بين الدولة والمجتمع/الرفيق تاشفين الاندلسي
قبل النوم :
لما نتحدث عن الانظمة و الدول فإننا حتما نستحضر المجتمع ، هذين المعطيين متلازمين لتستمر المؤسسات في الاشتغال الطبيعي .
للدولة مؤسساتها و للمجتمع مؤسساته تتصارعان في غالب الأحيان لتستقيم الأمور ، فإذا اختلت مؤسسات إحدى الجهتين فالأمور حتما ستذهب نحو اندثار الدولة .
تاريخيا عمل النظام المخزني المغربي على قتل كل التعابير المجتمعية ابتداء من الأحزاب السياسية و النقابات و منظمات المجتمع المدني و أغرقها في الريع و حاصر المقاومة منها و بنى السجون و غيب و نفى من يرفض الدخول الى بيت الطاعة المخزنية ، يدفعه في هذا المسعى الطبيعة المافيوزية التي تميزه عن باقي الأنظمة السلطوية التي رغم ذلك تحتفظ ببعض المظاهر المؤسساتية للمجتمع . هذه الطبيعة المافيوزية لا تسمح لهذا النظام بالتعامل مع المؤسسات لانه في الأصل يعمل خارج القوانين التي صاغها بنفسه و كذلك خارج مؤسساته الصورية .
النتيجة مريعة ، تتمثل في فراغ شبه كلي إلا من بعض الأصوات المقاومة التي يحاصرها و يقمعها بطريقة لا تسمح بتاتا بالعمل وسط الجماهير بل المفارقة أن المفروض أنهم مؤسسات مجتمعية كالأحزاب و النقابات أصبحت طابورا خامسا الى جانب النظام المافيوزي في محاصرة و محاربة هذه الأصوات . في غضون هذا التردي وجدت الجماهير نفسها من دون أدوات الدفاع عن نفسها ضد هذا الغول الأخرس و الأصم بل الأنكى أنها اعتبرت بحسها الفطري و بتوجيه الغير مباشر من المؤسسات الايديولوجية للدولة المافيوزية أنها تعرضت للخيانة و التواطؤ من طرف من المفروض فيهم الدفاع عن المجتمع ، مع أن هذا التواطؤ و هذه الخيانة معطى واضح من طرف أغلب النهب السياسية و النقابية و الثقافية. إن إرشاء النخب السياسية و الحزبية و تغميسهم في الريع و التي مست من كان في الأمس القريب مناضلا و معتقلا سياسيا جعلت ذلك الاحساس بالخيانة عند الجماهير يتقوى أكثر و باتت تعتقد أن كل توجه سياسي منظم لا يعدو أن يكون طالبا لهذا الريع كما سابقيه تباعا فسادت العفوية و محاربة اي تمظهر لاي تنظيم . بالطبع هذه نتيجة ملائمة لنظام المافيا و هو ما يصبو اليه ، لانه متأكد أن دونه الفراغ و لو أنحط الى ما تحت الإنحطاط .
لنتخيل أن أي نظام وصل الى هذا الانحطاط المريع و يوجد في مقابله تنظيمات سياسية قوية ذات قاعدة معتبرة فإنه من المؤكد سييقط في أول امتحان .
لما نتحدث عن الانظمة و الدول فإننا حتما نستحضر المجتمع ، هذين المعطيين متلازمين لتستمر المؤسسات في الاشتغال الطبيعي .
للدولة مؤسساتها و للمجتمع مؤسساته تتصارعان في غالب الأحيان لتستقيم الأمور ، فإذا اختلت مؤسسات إحدى الجهتين فالأمور حتما ستذهب نحو اندثار الدولة .
تاريخيا عمل النظام المخزني المغربي على قتل كل التعابير المجتمعية ابتداء من الأحزاب السياسية و النقابات و منظمات المجتمع المدني و أغرقها في الريع و حاصر المقاومة منها و بنى السجون و غيب و نفى من يرفض الدخول الى بيت الطاعة المخزنية ، يدفعه في هذا المسعى الطبيعة المافيوزية التي تميزه عن باقي الأنظمة السلطوية التي رغم ذلك تحتفظ ببعض المظاهر المؤسساتية للمجتمع . هذه الطبيعة المافيوزية لا تسمح لهذا النظام بالتعامل مع المؤسسات لانه في الأصل يعمل خارج القوانين التي صاغها بنفسه و كذلك خارج مؤسساته الصورية .
النتيجة مريعة ، تتمثل في فراغ شبه كلي إلا من بعض الأصوات المقاومة التي يحاصرها و يقمعها بطريقة لا تسمح بتاتا بالعمل وسط الجماهير بل المفارقة أن المفروض أنهم مؤسسات مجتمعية كالأحزاب و النقابات أصبحت طابورا خامسا الى جانب النظام المافيوزي في محاصرة و محاربة هذه الأصوات . في غضون هذا التردي وجدت الجماهير نفسها من دون أدوات الدفاع عن نفسها ضد هذا الغول الأخرس و الأصم بل الأنكى أنها اعتبرت بحسها الفطري و بتوجيه الغير مباشر من المؤسسات الايديولوجية للدولة المافيوزية أنها تعرضت للخيانة و التواطؤ من طرف من المفروض فيهم الدفاع عن المجتمع ، مع أن هذا التواطؤ و هذه الخيانة معطى واضح من طرف أغلب النهب السياسية و النقابية و الثقافية. إن إرشاء النخب السياسية و الحزبية و تغميسهم في الريع و التي مست من كان في الأمس القريب مناضلا و معتقلا سياسيا جعلت ذلك الاحساس بالخيانة عند الجماهير يتقوى أكثر و باتت تعتقد أن كل توجه سياسي منظم لا يعدو أن يكون طالبا لهذا الريع كما سابقيه تباعا فسادت العفوية و محاربة اي تمظهر لاي تنظيم . بالطبع هذه نتيجة ملائمة لنظام المافيا و هو ما يصبو اليه ، لانه متأكد أن دونه الفراغ و لو أنحط الى ما تحت الإنحطاط .
لنتخيل أن أي نظام وصل الى هذا الانحطاط المريع و يوجد في مقابله تنظيمات سياسية قوية ذات قاعدة معتبرة فإنه من المؤكد سييقط في أول امتحان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق