نزهة مجدي حين تصير الكلمة زنزانة… ويصير الصمود حرية بقلم ذ.عبد اللطيف رقيق
نزهة مجدي
حين تصير الكلمة زنزانة…
ويصير الصمود حرية
بقلم ذ.عبد اللطيف رقيق
يا واقفةً في العاصفة
كسبورةٍ لم تنكسر
ولا مسحتها أيادي الخوف
أخذوكِ
لأن صوتكِ كان أعلى
من جدران الصمت
ولأنكِ قلتِ
إن الأستاذ ليس رقمًا
ولا عقدًا هشًّا
ولا لقمةً مؤجلة
أخذوكِ
لأنكِ علمتِهم
أن الكرامة لا تُدرَّس
بل تُمارَس
وأن الحقوق
لا تُمنَح
بل تُنتَزع
يا نزهةَ الطباشير العنيد
يا ابنةَ الفصول الباردة
والساحات الساخنة
لم ترتجف يدكِ
وأنتِ تشيرين
إلى الجرح باسمه
قالوا: هذا نضال
فقلتِ: نعم
وهذا طريقٌ بلا ظلّ
فمشيتِه مرفوعة الرأس
حتى الزنزانة
ما كنتِ مجرمة
كنتِ شاهدة
على زمنٍ
يخاف من الأساتذة
إذا تكلموا
خلفَ القضبان
لم تُعتقَل نزهة
بل اعتُقِل الصمتُ
وانفضح الوهمُ
أن الصوتَ الحرّ
يمكن كسرُهُ بالقيد
نحن معكِ
لأنكِ لم تكوني وحدكِ يومًا
كنتِ صفًّا كاملًا
ووقفةً
وجدار صدّ
في وجه الإذلال
نحن معكِ
لأنكِ اخترتِ
أن تكوني أستاذة
حين كان الصمتُ أسهل
وأكثر أمانًا
سلامٌ لكِ
في زنزانةٍ أضيق من الحق
وأوسع من الخضوع
والعارُ
لكل من ظنّ
أن السجن
ينهي المعركة
الحريةُ لكِ يا نزهة
والنصرُ
لكل من دفع
ثمن الكلمة
ولم يبع الموقف




ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق