"ازمة التعليم"الرفيق الحسين العنايات
كفى....
== الخطاب الموجّه حول "ازمة التعليم" يتردد على مسامعنا مند سنة 1990.... كي تهيئ التربة الايديولوجية الليبرالية المتوحشة لوضع "ميثاق التربية والتكوين" الذي صودق عليه سنة 2000 وزعموا ان حوله "اجماع" لكونه دواء قاتل لكل الاختلالات التي تعرفها منظومة التكوين بما يجعلها تستجيب لحاجيات سوق الشغل
== بعد 18 سنة من صرف الميزانيات الضخمة ونسج الخطابات الحماسية حول "مدرسة النجاح " والمخططات الاستراتيجية الحاسمة.... فشلت سياسات الدولة والحكومات المتعاقبة في تحقيق الشعارالسوريالي الفضفاض"ربط الجامعة بمحيطها الاقتصادي" ولم يبق للمجلس الوزاري الاخير الا ان يقنن فتح الثكنات لامتصاص الاعداد الهائلة من الشباب ومن بينهم حاملي الشهادات المعطلين بهدف تاهيلهم للمهن العسكرية والامنية
== الخطاب الموجّه حول "ازمة التعليم" يتردد على مسامعنا مند سنة 1990.... كي تهيئ التربة الايديولوجية الليبرالية المتوحشة لوضع "ميثاق التربية والتكوين" الذي صودق عليه سنة 2000 وزعموا ان حوله "اجماع" لكونه دواء قاتل لكل الاختلالات التي تعرفها منظومة التكوين بما يجعلها تستجيب لحاجيات سوق الشغل
== بعد 18 سنة من صرف الميزانيات الضخمة ونسج الخطابات الحماسية حول "مدرسة النجاح " والمخططات الاستراتيجية الحاسمة.... فشلت سياسات الدولة والحكومات المتعاقبة في تحقيق الشعارالسوريالي الفضفاض"ربط الجامعة بمحيطها الاقتصادي" ولم يبق للمجلس الوزاري الاخير الا ان يقنن فتح الثكنات لامتصاص الاعداد الهائلة من الشباب ومن بينهم حاملي الشهادات المعطلين بهدف تاهيلهم للمهن العسكرية والامنية
==== اين المشكل اذن؟؟؟؟ ====
- عندما نصرح ان لدينا شباب حامل للشهادات لكنها غير ملائمة لمناصب الشغل التي يوفرها الاقتصاد
- وعندما نقر بان لدينا شباب حامل للشهادات يبقى بالخارج لان الاقتصاد غير قادر على استقطابهم ولا يتوفر على امكانيات خلق مناصب تتلائم مع مؤهلاتهم
- عندما نصرح ان لدينا شباب حامل للشهادات لكنها غير ملائمة لمناصب الشغل التي يوفرها الاقتصاد
- وعندما نقر بان لدينا شباب حامل للشهادات يبقى بالخارج لان الاقتصاد غير قادر على استقطابهم ولا يتوفر على امكانيات خلق مناصب تتلائم مع مؤهلاتهم
من هذا الخطاب الذي "يعضّ ديله" نستنتج ان ما يسمى رسميا "اقتصاد" هو شيء "غير موجود" لكونه لا يجد مؤهلات لتشغيلها وعندما توجد المؤهلات فهي تلجأ للخارج لان "القطاع الخيالي" المسمى "اقتصاد" غير قادر على استيعابها.....
انه الريع يا سيدات ويا سادة وليس اقتصاد فهو ليس في حاجة الى تعليم ولا تكوين ولا جامعة ولا بحث علمي وتقني وتكنولوجي ولا شهادات ولا مؤهلات هو في حاجة فقط لادرع طيعة تكد في البحث عن الخيرات في قاع الارض والبحر وتحمّلها نحو الخارج ليتحوّل المحصول بقدرة قادر الى عملة تسمى صعبة حيت يصعب عليها قطع الحدود في اتجاه الداخل
انه الريع يا سيدات ويا سادة وليس اقتصاد فهو ليس في حاجة الى تعليم ولا تكوين ولا جامعة ولا بحث علمي وتقني وتكنولوجي ولا شهادات ولا مؤهلات هو في حاجة فقط لادرع طيعة تكد في البحث عن الخيرات في قاع الارض والبحر وتحمّلها نحو الخارج ليتحوّل المحصول بقدرة قادر الى عملة تسمى صعبة حيت يصعب عليها قطع الحدود في اتجاه الداخل
كتب الأستاذ قيس مرزوق الورياشي
Kais Marzouk El Ouariachi:
___________________________________________
الجامعة المغربية: مسار مأساوي لنظام عمومي.
Kais Marzouk El Ouariachi:
___________________________________________
الجامعة المغربية: مسار مأساوي لنظام عمومي.
منذ حوالي عقدين من الزمن، بدأت الآلة الرأسمالية تنهش من جسم الجامعة المغربية التي ساهمت منذ بداياتها في صناعة المربي المغربي والمثقف المغربي والمفكر المغربي والعالِم المغربي.
ومع بداية تسعينيات القرن الماضي، وبالخصوص مع مطلع العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، بدأت تتفرخ "مؤسسات التعليم العالي الخاص" (تماماً مثل المصحات الخاصة) تحت شعار:
Un enseignement de qualité, ça se paye!
والذي ترجمه إلى الدارجة وزير للتعليم العالي بقوله: "اللّي باغي إيقرّي ولدو، إيدير يدّو في جيبو"!
Un enseignement de qualité, ça se paye!
والذي ترجمه إلى الدارجة وزير للتعليم العالي بقوله: "اللّي باغي إيقرّي ولدو، إيدير يدّو في جيبو"!
وحتى يتم تفضيل "جودة" التعليم العالي الخاص، بدأت آلة "الإصلاح" في تدمير جودة التعليم العالي العمومي عبر مجموعة من الإجراءات، بدءاً من تفريخ أساتذة الكوكوت-مينوت (تكوين المكونين)، مروراً بنظام الفصول الستة بالنسبة للإجازة (3 سنوات عجاف) ونظام 3+2 بالنسبة للماستر ونظام 3+5 بالنسبة للدكتوراه.
قبل ذلك، كان التكوين يتطلب 4 سنوات كاملة من الجد والتحصيل والبحث (بموازاة التكوين البيداغوجي بالنسبة للمسجلين في المدرسة العليا للأساتذة داخل كليات الآداب وكليات العلوم). أما الدكتوراه، فكانت تتويجاً لبحث يمتد من 10 سنوات إلى 20 سنة بعد الإجازة، هذا النظام الذي أعطانا العروي والجابري وأومليل وحيميش وغيرهم.
مع النظام الجديد، الذي تزامن مع ظهور التقنيات الجديدة للتواصل والإعلام، والذي تزامن أيضاً مع المد الإيديولوجي الليبرالي الإسلاموي، أصبحت الجامعة مفتوحة لكل أنواع المغامرين، بدءاً من الطلبة المتملقين الذين سيصبحون أساتذة متملقين، مروراً بثقافة النقل والغش والتطبيع مع هذه الثقافة.
نعم، ليس كل الطلبة من هذه الطينة، فهناك من الطلبة من يشرّفون أساتذتهم وجامعاتهم؛ وليس كل الأساتذة من هذه الطينة، فهناك من الأساتذة من ما زال يقاوم رغم كل عناصر الإحباط والهجوم.
حرفة الأستاذ، تاريخياً، مرتبطة بالاعتكاف خدمة للعلم، ولنا في ابن رشد وهيجل أحسن مثال. لا علاقة بين حرفة الأستاذ والجري نحو المال. للمال طرق أخرى كثيرة. وبصدد وضعية جامعتنا ف"المغادرة الطوعية" تمثل مؤشراً مهماً لعدم اقتناع "الأستاذ" المغربي بحرفته، وإلا لما وقعت الهرولة للاستفادة من تعويضات بلغت 3 مليون درهماً بالنسبة لأساتذة الطب، ونصف ذلك بالنسبة لأساتذة الآداب. يكفي أن نخجل كيف أن أساتذة حصلوا بالتحايل على بي آيتش دي أنجلوساكسوني في ظرف سنتين بعد إجازة مغربية، وولجوا الجامعة كأساتذة كرسي في سن 25، وبمجرد ظهور طعمة المغادرة الطوعية، تحولوا إلى مستثمرين، بعضهم بدأ يزاول مهنة السمسرة أو الإنعاش العقاري، وبعضهم بدأ يربي الدجاج. الأمثلة محرجة للغاية، لكنها هي الواقع.
إن الإقرار بالمسار المأساوي للجامعة المغربية لا يعني جلد الذات. إنه نقد بناء يرمي إلى استفزاز الذات من أجل استدراك الوضع قبل فوات الأوان. إن مقولة "أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" مقولة مدمرة أكثر منها بناءة. لذلك، فبدلاً من الدفاع عن الأستاذ، علينا أن نعرّيه ونواجههه بالمرآة.
حقاً، أزمة الجامعة من أزمة الدولة وأزمة المجتمع، لكن لا ينبغي علينا، نحن الأساتذة، "الطيبون" منا و"الشريرون"، أن نهرب إلى الأمام. نحن مسؤولون تجاه الوضع الحالي وتجاه المستقبل، وبإمكاننا أن نعي بأن التغيير يبدأ منا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق