حالتان انسانيتان للنقاش/لرفيق عبدالسلام عسال
بين الشاب ماركو مانيان Macro Magnan الاسباني والشاب إدريس اوكبير المغربي هوة بعمق الفرق بين تاريخين وثقافتين، التاريخ والثقافة المشكلان لجذور ماكرو والتاريخ والثقافة المشكلان لجذور أوكبير، تاريخ وثقافة ماركو راكما حضارة مبنية على احترام الآخر أيا كان دينه ولونه ولغته ... والتعايش معه كما هو، بينما تاريخ وثقافة أوكبير لم يراكما، بفعل عدة عوامل منها طبيعة السياسات المخزنية المتعاقبة منذ قرون سوى قيم الكراهية والعنصرية ومعاداة الغير عوض التعايش معه والتعصب الديني الأعمى، هذا التناقض بين الإرث التاريخي المشرق لماكرو والأرض التاريخي الرجعي لأوكبير هو ما جعل:
1) ماكرو يركب دراجته الهوائية لينطلق بها من فالينسيا باسبانيا ويطوف بها على عدة مدن اسبانية في اتجاه المغرب الذي زار فيه بها أكثر من 20 مدينة وقرية ومغربية، رحلة قطع خلالها 20 الف كلم، جمع خلالها 20 الف يورو، ما يعادل 21 مليون سنتيم مغربية، من أجل إصلاح وترميم مدرسة تاريخيةتوجد بقرية نائية في المغرب المنسي تسمى "كدورت" توجد بمنطقة تافراوت بإقليم تزنيت حيث عمل على إعادة ترميم المدرسة وتسييجها وتشجيرها وتجهيزها بأدوات التدفئة لحماية أبنائنا وبناتنا من قساوة البرد القارس خلال فصل الشتاء، هذه المبادرة الإنسانية أطلق عليها الشاب ماركو اسم"كدورة مدرسة الانسانية" جاعلا منها خطوة إيجابية للتعريف بالمنطقة ككل وتشجيع ثقافة التعايش والتضامن بين المغاربة والأجانب.
2) أوكبير استأجر سيارة وقصد أهم وأكبر شارع سياحي مزدحم في مدينة برشلونة ليدهس بها العشرات من المواطنين/ات العزل الأبرياء الذين كانوا وكن يتنزهون ويتنزهن مطمئنين/ات في شارع la rambla التاريخي ليقتل منهن/م في رمشة عين 13 شخصا ضمنهم أطفال ونساء ورجال ويصيب العشرات بإصابات بليغة وحرجة مع ما رافق ذلك من رعب وهلع وخوف في صفوف من كانوا وكن في عين المكان.
ماركو زرع الفرح والسرور والمودة في قرية كدورت وأوكبير زرع الرعب والفزع والحقد في برشلونة.
ماركو جسد ثقافة التعايش والحب الانساني العميق وأوكبير جسد ثقافة الكراهية والعداء للانسانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق