جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

قراءة في الحركات الجماهيرية الرفيق الحسين العنايات

                                                         قراءة في الحركات الجماهيرية
                                                             الرفيق الحسين العنايات
الحركات الجماهيرية التي تعرفها بلادنا سواء بالريف وجرادة ومناطق اخرى بكيفية اقل حدة ووثيرة استطاعت نظرا لامتدادها في الزمن ان تجعل المواطنات والمواطنين يساهمون في بلورة ملفهم المطلبي وما يرونه كبديل اقتصادي.... كما ان المحتجين بلوروا لجان من مناضلين ميدانيين كمعبرين وكمفاوضين نيابة عنهم .... من خلال هذه التجارب نستنتج مايلي:
1- رفض الدولة التفاوض المباشر مع اللجان التي افرزتها الحركات الجماهيرية وتحاول دائما ان تجعل اطراف اخرى تشارك في الاجتماعات التي تدعو فيها "للحوار" .... نتذكر "الحوارات" في بدايات حراك الريف وبعدها الزيارات التي كان يقوم بها "الوسطاء" لقيادة الحراك بسجن عكاشة لاقناعهم بتشكيل "اداة دستورية" "ترقى" بهم الى مستوى التحاور مع الدولة .... كما شاهدنا ردود الفعل المتضاربة التي خلقها البيان الذي اصدرته النقابات وبعض القوى السياسية في لقاءاتهم مع "المسؤولين" بصدد "التطمينات" حول مطالب حراك جرادة....
2- لما نطلع على لوائح المطالب المطروحة فإذا استثنينا بعض المطالب الخاصة بالمحلي سنجد ان تلك المطالب الاقتصادية والاجتماعية هي نفسها التي يعبر عنها المواطنات والمواطنين في كل مكان.... من هنا يتبادر للذهن السؤال المركزي: ما هو المطلب الرئيسي الذي جعل اهالي الريف يحتجون؟ نفس السؤال بالنسبة لاهالي جرادة؟ لكي لا نتيه في الخيال السياسي نؤكد اننا هنا نحصر النقاش حول المطلب الرئيسي الاقتصادي والاجتماعي..... من هنا يطرح السؤال المركزي الثاني: هل المناضلين الميدانين في كل من الريف وجرادة حاولوا ان يساعدوا المواطنين على استخراج المطلب المركزي الملح الذي جعلهم يحتجون بمعزل من مواطنين بمناطق اخرى؟ هل ناقشوا بما فيه الكفاية اليات التفاوض ومع من سيتم التفاوض حول المطلب الرئيسي؟
3- لا ننكر ان كل حركة جماهيرية تعمل في ديناميتها توجهات ايديولوجية وسياسية مختلفة.... كل منها لها مفهومها الخاص بكيفية تحقيق الملف المطلبي والمضمون الذي تعطيه للبديل الاقتصادي.... وتحاول هذه التوجهات ان يوجه الحركة الجماهيرية، ولو في اطار الوحدة، وفق ما هو مسطر في برنامجها اوما هو مكتنز في مخيالها وهذا شأن طبيعي وصحي ولا يطرح اشكالية الا للنظام المخزني الذي يرى من كل تحرك جماهيري استهدافا لاستبداده وافتراسه... لكن السؤال الملح الثالث هو: هل يمكن لحركة جماهيرية لم تتوفق في تحقيق مطلب مادي ملموس ان تكون لها القدرة في استجماع قواها الذاتية والنفسية للنضال من اجل تحقيق مطالب اخرى مستقبلا ؟؟؟ هل تتوفر القناعة لدى الجميع بان المطالب تحثم التفاوض بشانها وان اي تفاوض فيه اخد ورد كما فيه محاولات التسويف وزرع التشويش وضرب مصداقية المفاوضين الممثلين للمواطنين ؟؟ الى متى سيبقى الجواب عن الضبابية في التعامل مع الحركات الاحتجاجية ومطالبها التي تتطلب الاجرأة هو تخوين الاخر، الذي بجانبنا في الميدان والذي نعرف مسبقا افقه السياسي، كمتنفس لانكساراتنا؟؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *