معاناة عائلات الشهداء والمختطفين والمعتقلين السياسيين /غيتة بناني زوجة المهدي بنبركة
بناء على توصية من صهر الجد، الذي كانت تربطه علاقة قرابة بسيدة تدعى السعدية مولين، تقرر أن يتقدم جد المهدي بن بركة لخطبة فتاتين هما غيثة وحبيبة للمهدي وعبد القادر، ولأن والده أحمد كان يعرف ابنتي السعدية مولين ويعرف والدهما القاضي الفقيه أحمد بناني، فإن الخطبة لم تتجاوز بضع دقائق. وفي سنة 1949 تم الزواج وفق الطقوس التقليدية بقراءة الفاتحة ومباركة القران.
قبل والد العروسين العرض، رغم أن المهدي كان حديث الخروج من السجن، ورغم ما عرف عنه من تمرد، سيما وأنه طلب القرب من أسرة لها جذور في القضاء، الذي شكل بالنسبة للمهدي إلى جانب البوليس السياسي خصما عنيدا.. بل إن الفقيه وافق على الزيجتين دون أن يركز على معيار الوجاهة والأصول الرباطية وهما شرطان أساسيان في عملية تسهيل الارتباط.. لكن المهدي وشقيقه قبلا بدورهما الزواج من «يافعتين» توقفتا عند عتبة الشهادة الابتدائية.
وافق القاضي على الارتباط بأسرة بن بركة، لكنه طلب تأجيل حفل الزفاف لأن غيثة كانت تبلغ من العمر 16 سنة وحبيبة لا تكبرها إلا بسنة واحدة، لكن المهدي علم بعزم صديقين في الحركة الوطنية إقامة زفاف مشترك فقرر الانضمام إليهما، خاصة وأن الأمر يتعلق برفيقيه أحمد بركاش وعمر بنعبد الجليل. وافق الجميع على إقامة حفل موسع في بيت كبير، وفي اليوم الموالي قرر الأزواج قضاء شهر العسل في مدينة إفران، «وهي العادة التي لم تكن شائعة بكثرة في المغرب»، على حد قول البشير نجل المهدي في أكثر من حوار صحفي.
مباشرة بعد العودة من إفران، قرر الجد الانتقال من الرباط إلى تمارة، حيث استأجر منزلا كان يقيم فيه والد المهدي ووالدته وشقيقته، إضافة إلى الزوجين المهدي وعبد القادر وزوجتيهما، في ما يشبه التجمع العائلي الذي سرعان ما تعزز بمولود في كنف المهدي اسمه البشير، بعد مرور عام على عقد القران.
عاشت غيثة في بيت علم وورع، فإلى جانب انشغال والدها بالتبحر في علوم الفقه والشريعة، فإن عمها كان من الموالين لزعيم انتفاضة الريف عبد الكريم الخطابي، بل إنه يعد من عناصر خلية نظم «نشيد الريف» الذي اعتبره أتباع الزعيم نشيدا وطنيا، وهو ما مكن زوجة المهدي من اكتساب ثقافة عامة عميقة وإلمام بالشأن الوطني رغم ارتدائها زيا تقليديا يغطي كامل جسدها.
حين تزوجت غيثة دعاها زوجها للقطع مع الجلباب والنقاب والحايك، مقابل ارتداء لباس عصري على الطريقة الأوربية، وهو ما قبلته على مضض، حيث بدأت تتبنى تدريجيا سلوك المرأة العصرية مستلهمة النموذج الفرنسي، بل إنها بدأت تذهب للشاطئ مع أختها وتصاحب زوجها إلى حفلات الاستقبال الدبلوماسية في الرباط. وهو التحول الذي قبله والدها الفقيه أحمد، الذي لم يتدخل في الموضوع واعتبره شأنا داخليا يهم غيثة والمهدي دون سواهما. قال أحد الفقهاء للقاضي بناني «إن ابنتي قاضي الرباط تتجولان متبرجات، فكان جوابه: هما مع زوجيهما وتنصاعان لما يريدانه منهما».
عانت غيثة مع زوجها وقدر لها أن تستبدل رغد العيش في دار القاضي، بجحيم المطاردات البوليسية والاعتقالات، وهي في كنف زوج لا يتذكر بيته إلا إذا داهمه النوم، حتى تحول بيت الزوجية إلى مجرد مرقد. رافقت غيثة وابنها البشير زوجها في كثير من المحطات الصعبة، بل إنها خضعت رفقته للإقامة الجبرية لمدة ثلاثة شهور حين استبعد إلى منطقة تالسينت في عمق الراشيدية، «كانت الأوقات الوحيدة من حياتها التي كان زوجها لها وحدها».
لكن المحنة الكبرى لغيثة بدأت منذ أن قرر المهدي اللجوء السياسي إلى الجزائر، وما تلا ذلك من أحداث، خاصة موقفه من حرب الرمال، حين انتقد تدخل الجيش الملكي، وقضية «مولاي بوعزة» قبل أن ينتهي مسلسل المطاردة بتصفية زوجها في فرنسا سنة 1965، وهو ما حتم على أسرة المعارض المغربي اللجوء إلى فرنسا التي اختفى فيها في ظروف غامضة.
قضت أسرة المهدي حالة اعتقال أخرى في المهجر، قبل أن تعود غيثة إلى أرض الوطن رفقة ابنها البشير وعدد آخر من أفراد الأسرة. وكان في استقبال أرملة الراحل مسؤولون حكوميون أبرزهم وزير العدل السابق، لكن المقام في الدار البيضاء لم يدم طويلا حيث عادت غيثة ومن معها إلى باريس، بعدما تبين لها أن العودة لم تبعث الحياة في المساعي الرامية إلى معرفة ما حدث لزوجها.
مباشرة بعد وصول غيثة وأبنائها إلى المغرب، تقاطر رؤساء الأحزاب السياسية، من قبيل حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي وحزب الطليعة، «جاؤوا إلى بيت خالتي زهراء وزوجها عبد الواحد بنونة، حيث أقمنا، ليسلموا على عائلة المهدي ويرحبوا بها إلا مسؤولا واحدا تخلف عن الحضور، وهو عبد الرحمن اليوسفي، وما زاد الطين بلة هو أن اليوسفي أقام حفل شاي لتوديع إدريس البصري في نفس الأسبوع الذي عدنا فيه إلى المغرب»، يقول البشير.
وحسب محمد الطائع، في كتابه «عبد الرحمان اليوسفي والتناوب الديمقراطي المجهض»، فإن أرملة المهدي رفضت مقترحا لليوسفي بإقامة حفل على شرف الأسرة العائدة بعد أزيد من ربع قرن من المنفى، كما رفض البشير هدية ملكية عبارة عن مسكن وضعه الملك محمد السادس رهن إشارة الأسرة المكلومة.
قبل والد العروسين العرض، رغم أن المهدي كان حديث الخروج من السجن، ورغم ما عرف عنه من تمرد، سيما وأنه طلب القرب من أسرة لها جذور في القضاء، الذي شكل بالنسبة للمهدي إلى جانب البوليس السياسي خصما عنيدا.. بل إن الفقيه وافق على الزيجتين دون أن يركز على معيار الوجاهة والأصول الرباطية وهما شرطان أساسيان في عملية تسهيل الارتباط.. لكن المهدي وشقيقه قبلا بدورهما الزواج من «يافعتين» توقفتا عند عتبة الشهادة الابتدائية.
وافق القاضي على الارتباط بأسرة بن بركة، لكنه طلب تأجيل حفل الزفاف لأن غيثة كانت تبلغ من العمر 16 سنة وحبيبة لا تكبرها إلا بسنة واحدة، لكن المهدي علم بعزم صديقين في الحركة الوطنية إقامة زفاف مشترك فقرر الانضمام إليهما، خاصة وأن الأمر يتعلق برفيقيه أحمد بركاش وعمر بنعبد الجليل. وافق الجميع على إقامة حفل موسع في بيت كبير، وفي اليوم الموالي قرر الأزواج قضاء شهر العسل في مدينة إفران، «وهي العادة التي لم تكن شائعة بكثرة في المغرب»، على حد قول البشير نجل المهدي في أكثر من حوار صحفي.
مباشرة بعد العودة من إفران، قرر الجد الانتقال من الرباط إلى تمارة، حيث استأجر منزلا كان يقيم فيه والد المهدي ووالدته وشقيقته، إضافة إلى الزوجين المهدي وعبد القادر وزوجتيهما، في ما يشبه التجمع العائلي الذي سرعان ما تعزز بمولود في كنف المهدي اسمه البشير، بعد مرور عام على عقد القران.
عاشت غيثة في بيت علم وورع، فإلى جانب انشغال والدها بالتبحر في علوم الفقه والشريعة، فإن عمها كان من الموالين لزعيم انتفاضة الريف عبد الكريم الخطابي، بل إنه يعد من عناصر خلية نظم «نشيد الريف» الذي اعتبره أتباع الزعيم نشيدا وطنيا، وهو ما مكن زوجة المهدي من اكتساب ثقافة عامة عميقة وإلمام بالشأن الوطني رغم ارتدائها زيا تقليديا يغطي كامل جسدها.
حين تزوجت غيثة دعاها زوجها للقطع مع الجلباب والنقاب والحايك، مقابل ارتداء لباس عصري على الطريقة الأوربية، وهو ما قبلته على مضض، حيث بدأت تتبنى تدريجيا سلوك المرأة العصرية مستلهمة النموذج الفرنسي، بل إنها بدأت تذهب للشاطئ مع أختها وتصاحب زوجها إلى حفلات الاستقبال الدبلوماسية في الرباط. وهو التحول الذي قبله والدها الفقيه أحمد، الذي لم يتدخل في الموضوع واعتبره شأنا داخليا يهم غيثة والمهدي دون سواهما. قال أحد الفقهاء للقاضي بناني «إن ابنتي قاضي الرباط تتجولان متبرجات، فكان جوابه: هما مع زوجيهما وتنصاعان لما يريدانه منهما».
عانت غيثة مع زوجها وقدر لها أن تستبدل رغد العيش في دار القاضي، بجحيم المطاردات البوليسية والاعتقالات، وهي في كنف زوج لا يتذكر بيته إلا إذا داهمه النوم، حتى تحول بيت الزوجية إلى مجرد مرقد. رافقت غيثة وابنها البشير زوجها في كثير من المحطات الصعبة، بل إنها خضعت رفقته للإقامة الجبرية لمدة ثلاثة شهور حين استبعد إلى منطقة تالسينت في عمق الراشيدية، «كانت الأوقات الوحيدة من حياتها التي كان زوجها لها وحدها».
لكن المحنة الكبرى لغيثة بدأت منذ أن قرر المهدي اللجوء السياسي إلى الجزائر، وما تلا ذلك من أحداث، خاصة موقفه من حرب الرمال، حين انتقد تدخل الجيش الملكي، وقضية «مولاي بوعزة» قبل أن ينتهي مسلسل المطاردة بتصفية زوجها في فرنسا سنة 1965، وهو ما حتم على أسرة المعارض المغربي اللجوء إلى فرنسا التي اختفى فيها في ظروف غامضة.
قضت أسرة المهدي حالة اعتقال أخرى في المهجر، قبل أن تعود غيثة إلى أرض الوطن رفقة ابنها البشير وعدد آخر من أفراد الأسرة. وكان في استقبال أرملة الراحل مسؤولون حكوميون أبرزهم وزير العدل السابق، لكن المقام في الدار البيضاء لم يدم طويلا حيث عادت غيثة ومن معها إلى باريس، بعدما تبين لها أن العودة لم تبعث الحياة في المساعي الرامية إلى معرفة ما حدث لزوجها.
مباشرة بعد وصول غيثة وأبنائها إلى المغرب، تقاطر رؤساء الأحزاب السياسية، من قبيل حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي وحزب الطليعة، «جاؤوا إلى بيت خالتي زهراء وزوجها عبد الواحد بنونة، حيث أقمنا، ليسلموا على عائلة المهدي ويرحبوا بها إلا مسؤولا واحدا تخلف عن الحضور، وهو عبد الرحمن اليوسفي، وما زاد الطين بلة هو أن اليوسفي أقام حفل شاي لتوديع إدريس البصري في نفس الأسبوع الذي عدنا فيه إلى المغرب»، يقول البشير.
وحسب محمد الطائع، في كتابه «عبد الرحمان اليوسفي والتناوب الديمقراطي المجهض»، فإن أرملة المهدي رفضت مقترحا لليوسفي بإقامة حفل على شرف الأسرة العائدة بعد أزيد من ربع قرن من المنفى، كما رفض البشير هدية ملكية عبارة عن مسكن وضعه الملك محمد السادس رهن إشارة الأسرة المكلومة.
المنفى يجمع اسرالمختطفين والمنفيين من كل البلدان العربية
عن عمر يناهز 92 سنة، توفيت، اليوم الأحد بالعاصمة تونس، السيدة صوفيا زهير، أرملة السياسي التونسي صلاح بن يوسف، الذي اغتيل سنة 1961. حيث سيوارى جثمانها الثرى بمقبرة الجلاز التاريخية بالعاصمة تونس.
وقد ارتبطت الراحلة صوفيا زهير وعائلتها بعلاقة متينة بعائلة الزعيم الاتحادي المهدي بن بن بركة، عندما كانت العائلتان الصغيرتان تقيمان في القاهرة.
ونعت عائلة المهدي بن بركة، في بلاغ توصل “الأول” بنسخة منه، السيدة صوفيا زهير معددة أخلاقها وعظمتها، ومتانة العلاقة التي ربطتها بأسرة بن بركة؛ حيث، يشير البلاغ، إلى أن أبناء المهدي بن بركة كانوا ينادون الراحلة بـخالتي صوفيا، كما كان أبناء الراحلة صوفيا زهير ينادون زوجة المهدي بن بركة بخالتي غيثة.
ونوه البلاغ بحرص السيدة صوفيا، بعد اغتيال زوجها سنة 1961 من قبل عملاء نظام بورقيبة، على الدفاع عن ذكراه، أولا في القاهرة، ثم في تونس التي عادت إليها بعد سقوط نظام بورقيبة.
وفي نهاية البلاغ توجهت أسرة بن بركة بتعازيها الحارة إلى ابني المرحومة: الشاذلي ولطفي، وأحفادها وأصهارها وكل أفراد العائلة.
يذكر أن صالح بن يوسف هو أحد أبرز قادة الحركة الوطنية التونسية. تولى الأمانة العامة للحزب الحر الدستوري الجديد، كما تولى وزارة العدل في حكومة محمد شنيق التفاوضية بين 1950 و1952. وعارض سنة 1955 الاستقلال الداخلي الذي قبل به بورقيبة مما أدى إلى حدوث صدام بينهما. أدى الخلاف إلى حدوث شرخ في الحزب الدستوري وإلى دخول أنصار الفريقين في صراع مفتوح. ورغم حصوله على تأييد جزء كبير من الإطارات الدستورية خسر بن يوسف صراع الزعامة ووقع فصله من الحزب.
اختار ابتداء من يناير 1956 اللجوء إلى المنفى وتقرب من جمال عبد الناصر. إلا أن إعلان الاستقلال في مارس 1956 والجمهورية في يوليوز 1957 وابتعاده عن البلاد أدى إلى إضعاف موقفه ليقع في النهاية اغتياله في يونيو 1961 في ألمانيا.
عن موقع الاول
البشير بنبركة يتحدث عن والدته
- في نهاية الأربعينيات سوف يقدم والدك المهدي بنبركة وأخوه عبد القادر على الزواج من ابنتي أحمد بناني، أحد قضاة الرباط..
< نعم، تزوجا في نفس اليوم، من سنة 1949، بالإضافة إلى وطنيين آخرين، فكان زواجا وطنيا بامتياز، ثم إن هذا الأمر حدث بالصدفة، لأن الزواج في البداية كان سيتم بين عمي عبد القادر ولـْحبيبة، ابنة القاضي بناني، لكن في تلك الفترة كانت الرباط مدينة صغيرة، كما أن جدي كان حينها يقطن رفقة شقيق زوجته بنعيسى بوعنان، الذي كان متزوجا من مرية موليم وهي شقيقة السعدية موليم، وهذه الأخيرة هي والدة لحبيبة وغيتة بناني، وبالتالي كانت العائلتان مرتبطتين ببعضهما بقرابة غير مباشرة، ثم جاءت رغبة عمي عبد القادر، كما قلت، في الزواج من لحبيبة، وهذه الأخيرة كانت لا تزال صغيرة بعض الشيء، فكان عليه الانتظار؛ وبدافع من رغبة جدتي في تزويج المهدي أيضا، قامت بترتيب الأمر بين العائلتين ليجمع الزواج بين عبد القادر ولحبيبة، من جهة، والمهدي وغيثة (والدتي)، من جهة أخرى؛ وقد تم الأمر بشكل تقليدي. لكن قبل ذلك قام الفقيه بناني باستشارة شخص يثق فيه في هذه الزيجة، خصوصا وأن والدي المهدي كان حديث عهد بالخروج من السجن، فما كان من هذا الشخص إلا أن أجابه قائلا إن «كل عائلات الرباط تتمنى تزويج إحدى بناتها للمهدي بنبركة».
- كم كانت تبلغ غيثة ولحبيبة من العمر حينها؟
< غيثة كانت تبلغ من العمر 16 سنة ولحبيبة كانت تكبرها بسنة تقريبا. وفعلا، تم زواج الشقيقين بنبركة بالشقيقتين بناني. وفي نفس اليوم، عقد قران فردين آخرين من الحركة الوطنية هما بن بركاش وبنعبد الجليل، وتم الزواج الوطني الكبير في منزل بن بركاش الذي كان منزلا كبيرا، وعرف هذا الزواج حضور معظم أقطاب الحركة الوطنية. وبعد الزواج، ذهب العرسان الجدد لقضاء شهر العسل في إفران، وهي العادة التي لم تكن شائعة بكثرة في المغرب.
- ما الذي تحكيه والدتك عن ارتباطها بالمهدي وإخراجه لها من وسط محافظ إلى آخر ليبرالي متفتح؟
< والدتي كانت قد أكملت التعليم الابتدائي. وتجدر الإشارة إلى أن والدها كان فقيها وقاضيا، لكنه كان رجلا متفتحا، كما أن شقيقه (عم والدتي) كان من ضمن الذين شاركوا في تأليف النشيد الوطني لعبد الكريم الخطابي (نشيد جمهورية الريف)؛ وأن يقبل القاضي بناني بتزويج ابنتيه لفردين من الحركة الوطنية دون أن يكونا من عائلة رباطية تقليدية أو ثرية فهذا يدل على أنه كان رجلا متنورا. وحتى عندما تم إخباره بعد الزواج بأن ابنته غيثة قد استغنت عن «اللثام» ولبست لباسا عصريا، أجاب قائلا: «ابنتي تفعل ما يقوله لها زوجها، أما أنا فلم يعد من شأني التقرير في اختياراتها». أنا شخصيا، ما زلت أذكر إحدى الصور الكبيرة التي كانت معلقة إلى الحائط في بيتنا بالرباط، وهي صورة التقطت في مناسبة لعيد العرش، على ما أظن، وكانت تجمع أمي وخالتي وعمتي وامرأة أخرى من العائلة، وكلهن كنّ بلباس أوربي، دون لثام أو جلباب؛ كما أن عمتي زهور كانت من أولى المغربيات اللواتي حزن على شهادة الباكلوريا.
- عندما تزوج المهدي بنبركة بوالدتك غيثة بناني، هل انتقلا للعيش وحدهما؟
< بعد الزواج، انتقلت العائلة كلها للعيش في تمارة في بيت كان يقطن في طابقه السفلي رجل يبيع الحبوب، وفي طابقه العلوي استقر والدي وعمي وزوجتاهما وجدي وجدتي وعمتي التي كان لا تزال عزباء، أذكر أن غرفتي المهدي وعبد القادر كانتا متجاورتين، وأن جدتي وعمتي كانتا في غرفة، وجدي كان مستقرا بغرفة منعزلة على السطح، ومثل زاهد كان جدي يقتات على الخبز واللبن فقط.
- كيف كان جدك ينظر إلى المهدي وحراكه السياسي؟
< جدي كان قليل الكلام، لكنه كان بالطبع فخورا جدا بابنه، كما أن العلاقة بينهما كانت جيدة جدا.
- كم مرّ من الوقت على مجيئك، أنت الابن البكر، إلى الحياة، بعد زواج والديك؟
< ولدت سنة 1950، أي بعد سنة من زواجهما.
< نعم، تزوجا في نفس اليوم، من سنة 1949، بالإضافة إلى وطنيين آخرين، فكان زواجا وطنيا بامتياز، ثم إن هذا الأمر حدث بالصدفة، لأن الزواج في البداية كان سيتم بين عمي عبد القادر ولـْحبيبة، ابنة القاضي بناني، لكن في تلك الفترة كانت الرباط مدينة صغيرة، كما أن جدي كان حينها يقطن رفقة شقيق زوجته بنعيسى بوعنان، الذي كان متزوجا من مرية موليم وهي شقيقة السعدية موليم، وهذه الأخيرة هي والدة لحبيبة وغيتة بناني، وبالتالي كانت العائلتان مرتبطتين ببعضهما بقرابة غير مباشرة، ثم جاءت رغبة عمي عبد القادر، كما قلت، في الزواج من لحبيبة، وهذه الأخيرة كانت لا تزال صغيرة بعض الشيء، فكان عليه الانتظار؛ وبدافع من رغبة جدتي في تزويج المهدي أيضا، قامت بترتيب الأمر بين العائلتين ليجمع الزواج بين عبد القادر ولحبيبة، من جهة، والمهدي وغيثة (والدتي)، من جهة أخرى؛ وقد تم الأمر بشكل تقليدي. لكن قبل ذلك قام الفقيه بناني باستشارة شخص يثق فيه في هذه الزيجة، خصوصا وأن والدي المهدي كان حديث عهد بالخروج من السجن، فما كان من هذا الشخص إلا أن أجابه قائلا إن «كل عائلات الرباط تتمنى تزويج إحدى بناتها للمهدي بنبركة».
- كم كانت تبلغ غيثة ولحبيبة من العمر حينها؟
< غيثة كانت تبلغ من العمر 16 سنة ولحبيبة كانت تكبرها بسنة تقريبا. وفعلا، تم زواج الشقيقين بنبركة بالشقيقتين بناني. وفي نفس اليوم، عقد قران فردين آخرين من الحركة الوطنية هما بن بركاش وبنعبد الجليل، وتم الزواج الوطني الكبير في منزل بن بركاش الذي كان منزلا كبيرا، وعرف هذا الزواج حضور معظم أقطاب الحركة الوطنية. وبعد الزواج، ذهب العرسان الجدد لقضاء شهر العسل في إفران، وهي العادة التي لم تكن شائعة بكثرة في المغرب.
- ما الذي تحكيه والدتك عن ارتباطها بالمهدي وإخراجه لها من وسط محافظ إلى آخر ليبرالي متفتح؟
< والدتي كانت قد أكملت التعليم الابتدائي. وتجدر الإشارة إلى أن والدها كان فقيها وقاضيا، لكنه كان رجلا متفتحا، كما أن شقيقه (عم والدتي) كان من ضمن الذين شاركوا في تأليف النشيد الوطني لعبد الكريم الخطابي (نشيد جمهورية الريف)؛ وأن يقبل القاضي بناني بتزويج ابنتيه لفردين من الحركة الوطنية دون أن يكونا من عائلة رباطية تقليدية أو ثرية فهذا يدل على أنه كان رجلا متنورا. وحتى عندما تم إخباره بعد الزواج بأن ابنته غيثة قد استغنت عن «اللثام» ولبست لباسا عصريا، أجاب قائلا: «ابنتي تفعل ما يقوله لها زوجها، أما أنا فلم يعد من شأني التقرير في اختياراتها». أنا شخصيا، ما زلت أذكر إحدى الصور الكبيرة التي كانت معلقة إلى الحائط في بيتنا بالرباط، وهي صورة التقطت في مناسبة لعيد العرش، على ما أظن، وكانت تجمع أمي وخالتي وعمتي وامرأة أخرى من العائلة، وكلهن كنّ بلباس أوربي، دون لثام أو جلباب؛ كما أن عمتي زهور كانت من أولى المغربيات اللواتي حزن على شهادة الباكلوريا.
- عندما تزوج المهدي بنبركة بوالدتك غيثة بناني، هل انتقلا للعيش وحدهما؟
< بعد الزواج، انتقلت العائلة كلها للعيش في تمارة في بيت كان يقطن في طابقه السفلي رجل يبيع الحبوب، وفي طابقه العلوي استقر والدي وعمي وزوجتاهما وجدي وجدتي وعمتي التي كان لا تزال عزباء، أذكر أن غرفتي المهدي وعبد القادر كانتا متجاورتين، وأن جدتي وعمتي كانتا في غرفة، وجدي كان مستقرا بغرفة منعزلة على السطح، ومثل زاهد كان جدي يقتات على الخبز واللبن فقط.
- كيف كان جدك ينظر إلى المهدي وحراكه السياسي؟
< جدي كان قليل الكلام، لكنه كان بالطبع فخورا جدا بابنه، كما أن العلاقة بينهما كانت جيدة جدا.
- كم مرّ من الوقت على مجيئك، أنت الابن البكر، إلى الحياة، بعد زواج والديك؟
< ولدت سنة 1950، أي بعد سنة من زواجهما.
عثمان بناني اخ غيثة : رفيق المهدي بن بركة ومؤرخ الحركة الوطنية
"بين الفعل السياسي والبحث التاريخي" هو عنوان الكتاب الصادر مؤخرا للراحل عثمان بناني (1942 – 2015) المناضل السياسي والمؤرخ الذي بصم جزءا من تاريخ المغرب المعاصر. هل كان مؤرخا أم مناضلا؟ ترتيب وصفه أو لقبه وتحديد من كانت له الأولوية في مسار حياته يبقى مفتوحا. وربما يتعلق الأمر بمسارين اتحدا في شخصه بشكل لا يمكن الفصل بينهما كما كان حال حزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي انتمى إليه.
عثمان بناني هو أخ غيثة زوجة ابن بركة زعيم المعارضة ومؤسس الإتحاد الوطني المختطف منذ 1965. وهو أيضا صديقه ورفيقه في النضال. في 1965، كان عثمان بناني موجودا في القاهرة لدراسة التاريخ، وعندما اختطف ابن بركة تحول سفر بناني "من رحلة علمية إلى رحلة سياسية دامت أكثر من 20 سنة" على حد قوله.
كان شابا مقبلا على الحياة يمارس السباحة وعدة رياضات في الرباط مسقط رأسه ثم سافر إلى القاهرةعندما كانت مصر مركز الثقافة والدفاع عن قضايا التحرر من الإستعمار والإستبداد. لكن حياته ستنقلب رأسا على عقب وسيصبح مضطرا إلى البحث عن الوقت والسكينة اللازمتين لحماية أخته وعائلتها والعناية بها بعد اختطاف ابن بركة وفي نفس الوقت مواصلة الإهتمام بدراسة التاريخ. في نهاية أيامه، كان يقول: "الحياة صعبة لكنها جميلة". وكان يؤمن، حسب عبد الرحمان المودن منسق الكتاب بمقولة الفيلسوفة آنا آرندت: "إن الكلمة هي السلاح لمواجهة صعوبات وأحابيل الحياة".
كتب عثمان بناني في التاريخ بالعربية والفرنسية بخفة وطلاقة. وأورث هذه الإزدواجية اللغوية حتى لابنته التي تعيش في فرنسا. كان عروبيا منفتحا على فرنسا الإنسانوية التي درس فيها، وهي ميزة كانت أساسية في تاريخ اليسار بالمغرب. فرنسا التي سيختارها كبلد للمنفى الإضطراري لسنوات قبل أن يعود إلى المغرب ليعمل منذ الثمانينيات كأستاذ في كلية الآداب بالرباط، ثم كمستشار في المعهد الملكي للبحث التاريخي.
تخصص في مراحل وقضايا تاريخية كثيرة مثل تاريخ الريف ومسار عبد الكريم الخطابي الذي تعرف عليه شخصيا في القاهرة. فكتب عن مسار قائد معركة أنوال ومساهماته في النضال من أجل الإستقلال مستلهما مؤرخين كبار مثل جرمان عياش صاحب مؤلف "جذور حرب الريف" الذي كان عثمان بناني يعتبره من أحسن ما كتب في هذا الباب.
كان المرحوم شاهدا وباحثا. وهو لم يكن مؤرخ المهدي ابن بركة إلا أنه ساهم في ذلك. ويبدو أنه لم يقل أو يكتب كل شيء عنه بالنظر إلى أنه عاشره لسنوات طويلة، وناضل معه عن قرب مما وفر له الكثير من المعلومات والوثائق. وقد بدأ يكتب عن هذه العلاقة في الفترة الأخيرة من حياته. هل ستنشر تلك الكتابات المهمة للكشف عن كامل الحقيقة في هذا الملف الذي عجزت أمامه هيئة الإنصاف والمصالحة؟ ومتى؟ في بعض ما كتب حتى الآن يكشف بناني عن جانب أساسي في ما وقع بحيث يقول إن ابن بركة كان يريد فعلا العودة إلى المغرب من اجل المصالحة مع النظام بدعوة من الملك الراحل الحسن الثاني لكن شيئا ما وقع فتم اختطافه مؤكدا أن الحزب لا يتحمل مسؤولية في ذلك.
للراحل مؤلفات كثيرة لكن أهمية كتاب "بين الفعل السياسي والبحث التاريخي" تكمن في أنه عمل أكاديمي وعائلي في نفس الوقت. فهو تجميع لأبحاثه التي كانت متفرقة ولأخرى غير منشورة، وكذا لوثائق وصور مجهولة. كتاب يثير قضايا أساسية وأسئلة كبرى تتعلق بالحركة الوطنية عموما وبتاريخ اليسار خصوصا سواء في ماضيه أو حاضره. و كذا تلك التي تتعلق بقضية حساسة هي علاقتنا بالتاريخ وبكتابته وبالقدرة على قراءته أو الخوف منه عبر تهميشه في المدرسة والنقاش العمومي.
من بين المؤاخذات على كتابات بناني تلك "الوطنية المفرطة" أو طابع "التأريخ النضالي" الذي يميزها عند تناوله لتاريخ الحركة الوطنية وعدم أخذه للمسافة وللحياد وتبنيه لثنائيات مثل: المستعمر "الشرير" والوطنيين "الأخيار". وهي منهجية في الكتابة، حسب عبد الرحمان المودن، كان لها ما يبررها سابقا، وأصبحت متجاوزة في البحث التاريخي اليوم. ومع ذلك، ظلت علاقة المؤرخ بالحقيقة هاجسا أساسيا لديه إلى درجة أنه كان يتحلى بكثير من الحياد حتى وهو يكتب عن مسار بعض زعماء أحزاب السلطة الذين كانوا خصومه وكانوا يناهضون الإصلاح الديمقراطي في البلد. ومن مميزات هذه الدقة أيضا أنه كان يقوم، لاستكمال أبحاثه، بالتنقيب في ذاكرة أخته غيثة بناني واستجوابها للكشف عن معلومات عن زوجها المهدي ابن بركة للكتابة عنه. كما يبرز هذا المؤلف أن للكاتب قدرة كبيرة على الحكي والسرد بمنهجية ولكن بكثير من الرقة وكأنه قاص مبدع في لباس مؤرخ.
إلى جانب الريف وتاريخ اليسار، درس عثمان بناني بعمق تاريخ الحركة الوطنية وتاريخ الرباط بشخصياتها ومعالمها وهو ما نشره في مؤلفات مثل: "موسوعة أعلام المغرب" أو "معلمة المغرب". كما اشتغل على مراحل وفضاءات أخرى مثل: إفريقيا ورحلات ابن بطوطة علما أنه كان من مؤسسي وحدة البحث الخاصة ب"المغرب والعالم العربي والإسلامي" في كلية الآداب بالرباط.
عثمان بناني هو أخ غيثة زوجة ابن بركة زعيم المعارضة ومؤسس الإتحاد الوطني المختطف منذ 1965. وهو أيضا صديقه ورفيقه في النضال. في 1965، كان عثمان بناني موجودا في القاهرة لدراسة التاريخ، وعندما اختطف ابن بركة تحول سفر بناني "من رحلة علمية إلى رحلة سياسية دامت أكثر من 20 سنة" على حد قوله.
كان شابا مقبلا على الحياة يمارس السباحة وعدة رياضات في الرباط مسقط رأسه ثم سافر إلى القاهرةعندما كانت مصر مركز الثقافة والدفاع عن قضايا التحرر من الإستعمار والإستبداد. لكن حياته ستنقلب رأسا على عقب وسيصبح مضطرا إلى البحث عن الوقت والسكينة اللازمتين لحماية أخته وعائلتها والعناية بها بعد اختطاف ابن بركة وفي نفس الوقت مواصلة الإهتمام بدراسة التاريخ. في نهاية أيامه، كان يقول: "الحياة صعبة لكنها جميلة". وكان يؤمن، حسب عبد الرحمان المودن منسق الكتاب بمقولة الفيلسوفة آنا آرندت: "إن الكلمة هي السلاح لمواجهة صعوبات وأحابيل الحياة".
كتب عثمان بناني في التاريخ بالعربية والفرنسية بخفة وطلاقة. وأورث هذه الإزدواجية اللغوية حتى لابنته التي تعيش في فرنسا. كان عروبيا منفتحا على فرنسا الإنسانوية التي درس فيها، وهي ميزة كانت أساسية في تاريخ اليسار بالمغرب. فرنسا التي سيختارها كبلد للمنفى الإضطراري لسنوات قبل أن يعود إلى المغرب ليعمل منذ الثمانينيات كأستاذ في كلية الآداب بالرباط، ثم كمستشار في المعهد الملكي للبحث التاريخي.
تخصص في مراحل وقضايا تاريخية كثيرة مثل تاريخ الريف ومسار عبد الكريم الخطابي الذي تعرف عليه شخصيا في القاهرة. فكتب عن مسار قائد معركة أنوال ومساهماته في النضال من أجل الإستقلال مستلهما مؤرخين كبار مثل جرمان عياش صاحب مؤلف "جذور حرب الريف" الذي كان عثمان بناني يعتبره من أحسن ما كتب في هذا الباب.
كان المرحوم شاهدا وباحثا. وهو لم يكن مؤرخ المهدي ابن بركة إلا أنه ساهم في ذلك. ويبدو أنه لم يقل أو يكتب كل شيء عنه بالنظر إلى أنه عاشره لسنوات طويلة، وناضل معه عن قرب مما وفر له الكثير من المعلومات والوثائق. وقد بدأ يكتب عن هذه العلاقة في الفترة الأخيرة من حياته. هل ستنشر تلك الكتابات المهمة للكشف عن كامل الحقيقة في هذا الملف الذي عجزت أمامه هيئة الإنصاف والمصالحة؟ ومتى؟ في بعض ما كتب حتى الآن يكشف بناني عن جانب أساسي في ما وقع بحيث يقول إن ابن بركة كان يريد فعلا العودة إلى المغرب من اجل المصالحة مع النظام بدعوة من الملك الراحل الحسن الثاني لكن شيئا ما وقع فتم اختطافه مؤكدا أن الحزب لا يتحمل مسؤولية في ذلك.
للراحل مؤلفات كثيرة لكن أهمية كتاب "بين الفعل السياسي والبحث التاريخي" تكمن في أنه عمل أكاديمي وعائلي في نفس الوقت. فهو تجميع لأبحاثه التي كانت متفرقة ولأخرى غير منشورة، وكذا لوثائق وصور مجهولة. كتاب يثير قضايا أساسية وأسئلة كبرى تتعلق بالحركة الوطنية عموما وبتاريخ اليسار خصوصا سواء في ماضيه أو حاضره. و كذا تلك التي تتعلق بقضية حساسة هي علاقتنا بالتاريخ وبكتابته وبالقدرة على قراءته أو الخوف منه عبر تهميشه في المدرسة والنقاش العمومي.
من بين المؤاخذات على كتابات بناني تلك "الوطنية المفرطة" أو طابع "التأريخ النضالي" الذي يميزها عند تناوله لتاريخ الحركة الوطنية وعدم أخذه للمسافة وللحياد وتبنيه لثنائيات مثل: المستعمر "الشرير" والوطنيين "الأخيار". وهي منهجية في الكتابة، حسب عبد الرحمان المودن، كان لها ما يبررها سابقا، وأصبحت متجاوزة في البحث التاريخي اليوم. ومع ذلك، ظلت علاقة المؤرخ بالحقيقة هاجسا أساسيا لديه إلى درجة أنه كان يتحلى بكثير من الحياد حتى وهو يكتب عن مسار بعض زعماء أحزاب السلطة الذين كانوا خصومه وكانوا يناهضون الإصلاح الديمقراطي في البلد. ومن مميزات هذه الدقة أيضا أنه كان يقوم، لاستكمال أبحاثه، بالتنقيب في ذاكرة أخته غيثة بناني واستجوابها للكشف عن معلومات عن زوجها المهدي ابن بركة للكتابة عنه. كما يبرز هذا المؤلف أن للكاتب قدرة كبيرة على الحكي والسرد بمنهجية ولكن بكثير من الرقة وكأنه قاص مبدع في لباس مؤرخ.
إلى جانب الريف وتاريخ اليسار، درس عثمان بناني بعمق تاريخ الحركة الوطنية وتاريخ الرباط بشخصياتها ومعالمها وهو ما نشره في مؤلفات مثل: "موسوعة أعلام المغرب" أو "معلمة المغرب". كما اشتغل على مراحل وفضاءات أخرى مثل: إفريقيا ورحلات ابن بطوطة علما أنه كان من مؤسسي وحدة البحث الخاصة ب"المغرب والعالم العربي والإسلامي" في كلية الآداب بالرباط.




ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق