بين زيادة الامس وزيادة اليوم/الرفيق الحسين العنايات
اتذكر وانا ابن 10 سنوات في سنة 1964 لما خطب "باني السدود" في شعبه ليزفّ له زيادة 40 ريال في ثمن "قالب السكر"... لينتقل ثمن "القالب" من 40 ريال الى 80 ريال... استعمل عملة "ريال" لانها هي العملة الصعبة في بلاد سوس انذاك.... سمعت هذا الخبر في بهو دارنا(ربما خلال الصيف لا اتذكر) بجانب الفقيدين ابي وامي.... رحمهما الله ورحم قشبال.... بواسطة راديو دو "الحجرة" التي تزن كيلوغرام وثمنها يتطلب ميزانية 400 ريال.... بقيت ذكرى الزيادة محفورة في الشبكة الرائعة التي نسجتها الخلايا العصبية في مخّي لان ذلك الراديو لا يشتغل الا في وقت محدد .... وقت السماع لاخبار المساء بالسوسية.... اتذكر ان اغنية عبد الوهاب الدكالي "يا حبيب الجماهير" كانت تتخلل التعاليق حول ذلك الانجاز العظيم الذي سينتج عنه "مغرب اخضر"....زيادة 40 ريال دفعة واحدة.... والذي علّم المغاربة ان يتحلّوا بالصبر الجميل في فقدانهم لكل الامال التي علقوها على التضحيات التي تكبدوها من اجل الاستقلال.... ويحكى ان قشبال وزروال بالمناسبة غنّوا اغنية بها مقطع جاء فيه "ملكنا الحنين... زاد ف القالب اربعين... ودار لي بّاط حتى الودنين"... ويقال ان الثنائي حوكم بشهرين سجنا نافذة.... لم يسبق لي ان سمعت "45 تور" حول الاغنية لكن المقطع انتشر كالنار في الهشيم وكان الجميع يردده شيبا وشبابا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق