جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

فشل "النموذج التنموي" وفشل حركات التغيير..هل محكوم علينا بالفشل؟..

"لقد فشل نموذج الدولة التنموي"، جملة مدوية لم ينطق بها أحد قادة المعارضة الجذرية في المغرب كما قد يتخيل لقارئها، بل جاءت على لسان ممثل أعلى سلطة في البلاد، وأكدها تقرير صادم حول التنمية البشرية، أصدرته منظمة الأمم المتحدة، حيث حل المغرب في المركز 123، وراء الجزائر وتونس؛ بل تقدمت عليه ليبيا والعراق اللتان تعيشان في حالة حرب، ومصر التي احتلت المرتبة 111 رغم مشاكلها؛ لتصنف البلاد على مستوى البحر الأبيض المتوسط في أسفل الترتيب.
إذن نحن دولة فاشلة في التنمية باعتراف حكامنا، بعد أن شرخ الواقع الذي أصبح مفضوحا بفضل الثورة المعلوماتية أسطوانات الاستقرار والأوراش الكبرى والتنمية البشرية والإقلاع الصناعي ومخططي المغرب الأخضر والأزرق، ولم يعد بالإمكان تكرار "حديث": "اللهم كثر من حسادنا"..وفي مقابل هذا الفشل الذي تنام تداعياته على أجساد فقراء شعبنا، نجر أذيال فشل كل حركات التغيير التي تعاقبت على البلاد، وآخرها حركة 20 فبراير التي نعيش ذكرى انطلاقتها السابعة، والتي شكلت "نموذجنا التغييري" في سياق الربيع الديمقراطي الذي لم يزهر حتى الآن إلا في تونس الخضراء، ولو بشكل نسبي، حتى لا نكون عدميين، ولازال يحرث الأرض في باقي الأقطار "العربية"، بأسمدة وآلات مختلفة.
إذن فشل النظام في التنمية، وفشلت حركة المعارضة في فرض التغيير الديمقراطي. إنه الواقع الذي لن يرتفع؛ لكن هذا الفشل ليس القاسم المشترك الوحيد بين النقيضين؛ فإذا كان النظام المخزني اعترف بهذا الفشل، بعد أن أحجمت الطبقة السياسية المصادقة على التنزيل الأعمى لنموذجه التنموي عن كل ممارسة نقدية، وأدمنت على قول نعم بعد أن ذاقت من كل النعم، فإنه ابتلع لسانه في ما يهم كلمتي المحاسبة والمسؤولية في العلاقة بجريرة الفشل، مثله كمثل المناضلين في موضوع فرض التغيير، وكأننا استوردنا هذا الفشل من الصين الشعبية أو أمطرت به طير أبابيل. إذا كان الاعتراف بالذنب فضيلة فإن الإبقاء على مسببات تكراره وعدم الاعتذار عن اقترافه وعدم تقديم ضمانات على تجاوزه عبر انتقال ديمقراطي حقيقي، لا ينطلق إلا عبر دستور شعبي ديمقراطي تطرحه هيئة تأسيسية منتخبة للاستفتاء الشعبي، كما صدحت به حناجر مناضلي حركة عشرين فبراير على مر سبع سنوات عجاف...كل ذلك لن يكون إلا استئذانا لتكرار الفشل تلو الفشل، الذي تدفع ضريبته جماهير المفقرين، دون عزم على ترك الكرسي الوثير لنموذج تسييري آخر كما تقتضي شجاعة المعترف بالفشل..وإذا كنتم في حاجة إلى صرخة في آذانكم حتى تعرفوا المسؤول عن هذا الفشل فإنه أنتم، نعم أنتم ونموذجكم السياسي والاقتصادي القائم على الريع واحتكار السلطة والثروة والتبعية والانبطاح للدوائر الإمبريالية، ولجم الإبداع الحر وقمع حركات التغيير وخنق الإعلام...أفلا ترحلون ! ليس إلى السعودية..ولكن عن دفة الحكم الفردي الاستبدادي؛ فهناك نموذج تسييري آخر حديث اسمه الديمقراطية..لا ينبني على نية الحاكم وحبه لفعل الخير، فهو في اعتباره يبقى مستبدا رغم ذلك، بل ينبني على التداول السلمي للسلطة، والحكم لمدة محدودة بناء على برامج قابلة للتقييم الشعبي.
وفي الجانب الآخر تظل حركة التغيير، وعلى رأسها حركة عشرين فبراير، في صدد تقييم ما تحقق وما ينتظر، ترمي كرة فشل فرض الدخول في منتدى الدول الديمقراطية في ميدان النظام القائم، واستبداده وقمعه، وهو ما لا يمكن نكران أثره الكبير في لجم كل حراك؛ لكن أين تبدأ مسؤولية المناضل عن مخرجات الحراك وأين تنتهي؟ هل كان بالإمكان أكثر مما كان؟ هل انخرط الجميع في الفعل النضالي من أجل التغيير من منطلقات المصلحة العامة وباستلهام قيم الإيثار والصدق ونكران الذات؟ أم غلبت الذاتية والحلقية والحسابات الضيقة، والرعونة وحب الظهور، والمزايدات الفارغة والزعاماتية على نموذجنا التغييري؟ هل عبرنا عن الذكاء أم الغباء الجماعي؟ هل كانت الحركة تعي حجمها وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها ورهان الشعب عليها؟ هل كانت الشعارات سديدة؟ ألم يكن تواري قدماء المناضلين إلى الخلف بذريعة ترك الفرصة للشباب خطأ تاريخيا وقطعا لحبل التراكم بين الأجيال؟ أين مناضل العمل القاعدي الذي لا يحب الأضواء؟ أين نخبتنا المثقفة من همنا الجماعي؟...قد تجد مناضلا يقر في تقييمه بالمسؤولية الجماعية عن الفشل في فرض التغيير وهو يتحدث عن "الشق الذاتي"، لكن هل منا من يقول أخفقت هنا وأخطأت في هذه وأعتذر عن عدم تحمل المسؤولية كما ينبغي، أو غلبت الذاتية على نضالي ولم أقدر من حولي حق تقديرهم؟...
فشلنا جميعا إذن في اغتنام "الربيع" للانطلاق إلى المغرب الحديث، الذي يكرم مواطنيه ومواطناته ويحضنهم على قدم المساواة إلى خيراته. وقديما قالوا "الملك إما القصر وإما القبر"، وأقول اليوم: إما الاستجابة لمطالب الحركة، وإما ستكون خرابا خرابا بعد كل هذا الفشل...

* ناشط حقوقي

1 - الصادقي ناديةالخميس 22 فبراير 2018 - 09:42
ثمة سياسية تخريبية قصدية اصبحت واضحة اي ان فاعليها لم يعد يخفونها او يستحيون من الاعلان عنها - الدليل: ترك وزارة التعليم بقطاعاتها الثلاث (التربية الوطنية اي التعليم المدرسي و الاعدادي و الثانوي و الجامعي و التكوين المهني بلا وزير لمدة غير يسيرة و قصدا و بعدها تعيين وزير و صباغته بلون حزبي ما علما ان جميعنا يعرف ان الوزير سبق له ان تظاهر امام ثانوية اجنبية بالرباط ضد الزيادة في رسوم التسجيل باليورو لان له 3 بنات في سلك التعليم الاجنبي الخ - فكيف يمكن تعيين شخص على قطاع هو نفسه لا يؤمن به - كيف القبول بالامر و ما هي الرسالة سواء من الحزب او الدولة الى المواطنين المغاربة؟ كيف تعيين انسان على رأس قطاع حساس هو نفسه لا يثق فيه و يفضل وضع ابناءه خارجه و بالعملة الصعبة؟ اذن سياسة الدولة في المجال واضحة: اي سياسة غير وطنية تماما و عدم الاهتمام الجدي بمشاكل الشعب -ناس التعليم احسوا حقا بالاهانة بسبب التماطل في تعيين وزير لمذة طويلة ثم وزير لا يثق بالقطاع الذي وكل اليه و يشرف عليه..احس ناس التعليم ان التعليم "زايد ناقص" و يمكنه "يتمشى بلا وزير" الخ - اللهم الا اذا كنا جاهلين ب "خروب بلادنا"
2 - محكوم علينا بالفشلالخميس 22 فبراير 2018 - 10:06
مقال جيد يحاكى واقعنا المرير والذى لا يزداد إلا سوءا يوما بعد يوم ... فالدستور الذى عدل فى سنة 2011 لم يطبق منه سوى 15 % ... لا تغيير ملموس نراه بأعيننا سوى الزيادات فى كل شئ وسن قوانين مجحفة فى حق المواطن البسيط والتعسف والإستبداد والإبتزاز والبيروقراطية والمحسوبية والزبونية والقمع والرشوة ووو... وحدث ولا حرج من الأمراض المنقولة وراثيا ...
3 - Me againالخميس 22 فبراير 2018 - 10:36
النمودج او المبادرة لم تفشل, انما هي مبادرة فقط, مثل المشاريع و البرامج و المخططات و المقاربات و خرائط طرق و الاقتراحات و العمليات, كمبادرة او عملية السلام في الشرق الاوسط, بدون سلام.
Processus de paix n´est qu un processus! اي مبادرة بدون تنمية كذلك!
انها تبقى فقط اجتماعات شفوية بلابلابلا او مكتوبة على الورق و في الكومبيوتر.
هل هناك مبادرة او مشروع او برنامج او مخطط او مقاربة او خريطة طريق او اقتراح او عملية انجزت و نجحت? اتيني فقط بواحدة منها انجزت?!! ليست موجودة. انما هناك فقط عشوائية و ترقيع و كوور و عطي للعوور. كما يظهر في الشارع و الواقع و الانسان بنفسه. السيارة احسن من الانسان المغربي و المنزل المغربي و الادارة المغربية... ايوا ديروا الكرفانات و عيشوا فيهم!
4 - جواب على التعليق1الخميس 22 فبراير 2018 - 10:49
ما حصل في تعيين الوزير الجديد للتعليم يجب ان يناقش حقا - و طرح الاسئلة التالية :
1-لماذا ترك التعليم بلا وزارة لمدة تقريبا 2 عامين؟ و هي ليست المرة الاولى - علاش؟ هل القطاع يمكن ان يدبر بلا وزير مسؤول مثلا؟ كيف اذن؟ لماذا التلكأ في تعيين زير ما كل هذه الفترة؟ هل لانه قطاع ثانوي بسيط تقني؟ ام ترف و لوكس و اقل من مهرجان "موازين" و التي جي في مثلا؟ ليس أولوية؟ للمواطن ام لمن؟
2-لماذا تعيين رجل رغم احترامنا له كشخص هو نفسه يفضل تسجيل ابناءه في البعثة الاجنبية؟ انه ليس الوحيد بل كثيرا من الموظفين و الاغنياء يتهافتون على البعتاث الاجنبية؟
3-عدم وجود محزبين قادرين على تقديم مشروع وطني للتعليم و كيف القبول بعبثية صبغ سخص ما بلون حزبي لتعيينه وزيرا على قطاع ما؟ كيف لاحزاب مفلسة و فاشلة غير قادرة على تكوين اطر الاشراف على قطاع معقد و حساس؟
4- ثلاثة اسئلة حارقة توضح فشل الدولة بل المغاربة في النهوض باوضاعهم..أما كان بالاحرى صباغة اجنبي بلون مغربي و منحه الاشراف على قطاع ما مثلا؟ سؤال يطرح اذ يتسائل المغاربة "كون غير جابو شي نصراني او يهودي يسير وزاة كذا او كذا
5-كيف وصلنا الى هذا العجز و علاش؟
5 - طنسيونالخميس 22 فبراير 2018 - 12:16
بل حكم علينا بالفشل لنظل فاشلين وليخلو الجو للفاسدين الناهبين لثروات البلاد وخيراتها. لن نحلم بالكرامة والحرية مادامت مصادرة حقوق المواطنين وقمع حرياتهم في اختيار نموذج مثالي للتنمية. لكن سنظل صامدين ونظل ويظل التاريخ شاهدا على كل الانتهاكات في حق شعبنا الضعيف والمحروم من حقوقه إلى يوم يظهر فيه الحق ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.
6 - عبد الحقالخميس 22 فبراير 2018 - 12:20
السؤال الذي يطرح بكل جرأة وشجاعة هل الشعب المغربي بسلوكاته وتصرفاته الحالية يستحق التغيير ؟
للتوضيح أكثر هل الشعب مستعد للتضحية والوقوف أمام التحديات المخزنية ليقول،،لا،، نحن غير موافقون على الاستغلال والحكرة والظلم والاستبداد والاستعباد ؟
هل المربي على استعداد تام ليقوم بالتغيير ؟ الجواب على هذه التساؤلات هو الذي يحدد المستقبل ،أما وان يبقى شخص واحد الذي يتحكم في مصير أربعين مليون شخص مستعينا بالانتهازيين لجمع الثروة التي هي ملك للجميع فان التغيير يبقى مجرد وهم ستتوارثه الاجيال دون أن تصل أبدا
7 - فعيفعة نورالدينالخميس 22 فبراير 2018 - 13:03
فعلا لا احد يناقش ما يفرض من قرارات على عامة الشعب المغربي و لانه الجبن الكبير ان لا تطرح الاسئلة الاساسية للمناقشة...ثمة عجز كامل و كأن المغاربة عاقرون و البلد صحراء قاحلة للفكر و جافة فكريا و لا وجود للاذمغة و للمفكرين - انه كارثة عظمى تحل بنا جميعا... و كأن الجميع مخذر مبنج لا تهمه اوضاعه و بالاحرى اوضاعهم اشباهه من المغاربة - لقد تم اغتيال روح الشعب و صرنا مشاعة تعبث فينا الامم الاخرى كما تحلو لها... البلد هو فقط فضاء لتصريف منتجات اجنبية و على المغربي الاقتراض عمره كله من اجل سيارة او تعليم او نقل او صحة الخ - فما الهدف من الوجود و من الحياة و من التواجد في مجتمع بشري ما؟ ما هي الرابطة التي تربط عمقا المغاربة اليوم؟ اي مشروع وطني يجمعهم؟ اذ نرى بواذر الاشنقاق تتسلل الينا عبر مطالب عرقية تافهة و عنصرية و الانشاق و الكره يتوسع تدريجيا و تمة قوى تعمل على ذلك و تمة من يحلو له الانجراف مع تيار الحقد الذي تغذيه قوى مندسة و معروفة حتى تبقى التقسيمية هي السائدة و سياسة فرق تسود هي الرائجة و هكذا تبقى القوى المتسلطة المتحالفة على النهب هي الرابحة الخ و هي لن تنجح الا في مستنقع الراسمالية
8 - محمد أيوبالخميس 22 فبراير 2018 - 16:11
لكن من المسؤول؟:
يقول الكاتب:"لقد فشل نموذج الدولة التنموي"،جملة مدوية لم ينطق بها أحد قادة المعارضة الجذرية في المغرب كما قد يتخيل لقارئها،بل جاءت على لسان ممثل أعلى سلطة في البلاد،وأكدها تقرير صادم حول التنمية البشرية،أصدرته منظمة الأمم المتحدة، حيث حل المغرب في المركز123،وراء الجزائر وتونس؛ بل تقدمت عليه ليبيا والعراق اللتان تعيشان في حالة حرب،ومصر التي احتلت المرتبة111رغم مشاكلها؛لتصنف البلاد على مستوى البحر الأبيض المتوسط في أسفل الترتيب".واسؤال هم:من المسؤول ومن تجب محاسبته على فشل النموذج التنموي الذي كانت وسائل الاعلام الرسمي ومعها أجواق التطبيل من مختلف الدكاكين/الأحزاب السياسية ونقاباتها ومعهم جميعا كثير من وجوه النخبة التي كانت تمطرنا ب"النموذج"المغربي الذي تطلب كثير من الدول أن تطلع عليه لتحذو حذوه..هاقد تم التصريح بفشله:في التعليم والصحة والسكن والتشغيل والبنية التحتية والتنمية البشرية وما الى ذلك..سبق لملك البلاد أن تساءل عن ثروة الوطن..وهاهو يعلن فشل النموذج التنموي..وبينهما قال في الادارة ما لم يقله مالك في الخمر..لكننا لا نعلم من تجب محاسبته على هذا الفشل الذريع..


عن الموقع الالكتروني 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *