محاولة اغتيال المهدي بنبركة بوادي الشراط مدينة بوزنيقة
محاولة اغتيال المهدي بنبركة بوادي الشراط مدينة بوزنيقة
يوم الجمعة المقبل ستكون 50 سنة قد مرت على محاولة اغتيال المهدي بن بركة في منعرج واد شراط غير بعيد عن بوزنيقة.
ففي صباح الجمعة 16 نونبر 1962 كانت سيارة من نوع «بوجو 403» واقفة كعادتها كل يوم لتراقب منزل الشهيد المهدي بن بركة.
سائق السيارة واسمه امحاند أوزين، وهو معروف كالثلاثة الذين كانوا معه في السيارة كعناصر تابعة للكاب 1، الجهاز الإرهابي المستقر في دار المقري.
في الأيام العادية كان ركاب السيارة يأتون حاملين تعليمات أوفقير والدليمي لتتبع تحركات المهدي بن بركة في الرباط أو خارج الرباط، وهذه المطاردة تعود عليها المهدي بن بركة منذ عدة أسابيع، لكن ما سيحدث بعد ظهر يوم الجمعة 16 نونبر1962 سيختلف عن الأيام العادية، لأن العناصر الأربعة جاؤوا لاصطناع حادثة سير بهدف اغتيال المهدي بن بركة، وهذا ما سيحدث عندما ستصطدم السيارتان غير بعيد عن بوزنيقة.
انقلبت سيارة «فولسفاكن»، وأصيب المهدي بن بركة والمهدي العلوي بجروح متفاوتة الخطورة .
حاول ركاب سيارة «بوجو» أن يتأكدوا من نتيجة جريمتهم ولكنهم سرعان ماهربوا، لأن فلاحين بعين المكان هرعوا لنجدة ضحايا الاعتداء.
في عيادة الدكتور دوبوا روكبير حيث تلقى المهدي ذلك اليوم علاجات أولية، سيتبين أن خطورة الجروح تقتضي إجراء عمليات جراحية في ألمانيا.
هكذا أنقذ الله المهدي بن بركة من الموت جراء جريمة بوليسية تم التخطيط لها في مرحلة سياسية دقيقة كان فيها المغرب على أبواب حملة استفتاء على أول دستور.
بعدما عاد المهدي بن بركة إلى المغرب، وضع في الرباط لدى السلطات القضائية شكاية تم تجاهلها لحد الآن، كما هو معهود في العدالة الانتقائية التي كانت من مميزات سنوات الرصاص، كما حدث لشكاية أخرى تتعلق بالانفجارت التخريبية التي تعرضت لها مطبعة جريدة التحرير» قبل ذلك بأسابيع.
وهكذا ففي أجواء الرعب والإرهاب، شرع المغرب في الانتقال إلى ما سمي بعهد المؤسسات الدستورية.
السلطات الحاكمة تجاهلت رسميا وإعلاميا ما تعرض له المهدي في الطريق إلى الدارالبيضاء لحضور اجتماع حزبي، مثلما أن الدولة ستتجاهل جريمة اختطاف المهدي بن بركة من العاصمة الفرنسية بعد ثلاث سنوات يوم 29 أكتوبر 1965.
عبد اللطيف جبرو



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق