جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

الحركات الاحتجاجية والتنظيم الثوري/الرفيق تاشفين الاندلسي

في منتصف العشرية الاولى من القرن الواحد و العشرين خلصت دراسات حول مستقبل شمال افريقيا الى ان الوضع قابل للانفجار في كل لحظة استند ذلك على عدة معايير من بينها التغيرات الديمغرافية و طبيعة الانتشار السكاني و التغيير في انماط التفكير التي عادة ما تكون غير ملموسة بل تعتمل بصمت في أحشاء المجتمع ، و كذلك استنادا على الانتسار الواسع للاحتجاجات المتفرقة على طول الخريطة بعد أن كانت متركزة في الحواضر الكبرى خصوصا في المغرب الذي كان على رأس البلدان المقبلة على هذه الانفجارات ، فكان ما كان بداية 2011 لتتعقد المسارات و تتراجع حركة 20 فبراير كحركة عمت خريطة البلاد من اقصاها الى أقصاها و كانت ترفع شعارات موحدة وطنيا محورها محاربة الفساد و الاستبداد . لكن هل تراجعت الاحتجاحات الجماهيرية ؟ لا ، لم تتراجع بل زادت حدة مع تسجيل ملاحظة تشتتها عكس حركة 20 فبراير ، فاذا قارنا بين احتجاجات ما قبل 2011 و التي مهدت لحركة 20 فبراير و الاحتجاجات المتولدة اليوم بعد تراجع الحركة سنخلص الى ان الاحتجاجات الراهنة أكثر حدة و أكثر تجدرا و اتساعا من تلك قبل 2011 مستفيدة بشكل أو آخر من حركة 20 فبراير . إن الاحتجاجات المتفجرة في هذه اللحظة توحي بأن المستقبل القريب سيشهد خلخلة عميقة لا ريب في ذلك و ستتجاوز الجماهير كل الاطارات و كل التعبيرات السياسية المتواجدة اليوم على الساحة و بالتالي ستعيد انتاج تجربة حركة 20 فبراير بل أكثر درامية بحيث لا يمكن ان يكتب النجاح لاي حركة مهما كانت قوية و عاصفة من دون تنظيم واعي يصبو نحو هدفه مباشرة . بالطبع كل القوى المتواجدة في الساحة رغم ضعفها ستحاول إيجاد لها موطئ قدم داخل هذه الحراكات لكن من المؤكد أنها لن تستطيع توجيه البوصلة لتعم العفوية و التشرذم و تسهل على المافيا المخزنية الاجهاز عليها بكل سهولة لكن بقمع دموي رغم أنها في موقع ضعف واضح .
على كل الغيورين على هذا الشعب المقهور التفكير مليا و بكل مسؤولية في هذا المصير لان سرعة الأحداث و الانعطافات غير ملزمة بتطور تفكيرنا و ابتكارنا لأدوات التوجيه الجماهيري . بدون التفكير المستحضر لهذه المسؤولية الجسيمة نكون فعلا نجسد بلا منازع اولاءك البرجوازيين الصغار المتذبذبين و الانذال الشبيهين بالدجاج لما تحدوا الصقور لكنهم في الأخير تنادوا للاختباء تحت السياج الشوكي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *