخيارات اللاشعبية القائمة على تحميل الشغيلة، وفي مقدمتهن النساء، كلفة الأزمة.
• استمرار تهميش المعطلات والمعطلين وحرمانهم من حقهم الدستوري في الشغل والتنظيم والاحتجاج، كما تعكسه معركة تنسيقية الكرامة لحاملي الشهادات المعطلين.
• ما تتعرض له عاملات سيكوم بمكناس من قمع أثناء معركتهن لاسترجاع حقوقهن.
• عدم تنفيذ أحكام قضائية لفائدة حوالي 2500 عاملة وعامل بشركات السنوسي لأزيد من 13 سنة.
• التلكؤ في تنفيذ الأحكام القضائية لصالح عاملات وعمال فندقي "كرم" و"بلير" بورزازات، بما يكشف هشاشة المنظومة القانونية وضعف احترام الدولة للحقوق الشغلية.
• الطرد التعسفي الذي طال عاملات وعمال شركات الخياطة بالدار البيضاء وشركة "لينيا ولوكس"، إضافة إلى الطرد الانتقامي للنقابية فاطمة عدنان بسبب مشاركتها في المؤتمر الرابع للاتحاد الدولي للصناعات.
• استمرار الانتهاكات الجسيمة في الضيعات الفلاحية بشتوكة آيت باها، حيث تُفرض أجور مهينة وتُعرَّض العاملات للتحرش الجنسي، وينقَلن يومياً في وسائل غير آمنة، مما يكشف بجلاء الاستهتار بحياة العاملات.
• فاجعة وفاة المفتشة صفاء الزياني وإصابة زميلتها شدى السرغيني والسائق في حادث انقلاب سيارة نقل وظيفية متهالكة، تابعة للمديرية الإقليمية بالعرائش، أثناء مهمة مهنية.
إن العنف ضد المرأة العاملة ليس سلوكاً فردياً أو حادثاً معزولاً، بل هو انعكاس لبنية اقتصادية وسياسية تسعى إلى تكثيف الأرباح على حساب حياة العاملات وكرامتهن.
وإذ تتقدم شبكة تقاطع بخالص التعازي لعائلة الراحلة صفاء الزياني وتتمنى الشفاء العاجل لزميلتها، فإننا نطالب بـ:
• فتح تحقيق مستقل وشفاف في هذه الفاجعة وتحديد المسؤوليات.
• مساءلة كل المتورطين في الانتهاكات البنيوية التي تستبيح حياة العاملات.
كما نحمّل الدولة المغربية المسؤولية الكاملة عن استمرار العنف الممنهج ضد النساء، ونطالب بإصلاحات عاجلة تشمل:
• حماية النساء في أماكن العمل وضمان بيئة آمنة وخالية من التحرش.
• تجريم الاستغلال الاقتصادي بشكل فعّال وضمان تطبيق القانون.
• احترام الحق النقابي دون مضايقات أو طرد أو متابعة.
• توفير حماية اجتماعية حقيقية وشاملة.
• التنفيذ الفوري والملزم للأحكام القضائية.
إن النضال ضد العنف الموجّه ضد النساء العاملات هو نضال من أجل الحرية، المساواة، العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية. وهو معركة يومية تتطلب بناء جبهة واسعة ومتماسكة من قوى الحركة النقابية، النسائية، الحقوقية، والسياسية، إلى جانب العاملات والمتضررات، من أجل توحيد النضالات وتحصين المكتسبات وبناء ميزان قوى قادر على فرض الحقوق وانتزاعها.
لجنة المتابعة
اعلنت وفاة شدى السرغيني لبنة الرفيق العربي السرغيني بعد صور البيان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق