الحزب الشيوعي اللبناني يحذرمن أي "مفاوضات سياسية أو اقتصادية مباشرة مع العدو الإسرائيليّ"
حذّر الحزب الشيوعي اللبناني من أي "مفاوضات سياسية أو اقتصادية مباشرة مع العدو الإسرائيليّ"، معتبراً أنّ "اختلال موازين القوى لصالحه يجعل لبنان عرضة للضغوط والتنازلات، خصوصاً في ظل استمرار الاعتداءات اليومية وتوسّع الاحتلال وغياب أي احترام للاتفاقات الدولية".
وأشار الحزب إلى أن "تزامن الموقف الرسمي اللبناني بتكليف وفد للمشاركة في اجتماعات "الميكانيزم" مع إعلان حكومة نتنياهو إرسال ممثلين للتفاوض حول تعاون اقتصادي، يضع لبنان أمام منعطف خطير قد يؤدي إلى تنازلات إضافية، خاصة بعد تجارب سابقة في ملفات الترسيم البحري واتفاق 27 تشرين الثاني 2024".
وحمّل الحزب الشيوعي القوى السياسية الحاكمة مسؤولية وصول البلاد إلى حال الضعف والانهيار، محذّراً من "نتائج أي مفاوضات قد تنتقص من سيادة لبنان وحقوق شعبه".
ودعا القوى الوطنية والتقدمية إلى "توحيد الصفوف وبناء بديل سياسي جامع، وإطلاق أوسع تحرّك شعبي وسياسي داخلي وخارجي لمنع تقديم أي تنازلات جديدة وللمطالبة بوقف العدوان، وإطلاق الأسرى، وعودة الأهالي، وانسحاب الاحتلال حتى خط الهدنة دون قيد أو شرط".
تغطية خاصة | تكليف السفير السابق سيمون كرم ترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات لجنة "الميكانيزم" | ...
الشيوعي : لأوسع تحرّكٍ سياسي وطني وشعبي، فلا مصلحة للبنان بالدخول بمفاوضات سياسية واقتصادية مباشرة مع العـ.ـدو الصهـ.ـيوني في ظل اختلال موازين القوى لصالحه.
جاء تزامن موقف رئيس الجمهورية اللبنانية، بعد التنسيق والتشاور مع رئيس مجلس النواب، ورئيس الحكومة - بتكليف السفير السابق المحامي سيمون كرم، ترؤس الوفد اللبناني الى اجتماعات لجنة الميكانيزم - مع موقف رئيس حكومة العـ.ـدو نتنـياهو بإرساله ممثلا للكيان الصهـ.ـيوني للاجتماع مع مسؤولين حكوميين واقتصاديين في لبنان بغرض ترسيخ أسس للعلاقات الاقتصادية والتعاون معه، الأمر الذي يضع لبنان امامَ منعطفٍ مصيري وتاريخي له ابعاده ودلالاته السياسية التي قد تنطوي على مخاطر عدة في غير اتجاه:
أولا: ان لا مصلحة للبنان بالدخول بمفاوضات سياسية واقتصادية مباشرة مع العـ.ـدو الصهـ.ـيوني في ظل اختلال موازين القوى لصالحه، إذ يشكل هذا الدخول خضوعا لتهديداته واستمرار اعتداءاته اليومية وتوسّع احتـ.ـلاله وارتكابه المزيد من الجرائم، كما ينطوي على خطر تقديم التنازلات الإضافية بضغط أميركي مكشوف.
ثانيا: اننا امام عـ.ـدو لا يحترم أصلًا الاتفاقات ولا القرارات الدولية وهو يعتبرها مجرد منصة سياسية لمواصلة عـدوانه وتحقيق أهدافه فلا حدودَ لأطماعهِ التوسعيةِ من لبنان إلى سوريا إلى فلسـ.ـطين... وصولا الى الإقليم لفرض مشروع الشرق الأوسط الجديد والحاق لبنان في اطار اتفاقات التطبيع الابراهيمية.
ثالثا: انها مفاوضات تأتي ضمن مسار محاولات العـ.ـدو لفرض المزيد من التنازلات على لبنان. فبعد مفاوضات الترسيم البحري وتجربة "كاريش" وقبلها التنازلات عن حقوق لبنان البحرية في المفاوضات مع قبرص وما حققه العـ.ـدو من تنازلات اضافية بفعل اتفاق 27 تشرين الثاني 2024، يحاول الآن استثمار اعتداءاته سياسيًّا بهدف توقيع اتفاقات اقتصادية وسياسية وأمنية. فطوال ما يزيد عن عام كامل على اعتداءاته: قـتلًا لأكثر من 400 مدني، وإيقاعًا لمئات الجـرحى، وتدميرًا لآلاف المنازل، ومنعًا للعودة والإعمار لأهلنا النازحين. يذهب لبنان اليوم إلى المفاوضات بلدًا مردوعًا فلا من يرد على اعتداءات العـ.ـدو ولا من يوقف هذا العـدوان بعد ان تم توقيع الاتفاق من قبل الدولة اللبنانية بموافقة حـ.ـزب الـ.ـله والتزامه ومعه سائر القوى الطائفية السلطوية الشريكة في نظام المحاصصة والفساد والافقار.
رابعا : ان الحزب الشيوعي اللبناني يحمّل المسؤولية للقوى السياسية الطائفية التي تحكمت بمسار لبنان السياسي وأوصلته الى حالة الضعف والانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وفي مقدمها تلك التي مارست تاريخيا سياسة قوة لبنان في ضعفه أو تلك التي أخضعت المـ.ـقاومة لسقف الميثاقية والمحاصصة والحفاظ على النظام السياسي الطائفي.
خامسا: يحذّر الحزب الشيوعي اللبناني من نتيجة ما قد تصل اليه المفاوضات من تقديم المزيد من التنازلات على حساب سيادة لبنان وحقوق شعبه كاملة، ويؤكد على وجوب وقف العـدوان واطلاق الأسـ.ـرى وعودة الأهالي الى قراهم والانسحاب الكامل لقوات الاحتـ.ـلال الصهـ.ـيوني حتى خط الهدنة من دون قيد أو شرط التزاما بالحدود المرسومة مع فلسـ.ـطين المحـ.ـتلة وفق الاتفاقية الدولية الموقّعة عام 1949.
سادسا: يوجّه الحزب الشيوعي اللبناني نداءه الى الشعب اللبناني والى قواه الوطنية والتقدمية والديمقراطية المقـ.ـاومة، بالدعوة الى بناء البديل السياسي عبر رص الصفوف وتجاوز الفئويات والمصالح الضيقة والانضواء في اطار أوسع جبـ.ـهة سياسية وطنية تحمل مشروعا للتحرر الوطني والاجتماعي، داعيا في الوقت عينه لاطلاق أوسع تحرك شعبي وسياسي داخليا وخارجيا من اجل الحؤول دون تقديم اية تنازلات على حساب لبنان وسيادته وحقوق شعبه.
بيروت في 4 – 12 – 2025
المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق