الهيئة المغربية لحقوق الانسان – فرع اداومومن*بيان
في ظل الفيضانات الكارثية التي تجتاح المغرب، وخاصة مدينة آسفي، وما خلفته من ضحايا وممتلكات مدمرة، تعلن الهيئة المغربية لحقوق الانسان – فرع اداومومن عن غضبها واستنكارها الشديدين لتخاذل الدولة الفاضح وترك المواطنين يواجهون مصيرهم وحدهم دون تقديم المساعدة العاجلة، حيث أن ما يحدث اليوم ليس مجرد كارثة طبيعية، بل نتيجة مباشرة لإهمال الدولة وتقاعسها عن واجبها الاساسي في حماية الارواح وتوفير الدعم الضروري، فترك السكان يواجهون الموت والمخاطر بمفردهم، بلا انقاذ، يعد تقصيرا جسيما وجريمة مكتملة الأركان بحق المواطنين.
وفي هذا السياق، تدعو الهيئة المغربية لحقوق الإنسان – فرع اداومومن سلطات إقليم تارودانت إلى التحرك العاجل واتخاذ إجراءات استباقية فورية لحماية الساكنة من مخاطر الفيضانات المحتملة، وذلك عبر تفعيل خطط الوقاية وتنقية مجاري الأودية ورصد النقط السوداء المهددة وتعزيز جاهزية الوقاية المدنية ووسائل التدخل السريع. وتحمل الهيئة السلطات المحلية والإقليمية كامل المسؤولية عن أي خسائر بشرية أو مادية قد تقع مستقبلا نتيجة التقاعس أو التأخر في اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.
ولا يمكن تجاهل معاناة سكان اقليم الحوز، الذين يعيشون مأساة اكثر قسوة؛ فساكنة المناطق المتضررة من الزلزال ما زالت الى اليوم تقيم في خيام تواجه البرد القارس والثلوج في ظروف لا انسانية، رغم مرور مدة طويلة على الكارثة، ورغم الوعود المتكررة بإعادة الاعمار وتوفير السكن اللائق. اطفال ونساء وشيوخ يقضون الشتاء في خيام لا تحمي من البرد ولا المطر، في مشهد ينتهك ابسط مقومات الكرامة الانسانية
وتعلن الهيئة المغربية لحقوق الانسان – فرع اداومومن إدانتها الشديدة لهذا الإهمال والتقصير الفاضح من طرف السلطات، الذي أسهم في تفاقم معاناة المواطنين وزيادة عدد الضحايا والخسائر. وتطالب الهيئة بتوفير الحماية الكاملة للمواطنين وعدم الاكتفاء بالتكفل بدفن جثامينهم فقط.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق