جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

جيش التحرير ومعارك 2 أكتوبر 1955 المجيدة /الرفيق معاذ اليعقوبي

جيش التحرير ومعارك 2 أكتوبر 1955 المجيدة
----------------------------------------------
تفصلنا أيام قلائل على ذكرى ملحمة أكتوبر البطولية التي نحتها مقاومو مثلث الموت (أكنول، تيزي وسلي، بورد) في البداية، لتشمل العديد من المناطق (مرموشة، تافوغالت...) فيما بعد. إنها ملحمة من ملاحم شعبنا البطل لم تتحدث عنها كتب التاريخ المدرسية الفارغة ولا وسائل الإعلام الرسمية المضللة ولا حتى أغلب "المؤرخين" المختصين في تاريخ المغرب المعاصر، وعلى العكس من ذلك يتم طمسها وطمس تاريخ الريف على وجه التحديد وتاريخ المغرب ككل، وفي مقابل ذلك يتم إبراز أحداث مهملة في التاريخ مع تزييف الحقائق التاريخية وإضفاء طابع أسطوري عليها (إشاعة ظهور محمد 5 في القمر السخيفة كمثال). لذلك يبقى من الواجب نفض الغبار عن تاريخ شعبنا الحافل بالتضحيات والملاحم التي سطرها بدمائه الزكية. وسنسلط الضوء في هذه المساهمة البسيطة على عمليات جيش التحرير في منطقة مثلث الموت وهي محصلة لاطلاع متواضع على مذكرات مقاومين كانوا فاعلين في هذا الجيش العتيد.
في يوم 17 يونيو 1955 كان اللقاء التاريخي بين ثوار اكزناية وبعض لاجئي تطوان والناظور، والفضل يرجع لبعض أبناء قبيلة "آيت توزين" في انعقاد هذا اللقاء. كما كانت هناك لقاءات من قبل ومن بعد ببعض الوافدين على الناظور من أبناء الأطلس المتوسط: إموزار مرموشة، وبركين وغيرهما. بالإضافة إلى الاتصالات التي عقدها فيما بعد عباس المساعدي والصنهاجي مع بعض ثوار "صاكا" وغيرهم. بفضل هذه اللقاءات كانت الاستعدادات جارية للدفع بمسلسل الحرب التحريرية إلى الأمام. كانت حمولة باخرة ‘‘دينا’’ الدافع الأساسي لانخراط الجميع في الثورة. وتم توزيع بعض القطع منها على كل الجهات التي أبدت رغبتها في المشاركة الفعلية في الحرب. كما وقع الاختيار من طرف القيادة بالناظور بعد التنسيق مع كل الجهات المعنية بالثورة، على اختيار العديد من المراكز في الريف والأطلس المتوسط لإشعال نار الحرب التحريرية.
+ هجوم بورد:
منذ سنة 1953 استطاع المقاوم عبد العزيز أقضاض الدوائري ورفاقه الحصول على بعض المسدسات بمالهم الخاص. فبعد زيارة تطوان قصد الاتصال ببعض الوطنيين هناك، وإيجاد مورد للسلاح للشروع في الكفاح المسلح، كون فكرة عن مسيرة النضال لمحاربة المستعمر. وعاد بمسدس وشيء من الذخيرة. واتصل ببعض مناضلي المقاومة المقيمين بالناظور. وعقد معهم اتصالات بحضور رفاق من القبيلة قصد الإعداد لقيام المعركة. وبدأت تظهر بوادر بداية الكفاح في الأفق بعد أن أخذ الوعد بإيجاد بعض البنادق قصد تدريب العناصر المهيأة للانخراط في صفوف جيش التحرير. ووضعت خطة محكمة للتمويه على العدو الذي شرع يراقب كل التحركات عن قرب بدقة متناهية. ولكن خطته باءت بالفشل أمام إحكام السرية على العمل والتنظيم. ثم كان اللقاء مع عباس المساعدي وهو أبرز قادة جيش التحرير بالشمال الشرقي، وتم الاتفاق على عدد البنادق التي ستسلم فيما بعد على دفعتين. كما اتفق على كيفية الشروع في المعركة، وانتظار اليوم الموعود بعد استكمال تدريب عدد لا يستهان به من أبناء القبيلة على خوض غمار حرب العصابات على يد بعض الأطر العسكرية التي تمرست في صفوف الجندية الفرنسية. لينطلق الهجوم المظفر على مركز بورد، وفي هذا الصدد كتب عبد العزيز أقضاض الدوائري في مذكراته المنشورة : "وحوالي منتصف الليل قبل انطلاقنا في الهجوم كان جيش المجاهدين نازلا تحت إشرافي في وادي بوريد الجاف في المياه، ولم يبق بيننا وبين أسوار المركز إلا نحن نصف كلم، وفي هذا الوادي راح بعض المجاهدين يتجولون على طوله وعرضه كأنهم يبحثون عن الماء مع أنه لا وجود للماء في جهات تجوالهم!، وهنا لاحظت بعضهم الذين لا يحملون السلاح يريدون في الحقيقة الرجوع إلى الوراء، ولإرجاعهم إلى صف إخوانهم الثابتين، ناديتهم بلهجتنا الأمازيغية الريفية المثيرة للمشاعر قائلا لهم بالجهر: ‘‘يا رجال، من أراد منكم الحياة في العزة والكرامة أو أراد الشهادة في سبيل الله في ميدان الشرف، فهذا أوانه ولم يبق لنا أي التفات أو تراجع، وقد أديتم المواثيق الغليظة على ذلك’’، فانضموا إلى إخوانهم في الحال بلا تردد ولا تأخر ولا كسل.
وحين اقترابنا من المركز على الساعة الواحدة بالضبط من صبيحة الأحد 2 أكتوبر 1955 وهو وقت الهجوم، أحاط بي من جديد الرجال غير المسلحين وهم الأكثرية طالبين مني السلاح الذي كنت أعدهم به في فترات الطريق متشوقين لخوض المعركة ضد العدو المستعمر بكل إيمانهم وشجاعتهم، وفي هذه اللحظة الحاسمة أجبتهم وأجبت الجيش كله قائلا جهارا: ‘‘إخواني، سلاحنا القوي الماحق للعدو هو الإيمان الصادق، اللهم صل على رسول الله’’، فاندفع كل من قادة الخلايا بجنده إلى الجهة المعينة له، كأننا في بهجة وليمة عرس، وكانت الصلاة على الحبيب رسول الله هي القوة الروحية الجبارة الدافعة بكل المجاهدين إلى ميدان القتال والاستشهاد في سبيل الله بكل الرضى، فالقائد البطل الشيخ سي اعلي شكوض التنملالي المسلح ببندقيته العشارية وهي من حمولة سلاح باخرة ‘‘دينا’’ اتجه برجال خليته لإحاطة المركز من الجهة اليمنى، واتجه القائد البطل السرجان إدريس والعوش المسلح بـ ‘‘متريات’’ وبجانبه القائد البطل الحاج بوجبان ورجال خليته لإحاطته من الجهة اليسرى، بينما اتجه القائد البطل السرجان محمد واحود المسلح بـ ‘‘متريات’’ مع جنود خليته فأحاطوه من جهة الشمال، وهكذا في بضع دقائق كان مركز العدو في بوريد محاصرا من طرف جيشنا من جميع الجهات، ولم يبق له من منفذ سوى بابه الكبير الرئيسي الذي اقتحمناه نحن الجيش العرمرم في مقدمتنا بطل الهجوم عمي الشقيق الشيخ عبد القادر أقضاض، وبجنبه بن أخيه الشقيق عبد العزيز أقضاض، وعمي الحاج الفقير أحمد أقضاض، والبطل الفقير محمد بن حموش الأخ الشقيق للفقيه السيد الزكريتي، وابن عمه البطل السيد عبد الله مشدود الزكريتي، والبطل سي أحمد تهرات الخولاني، والبطل المقدام السيد سي سلام بن سي عبد الله أكلوح الدوائري، والبطل المقدام السيد محمد قلاح الذي كان له الفضل في قطع الأسلاك الهاتفية بآلته الخاصة، ومن حولنا كل الرجال المتعطشين إلى الحصول على السلاح، فأقبلنا على حارس العدو في الباب الرئيسي (بوست بوليس) الذي بقي فاغرا فاه أمام زحفنا العارم المندفع إلى داخل المركز، فلم يحرك ساكنا ولا فاه بكلمة وهو يسلم إلينا سلاحه برضاه!.
وفي هذه الأثناء شرع البطلان إدريس والعوش ومحمد واحود في إطلاق وابل من نيران رشاشتيهما في اتجاه أرضية المركز لتغطية هجومنا، ومن حسن الحظ أن لم يقم العدو بالرد عليهما بسلاحه في بداية الأمر، وهنا جاء دورنا نحن داخل ساحة المركز المتلهفون إلى تحقيق غايتنا التي هي غنم سلاح العدو لتسليح المجاهدين، وحقق الله لنا هذه الغنيمة لحظه أن وقع في أسرنا جميع من كانوا في المركز من جنود ‘‘الكوم’’ وأعوان العدو الذين أعطيت لهم الأمان على أنفسهم وعلى أولادهم شرط، أن يدلونا دلالة صحيحة على جميع مستودعات العتاد الحربي للعدو في المركز، ففعلوا ذلك بكل الرضى معلنين انضمامهم إلينا، وحينئذ انطلق البطل المقدام سي أحمد تهراست الخولاني نحو بناية مستودع السلاح لفتح بابه أمام المجاهدين، فوقع اصطدام عنيف بينه وبين حارس المستودع المسمى ‘‘المنيزي’’ الذي دافع دفاعا شديدا عن المكان بسلاحه الشخصي ‘‘فيزي متريوز 24’’، وللتعجيل بتصفيته كان البطل سي أحمد تهراست شجاعا وذكيا في نفس الوقت حيث تسلق جدار البناية إلى أن وصل فوق عدوه فأرداه قتيلا بطلقات بندقيته، فانكب المجاهدون داخل المستودع فاستولوا على جميع ما كان فيه من سلاح العدو وعدده 80 قطعة من البنادق الجيدة من مختلف الأحجام والأنواع، وتمت العملية بنجاح تام بعد أن فكوا السلاسل الحديدية الرابطة للبنادق بواسطة المجاهد الفنان الفقير محمد بن علوش الذي عرف كيفية تفكيكها، فخرجوا أعزاء بهذه الغنيمة الثمينة ليقاتلوا بها العدو المستعمر وينحروه بسلاحه!. وعن نجاح الهجوم على مركز برد يقول عبد الله الصنهاجي: "مركز بورد دمره المجاهدون تماما، وغنموا منه أسلحة، وقتلوا عددا من جنود العدو، واستشهد البطل أحمد بن محمد تهراست رحمه الله".
قام الثوار بعد هجومهم المظفر على مركز بورد بالانسحاب متحصنين بالشعاب والوديان والغابات والجبال، ليستأنفوا هجوماتهم من جديد على العدو في كثير من المواقع، وقد خاضوا معارك برهنت على ذكائهم وتمرسهم على حرب العصابات التي شهدت ميلادها بهذه الجبال والجبال التي بجوارها مع مع الثائر محمد بن عبد الكريم الخطابي، "كانت معارك غطت كل شبر من قبيلة اكزناية. وكان الثوار يتحركون فيها بسهولة ويسر شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، رغم قلة ذات اليد. ولم يسلم تحرك من تحركات جيش العدو الفرنسي من وابل رصاص المجاهدين. حتى أصبحت المنطقة مشهورة في التاريخ المغربي بـ"مثلث الموت"، لما تكبده العدو طيلة شهور من ضربات أقصمت ظهره، بين "أكنول" و"تيزي وسلي" و"بورد".
+ هجوم تيزي وسلي:
كان من أبرز قادة جيش التحرير في منطقة تيزي وسلي كل من الغابوشي العجوري ومعه باقي الرؤساء، كل واحد منهم يترأس فرقة كالضابط محمد بن محمد بن عمر أخت، عمر أبرقي والشهيد أقضاض بن موح ومحمد بونيد، لكن الهجوم رغم نجاحه لم يبلغ مستوى نجاح هجوم بورد المظفر، حيث لم يغنم فيه الثوار أسلحة، لكنهم مع ذلك قاموا بإضرام النار في مركز تيزي وسلي وإطلاق سراح السجناء، ليتفرقوا بعدها واعتصموا بالجبال المجاورة. "أما العدو فقد التجأ إلى كدية إعدوين هو جنوده، وبعض أعوانه، وأصبح محاصرا لا يصل إليه شيء إلا من الجو بواسطة الطائرات، وفي اليوم الثاني عم خبر الهجوم كافة القرى والمداشر، وبدأ الرجال يلتحقون بالمقاتلين، وأصبح الكل على أتم الاستعداد".
كتب عبد العزيز أقضاض في مذكراته في سياق الحديث عن نجاح هجوم تيزي وسلي:
"والدين خففوا عنا كثافة قوات العدو المتدفقة على منطقة بوريد في هذا اليوم الأول من اندلاع الثورة، كانوا هم إخواننا المجاهدون في منطقة تيزي وسلي الذين هاجموا بعض مراكز حراسة العدو في المنطقة قبل الوقت المحدد لاندلاع الثورة وهو الساعة الواحدة من صبيحة الأحد 2 أكتوبر 1955 ثم في هذا الوقت هاجموا مركز تيزي وسلي، وخربوا مصالح الاستعمار فيه، وقطعوا عنه وسائل الاتصالات والمواصلات، وقتلوا 7 من جنود العدو واستولوا على أسلحتهم الشخصية وجرح ثلاثة من المجاهدين، وكذلك انطلق في هذا الوقت المحدد لاندلاع ثورة جيش التحرير إخواننا المجاهدون المغراويون، والوراينيون، والمرموشيون، الذين شنوا هجوماتهم على مراكز العدو في قبائبهم المنتمية كلها لإقليم تازة، وكذا قيام إخواننا المجاهدون اليزناسيون المنتمون لإقليم وجدة بهجومهم بعد 2 أكتوبر مباشرة ضد العدو في منطقتهم البعيدة عنا شرقا، وما عدا هؤلاء المجاهدين المنتمين لهذين الإقليمين ومعهم المرموشيين لم تقم أية ثورة أخرى من حد الجزائر إلى المحيط الأطلسي كما كنا نعتقد ذلك قبل انطلاقنا في مثلث الموت باجزناية".
+ هجوم إيموزار مرموشة:
لقد تم التهيء جيدا لهذا الهجوم، وتم تدريب المقاومين على تقنيات استعمال السلاح، وكيفية خوض حرب العصابات ضد المستعمر، واستعدادا لتنفيذ العمليات الفدائية تقرر عقد اجتماع رؤساء الخلايا المرموشية يوم 29 شتنبر 1955، بمنزل ميمون أوعقا إلياس، الذي اتضح له بأن هناك دماء جديدة تسري في عروق الخلية المرموشية، فاتخذ الجميع الاحتياطات اللازمة لمباغتة المستعمر والتنكيل بأذنابه، فحضر هذا الاجتماع كل من علي أوجاري (من آيت ماما) والدخيسي لحسن (آيت السمح)، وعلي أوعبو (آيت لحسن) وأحمد أوقسو (آيت مساعد)، ومحمد أومرو (آيت بازة) وبوزيان أوعلي (آيت لحسن) وعبد الله أوطالب (آيت أيوب)، وأحنجير لحسن (آيت بنعيسى)، ومغيس محمد أوعقا (آيت أمار آيت ماما) ، ليتم بعدها وضع المخطط النهائي للهجوم وتحديد منفذيه وتجنيد بعض العسكريين (الكوم) في صفوف جيش التحرير ونقل الأسلحة، فقام ثوار مرموشة بالهجوم في بداية الأمر على منزل الكومندار، وفي هذا الصدد كتب ميمون أوعقا: "قامت الخلية التي يترأسها أخي مغيس أوعقا، وعلي أوجاري، بمهاجمة منزل الكومندار، وبمجرد سماعه إطلاق الرصاص استعد لجميع الاحتمالات والطوارئ، وتبين أنه كان ينتظر حدوث الأسوأ، لأنه وجد أمام بابه، وحين رؤيته للمجاهدين أطلق الرصاص وقتل اثنين من الخلية، وسارع الآخرون إلى تطويق داره من الخلف. وعند خروج ضيفه وصديقه المراقب العسكري بأولاد زيدوح أرداه عبد الله أميمون قتيلا في الحين بواسطة ‘‘فيزي متريوز" .
وبعد الهجوم على منزل الكومندار تم الهجوم على مخزن الأسلحة الذي نفذه خمسة مقاومين من بينهم أخ ميمون أوعقا لياس المسمى مغيس محمد أوعقا، "وتم إخراج قطع كثيرة من الأسلحة، ولكن معظمها كان غير صالح، لأن القوات الاستعمارية كانت قد عمدت إلى إزالة ‘‘الكيلاص’’ عنه. وبعد أن قمنا بعَد القطع الصالحة لاحظنا وجود حوالي 120 بندقية، وتم توزيعها على المجاهدين. وفي مخزن السلاح استشهد قائد الخلية التي هاجمت منزل الكومندار وهو أخي مغيس محمد أوعقا. وكان بذلك أول شهداء جيش التحرير المغربي الذي انطلق يوم 2 أكتوبر 1955. ثم كان الهجوم على ثكنة القوات المساعدة ‘‘بكاسكاد’’ الذي ترأس خليته المقاوم الدخيسي أحمد "وبمجرد بدء الهجوم، أطلق أحد الحراس النار على المجاهدين. لكن رصاصة أحدهم كانت أسرع ودقيقة التصويب فأردت الحارس قتيلا. وعندئذ التزم العساكر منازلهم ولم يخرجوا. وبقي المجاهدون يحتلون الثكنة حتى الصباح. وأطلقوا سراح المسجونين من المدنيين، وطلب منهم الالتحاق بمداشرهم لاستنفار الأهالي قصد المشاركة في الهجوم على المستعمر والفتك به.
كتب عبد الله الصنهاجي في مذكراته في سياقه حديثه عن هجوم إيموزار مرموشة: "هذا المركز دمره المجاهدون واحتلوه وقضوا على ما بداخله، وقتل فيه عدد كبير من جنود العدو، وفيهم ضابط برتبة كومندار واسمه ‘‘بـو’’، واستشهد في هذا الهجوم على هذا المركز أكثر من 40 شهيدا"
إضافة إلى هذين الهجومين المظفرين هناك هجومات أخرى قام بها مقاومو مرموشة الأبطال ساهمت بشكل كبير في منح فرنسا الاستقلال إلى المغرب، وقد وصفت الصحافة الفرنسية أحداث مرموشة بأوصاف عنصرية وتحقيرية واستعمارية بغيظة كالأعمال الوحشية – أعمال اللصوصية والنهب – البربرية المتوحشة – المعارك الدرامية – الهجمات الدموية – عصابات إجرامية ومتوحشة – الثوار المجرمين، إلى غير ذلك من الأوصاف التي كانت تهدف إلى التقليل من أهمية القبائل المغربية ومقاومتها الوطنية البطولية، إضافة إلى كسب تأييد وتعاطف الشارع والرأي العام الفرنسي ودعم الحكومة الفرنسية للسياسة العسكرية الاستعمارية بالمغرب.
إضافة إلى هجومات بورد وتيزي وسلي ومرموشة المظفرة هناك هجومات كثيرة كتب عنها الكثير كهجوم تافوغالت وأكنول وبركين وغيرها التي عرفت بعضها فشلا وانتكاسا بسبب سوء التقدير أحيانا أو عدم التنسيق والتخطيط بالشكل الكافي، وعموما فإن التاريخ سجل بفخر كبير أن جيش التحرير بالجهة الشمالية الشرقية خاض عشرات المعارك الطاحنة ضد المستعمر، وخلف في الميدان عشرات الشهداء، ومئات الجرحى، وآلاف المنكوبين.
--------------------
المصادر والمراجع:
- الصنهاجي عبد الله، مذكرات في تاريخ المقاومة وجيش التحرير المغربي (1947-1956)، مطبعة فضالة، المحمدية، 1987.
- الدوائري عبد العزيز أقضاض، مذكرات مؤسس وقائد مقاتل في صفوف جيش التحرير، إعداد وتقديم محمد لخواجة، دار أبي رقراق، ط1.
- لخواجة محمد، جيش التحرير المغربي 1951 – 1956 .. ومذكرات للتاريخ أم للتمويه ؟!، دار أبي رقراق، ط1، 2007.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *