ام من امهات المعتقلين السياسيين / أمي زهرة العمراني
أمي زهرة العمراني التي ودعتنا منذ عقدين من الزمن ، رحلت وفي قلبها غصة ، تمنت أن تراني مستقرا اجتماعيا ، وأن تفرح بمولودي ، هي التي ناضلت بالغالي والنفيس أولا من أجل تعليمي ،فلولاها لكنت ضمن شريحة الأميين ، ثانيا من أجل إطلاق سراحي لما كنت معتقلا سياسيا ، أتذكر أنها لم تغب عن زيارتي إلا إذا مرضت أوخانتها نقودها المعدودة ، وشاركت مع أمهات وأخوات وزوجات ورفيقات ، في الاعتصام بمقر الاتحاد المغربي للشغل ، على إثر دخول مجموعة 26 في إضراب عن الطعام سنة 1991، ولم تدخر جهدا في مناهضة المخزن وأدنابه صحبة عدد كثير من العائلات الصامدات في وجه القمع وإرهاب الحسن الثاني ،أتذكرها اليوم بعد مرور20 سنة على وفاتها ، وأنا لم أتمكن من تجميع قيد حياتها كل المواويل التي حفظتها عندما كانت تعيش في بادية دكالة ، ولم أتمكن من تسجيل أمتالها الشعبية العميقة كتراث ثقافي يعكس معاناة الفلاحين والنساء في البادية ، نامي يا أمي قريرة العين ، سأظل مدينا لك بكل الأفضال التي أتشبع به اليوم ، ولترقد روحك بسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق