جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

لا للحرب /الرفيق تاشفين الاندلسي

و أنا أقرأ بعض الوثائق حول معركة أنوال و التوصيفات الدقيقة لمجريات المعركة أولا بأول ، هذه المعركة المعروفة لدى الإسبان تحت إسم "كارثة أنوال" لفت انتباهي مسألة مصير جثث الاثنى عشر ألف عسكري إسباني . حسب هذه الوثائق أن هذه الجثث بقيت متناثرة عبر ما يقارب 22 ألف كلم مربع لمدة ثلاثة أشهر و جمع بعضها (أو بعض البقايا )بعد الهجوم المضاد الخاطف في بحر شهر أكتوبر .
من المؤكد أن ما جمع من جثث او بقايا جثث كان هزيلا بمقارنة عدد الموتى .
هي أسئلة تراودني من دون خلفيات مع احتفاظي بموقفي المعبر عن بشاعة الاستعمار و التدخلات الأجنبية في شؤون شعوب بعيدة و ما يترتب عنها من بشاعات الحرب .
أتصور أن الشباب من أصول فقيرة مفقرة الذي سيق الى أرض معركة لا تعنيه بما هي تخدم مصلحة البرجوازية التوسعية هو من بقيت جثثه منثورة عبر الوديان و السفوح و الخنادق و قمم التلال على طول مسالك تتجه نحو الجنوب الشرقي (انوال_ العروي) و نحو الشمال في اتجاه البحر و نحو الشرق في اتجاه مليلية عبر بن طيب . هذه الجثث التي تم حرق بقاياها من دون التعرف على أصحابها مع أن اغلبية الجثث كانت طعاما للنسور و الثعالب و الذئاب على طول ثلاثة أشهر .
في الحقيقة كل ما كتب حول هذه الأمور الفرعية لا تشفي غليلي و أنا أتصور أنني واحد من هؤلاء الضحايا . في مثل هذه المسائل تسكنني انشغالات دقيقة للغاية تمتد الى تفاصيل حياة كل فرد تعرض لهذه البشاعات من دون أن يكون ذو مصلحة لا من قريب و لا من بعيد في هذه الأتون التي يخطط لها من يعيش البذخ في القصور و المنتجعات .
متى يستطيع الإنسان ، أي إنسان أن يعي وجوده و جدوى ما يمارسه في حياته .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *