جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

اكسروا قضبان المغارات.........

رأسه بين رجليه
يديه متدليتن
كجده الاول يتعلم المشية الاولى على كوكب غريب لم يعتده
غامت عيناه من حزن خالد لم يفارق انسانيته منذ استوطنته لغة الاشارات وصوت الريح
وارتطام الصخربامواج الانهار السائبة
رأسه بين رجليه
يحاول التفكير في قضبان حديدية  تمنع الحركة عن الانسان وتقيده طول الوقت
ليلا ونهاراوحتى عندما تطير الفراشات في فصل الربيع مزهوة بالوانها المزركشة
بمغارة باحد الجبال النائية
نزعوا جده الاول من بين احضان جدته وغابت صورته وملامح وجهه الشاحب عن اعين حفيده المدثر باوراق الشجر وعسف النخل
لم يكن الباب حديديا ولاصلبا الا ان عنده كان يقف بعض الرعاة الذين اكلت الذئاب اغنامهم فاصبحوا حراسا عند صاحب الارض.
لم يكن صاحب الارض كلها ولكن كان يسرق كل مرة بعض الامتار ويضع الحدود بنفسه حتى اصبح هو السيد وهم العبيد.
رأسه بين رجليه
وصرخته تدوي داخل اعماق ذاته المضطربة:
-لماذا لم تكسر تلك القضبان المهترئة ياجدي؟
-لماذا اورثنا اقفاصا كطيور تقع فريسة طعم بائس يأسرها للابد؟
-اما كان يمكن ياجدتي ان ترمي اؤلئك الرعاة بالحجارة فيفرون وتخرجون جدي من المغارة
اما...
اما...
رأسه بين رجليه
يديه متدليتن كقرد عجوز فارقته انثاه
لم تعد المغارة ذات القضبان المهترئة كما كانت
تبدلت ايها الجد العجوز الذي لم يكسرها وخجل ان يخرج على الرعاة شاهرا صرخته
اصبحت سجنا ممتدا على كل الخرائط
ومملوءا عن اخره بالجميع
لم يعد الرعاة هم من يحرسون المغارة لان الذئاب اكلت اغنامهم
بل رجال عتاة تحركهم اياد خفية من بعيد
واوراق بنكوتية توضع في ارصدتهم فيعربدون فوق اجساد السجناء 
وليتحولوا الى وحوش كاسرة تعاديك لا لشئ الا لتأكل لانها لم تعد تنتمي الى بني جلدتنا وتحولت الى عدو كامن في جلدنا 
قال الجد:
-انهم الرعاة اذن الذين كانوا يقفون على باب المغارة
ابتسم في زفرة عذاب متصاعد من داخل انفاسه المحتبسة:
-انهم وحوش ايها الجد الطيب تحركها من بعيد اياد بدلت المغارات بسجون ممتدة على كل الخرائط
لم يعودوا ذلك السيد الذي يقضم من ارضكم كل يوم بعض الامتار 
لقد اخذوا كل شئ ياجدي ولم يتركوا لنا الاالسجون مسكنا
رأسه بين يديه
يديه متدليتن من اثر تعذيب لم ينته 
من بين رجليه رمى النظرة الاخيرة من وراء زجاج باهت لايكاد يظهر من وراءه اي شئ
ادار الحارس المفتاح في باب زنزانة التعذيب 
دفعه برجله:
-قم...قم...لاستكمال التحقيق
سقط دون حركة وعيناه تتبعان جده وهو يحاول في غفلة عن الرعاة ان يكسر القضبان المهترئة
تكلم الحارس في الته الحديثة 
-نعم سيدي لقد مات الرقم 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *