جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

ما قبل النوم*افلاس الدولة/الرفيق تاشفين الاندلسي

ما قبل النوم :
النظام المخزني اعتمد في ما مضى على الأعيان و الإقطاعيين في البوادي المغربية لضمان استمراريته و التحكم في المشهد السياسي و الحزبي و انشأ اوليغارشية قروية تأبى الدخول الى العصر و تتحكم في قطاع واسع من السكان و الذي يعد القاعدة الاساسية في تشكيل المشهد المخزني بأساليب عتيقة تستمد روحها من الأعراف القبلية العتيقة ، و في المقابل كانت تتشكل مساحات ضوء في المدن الكبرى و محاولة نشوء طبقة عاملة و فئات متوسطة متضررة من السياسات الطبقية التي ينهجها النظام المخزني ، هذا النشوء أعلن عن نفسه في العديد من المحطات المجيدة في تاريخ الشعب المغربي عبر انتفاضات واجهها النظام بالحديد و النار ، لم يكتف النظام المخزني بالاستعانة بالأعيان في البوادي لترسيخ جبروته بل انتقل الى سياسة التدجين الطويلة النفس من خلال نسف كل جبهات المقاومة في المدن و العمل على افلاس التعليم و إغراق المدن بكل الآفات الاجتماعية من خلال تسهيل ترويج المخدرات و تشجيع الدعارة بكل انواعها مع التحكم في دواليب هذا البازار من بعيد وكذلك انشاء سوق نخاسة سياسي كبير يتمثل في النسق المخزني "المؤسساتي" و بضاعته الرئيسية هي النخب المدينية ، لكن في المشهد المقابل (يعني في البوادي و المدن الصغرى) سيبدأ العد العكسي بدخول الوسائط الاجتماعية الجديدة من وسائل التواصل و الهجرة و الهجرة المضادة و أصبح ممكنا فتح كوة واسعة في السياج الذي كانت الاوليغارشية القروية قد انشأته ضد اي انفتاح و ضمان استمرارية العلاقات البائدة التي يبقى مركزها دائما هو الاقطاع ، و بدأ قطاع واسع من شباب البادية المغربية ومراكزها الشبه مدينية يتاح له الاطلاع على أسباب قهره خصوصا بعد ولوج الكثير من هذا الشباب القروي الى الجامعات رغم أزماتها البنيوية .
إذن هناك مشهد يتحرك في اتجاهين متعاكسين :الاتجاه الاول تدجين المدن الكبرى التي كانت تشكل تهديدا حقيقيا للنظام و تكوين شريحة واسعة جدا من البروليتاريا الرثة على هامش المجتمع و المستعدة دوما لبيع نفسها للطغيان المافيوزي مع توفير قاعدة مادية لهذا التدجين بالاضافة للآفات المذكورة أعلاه اضافوا ما يسمى بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية . و الاتجاه الثاني يتمثل في تآكل القاعدة الاجتماعية للإقطاع و الاوليغارشية القروية في البادية المغربية بحيث من الملاحظ ان العديد من الأعيان الاقطاعيين في مناطق محددة تم استبدالها بفاعلين "حضريين" من نفس المنطقة للعب دور الاقطاعي في تثبيت الاواصر مع المركز المخزني بعد تقليص النفوذ العلائقي للأخير و الخاضع لتراتبية عرفية عتيقة .
من خلال هذه الملاحظات يتبين أن النظام المخزني في ما مضى كان يعتمد على بنية اجتماعية و اقتصادية راسخة وثقافية نوعا ما تتمثل في الاقطاع (علاقات انتاج=بنية تحتية) ، و مجموع العلاقات العرفية الضاربة جذورها في التاريخ=( بنية فوقية مساعدة) ، و بعد الإهتزاز النسبي لهذه البني توجه للإعتماد على الإفرازات المرضية لسياساته الموغلة في التوحش و الإعتماد عليها في حين انها هشة و متحركة و ليست مبنية على منظومة الإنتاج مما يوضح جليا ان الدولة قد افلست بشكل نهائي خصوصا ان نخبها المدينية أصبحت من دون روح بعد ان تم شراؤها في سوق النخاسة السياسية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *