مصطفى بن سليمان يرثي رفيقه سعيد الوادي
تلقيت مكالمة هاتفية للتو تخبرني أن شابا غادر مركب الأحياء ليلتحق بسفينة الموتى .
سعيد الوادي إبن الهامش الذي أنتمي ، تعرفت عليه بدار الطالب بمدينة تيزنيت ، كنت حينها طالبا بمعهد التكوين المهني بنفس المدينة بينما هو كان طالب بثانوية المسيرة الخضراء ، إنخرطنا سويا بجمعية الأفق للثقافة والفن بعدها إلتحقنا سويا بنواة شبيبة النهج الديمقراطي التي كان الرفيق عبد الله بيردحا يشرف عليها وكانت لقاءاتنا التكوينية تعقد بمزله بسنة 2006 شاركنا بالمؤتمر الأول لشبيبة النهج الديمقراطي بالهرهورة كان عددنا يتراوح بين 11 و 15 شاب وشابة أعضاء بشبيبة النهج الديمقراطي ، وكانت جمعية الأفق بأنشطتها المتنوعة ولجانها الوظيفية تعتبر صبيب ومشتل يصب بشبيبة النهج الديمقراطي .
اليوم مات سعيد الوادي أحد هؤلاء الشباب تفرقت بنا السبل ومشاق الحياة واتحدت ظروف الحياة الصعبة وسياسات المخزن التهميشية علينا وعلى منطقتنا .
لم أتمكن من رؤيته منذ ذلك الوقت ، إلى أن إلتقيته ذات مرة بإحدى مسيرات 20 فبراير ، أخبرني أنه يقيم ويشتغل بحي التشارك بالبيضاء ، ضاع مني في زحمة المسيرة ، ولكن لم أظن يوما أنه سيضيع مني إلى الأبد .
رفيقي سعيد الوادي ليتك مازلت حيا لأقدم اعتذاري لك على عدم السؤال عنك وإبداء الإهتمام وإعادة نسج تلك العلاقة الرفاقية التي كانت بيننا ونحن مازلنا بمدينة تيزنيت .
إننا ولأسباب مجهولة نفقد تلك العلاقة ، والتي تعد الإسمنت الذي يمسك الرفيق برفيقه .
فلا نستوعب الخطأ إلا بعد فوات الأوان .
وداعا رفيقي سعيد .
سعيد الوادي إبن الهامش الذي أنتمي ، تعرفت عليه بدار الطالب بمدينة تيزنيت ، كنت حينها طالبا بمعهد التكوين المهني بنفس المدينة بينما هو كان طالب بثانوية المسيرة الخضراء ، إنخرطنا سويا بجمعية الأفق للثقافة والفن بعدها إلتحقنا سويا بنواة شبيبة النهج الديمقراطي التي كان الرفيق عبد الله بيردحا يشرف عليها وكانت لقاءاتنا التكوينية تعقد بمزله بسنة 2006 شاركنا بالمؤتمر الأول لشبيبة النهج الديمقراطي بالهرهورة كان عددنا يتراوح بين 11 و 15 شاب وشابة أعضاء بشبيبة النهج الديمقراطي ، وكانت جمعية الأفق بأنشطتها المتنوعة ولجانها الوظيفية تعتبر صبيب ومشتل يصب بشبيبة النهج الديمقراطي .
اليوم مات سعيد الوادي أحد هؤلاء الشباب تفرقت بنا السبل ومشاق الحياة واتحدت ظروف الحياة الصعبة وسياسات المخزن التهميشية علينا وعلى منطقتنا .
لم أتمكن من رؤيته منذ ذلك الوقت ، إلى أن إلتقيته ذات مرة بإحدى مسيرات 20 فبراير ، أخبرني أنه يقيم ويشتغل بحي التشارك بالبيضاء ، ضاع مني في زحمة المسيرة ، ولكن لم أظن يوما أنه سيضيع مني إلى الأبد .
رفيقي سعيد الوادي ليتك مازلت حيا لأقدم اعتذاري لك على عدم السؤال عنك وإبداء الإهتمام وإعادة نسج تلك العلاقة الرفاقية التي كانت بيننا ونحن مازلنا بمدينة تيزنيت .
إننا ولأسباب مجهولة نفقد تلك العلاقة ، والتي تعد الإسمنت الذي يمسك الرفيق برفيقه .
فلا نستوعب الخطأ إلا بعد فوات الأوان .
وداعا رفيقي سعيد .
مصطفى بن سليمان
لمن لم يتمكن من الرفاق من معرفة سعيد الوادي ، تعمدت تدوين بعض الذكريات معه ومع رفاق تجربة جمعية الأفق للثقافة والفن .
عندما التحق بمعهد التكوين المهني بتيزنيت ونزيلا بدار الطالب " الخيرية " تعرفت عليه بقاعة الطعام فقد شاءات الأقدار أن أجلس إلى جانبه ذاك اليوم وبالضبط بوجبة عشاء ، تبادلنا أطراف الحديث عن مسقط رأس كل واحد منا بعدها ذهبت لقاعة المراجعة ، كنت حينها شديد الإهتمام بالرسم التشكيلي فلاحظ ذلك ، لخبرني بوجود جمعية تعتني بالفن والثقافة اتفقت معه لاصطحابي إليها في الغد.
لأكتشف بعد ذلك اليوم ثقافة أخرى ثقافة وفن مناقضين للثقافة والفن السائدين ، واكتشفت رفاق ورفيقات وتعرفت إليهم وإلى نمط من التفكير غير الأنماط التي عهدتها ، لأكتشف العمل الحقوقي ( amdh ) و السياسي ( vd ) لتكون تلك الفترة القصيرة بمثابة اكتشاف أسلوب عيش أخر إنه أسلوب المقاومة والممناعة ، رغم أنه أسلوب صعب ومكلف وطريقه مليئة بالأشواك والمطبات إلا أنه الأسلوب الوحيد المتوفر فلا خيار أخر أمامي .
كنا نتاخر كثيرا بدار الشباب أو بمنزل الرفيق بيردحا ، ولأن دار الطالب تغلق أبوابها على الساعة السادسة والنصف ويتناول النزلاء وجبة العشاء " الحساء العجيب " على الساعة السابعة ، فإننا كنا لا نرغب بل نضحي بذلك الحساء ونغامر بالقفز فوق سور المؤسسة خلسة والتسلل إلى غرفنا ، لأن الابواب مغلقة وعليها حارس لن يفتحها وعليه مدير متسلط وديكتاتور .
تكرر القفز والتأخر حتى انتبه المدير لغيابنا المتواصل ، في إحدى المرات خلال النهار استدعاني المدير فاخبرني بضرورة استدعاء والدي ليطلعه على الأمر فعلمت أن المسألة أصبحت تتعقد ، فأخبرته أنني مواطن حامل للبطاقة الوطنية وهذا يعني أنني اتحمل مسؤلية نفسي ، أرغد وأزبد وثار علي وانهال علي بالسب والشتم وبصق في وجهي وقال لي " سير تقود نتا وحقوق الإنسان والجمعية والثقافة ، راه أنا شبل من أشبال الحسن الثاني " وقع هذا أمام النزلاء لم اتحمل الإهانة فانفجرت في وجهه " سير تقود نتا والأشبال ومولاهوم " وبصقت في وجهه حتى غمر لعابي نظارته وانصرفت قائلا ساعود في المساء وسأدخل من الباب وإن كنت شبلا أصيلا فمنعني .
التقيت خارج الدار بسعيد فحكيت له الواقعة ، فوضعنا سويا خطة اختراق المؤسسة والعمل على كسر شوكة المدير واستقطاب الشباب من داخلها ، فانطلقنا صوب منزل الرفيق بيردحا ، ناقشنا مجددا حيثيات الحادث ورافقنا للمؤسسة واجرينا اجتماع مع المدير لتكون تلك الواقعة وتلك الذكرى رفقة سعيد وإدريس وبالقاسم والحسن واخرون بمتابة تدشين تواجد صوت أخر من داخل الدار صوت ماركسي مناضل بعدما كانت كتائب العدالة والتنمية مسيطرة على الدار .
أذكر ان أول عرض ثقافي فكري قمنا به كان حول العلمانية .
عندما التحق بمعهد التكوين المهني بتيزنيت ونزيلا بدار الطالب " الخيرية " تعرفت عليه بقاعة الطعام فقد شاءات الأقدار أن أجلس إلى جانبه ذاك اليوم وبالضبط بوجبة عشاء ، تبادلنا أطراف الحديث عن مسقط رأس كل واحد منا بعدها ذهبت لقاعة المراجعة ، كنت حينها شديد الإهتمام بالرسم التشكيلي فلاحظ ذلك ، لخبرني بوجود جمعية تعتني بالفن والثقافة اتفقت معه لاصطحابي إليها في الغد.
لأكتشف بعد ذلك اليوم ثقافة أخرى ثقافة وفن مناقضين للثقافة والفن السائدين ، واكتشفت رفاق ورفيقات وتعرفت إليهم وإلى نمط من التفكير غير الأنماط التي عهدتها ، لأكتشف العمل الحقوقي ( amdh ) و السياسي ( vd ) لتكون تلك الفترة القصيرة بمثابة اكتشاف أسلوب عيش أخر إنه أسلوب المقاومة والممناعة ، رغم أنه أسلوب صعب ومكلف وطريقه مليئة بالأشواك والمطبات إلا أنه الأسلوب الوحيد المتوفر فلا خيار أخر أمامي .
كنا نتاخر كثيرا بدار الشباب أو بمنزل الرفيق بيردحا ، ولأن دار الطالب تغلق أبوابها على الساعة السادسة والنصف ويتناول النزلاء وجبة العشاء " الحساء العجيب " على الساعة السابعة ، فإننا كنا لا نرغب بل نضحي بذلك الحساء ونغامر بالقفز فوق سور المؤسسة خلسة والتسلل إلى غرفنا ، لأن الابواب مغلقة وعليها حارس لن يفتحها وعليه مدير متسلط وديكتاتور .
تكرر القفز والتأخر حتى انتبه المدير لغيابنا المتواصل ، في إحدى المرات خلال النهار استدعاني المدير فاخبرني بضرورة استدعاء والدي ليطلعه على الأمر فعلمت أن المسألة أصبحت تتعقد ، فأخبرته أنني مواطن حامل للبطاقة الوطنية وهذا يعني أنني اتحمل مسؤلية نفسي ، أرغد وأزبد وثار علي وانهال علي بالسب والشتم وبصق في وجهي وقال لي " سير تقود نتا وحقوق الإنسان والجمعية والثقافة ، راه أنا شبل من أشبال الحسن الثاني " وقع هذا أمام النزلاء لم اتحمل الإهانة فانفجرت في وجهه " سير تقود نتا والأشبال ومولاهوم " وبصقت في وجهه حتى غمر لعابي نظارته وانصرفت قائلا ساعود في المساء وسأدخل من الباب وإن كنت شبلا أصيلا فمنعني .
التقيت خارج الدار بسعيد فحكيت له الواقعة ، فوضعنا سويا خطة اختراق المؤسسة والعمل على كسر شوكة المدير واستقطاب الشباب من داخلها ، فانطلقنا صوب منزل الرفيق بيردحا ، ناقشنا مجددا حيثيات الحادث ورافقنا للمؤسسة واجرينا اجتماع مع المدير لتكون تلك الواقعة وتلك الذكرى رفقة سعيد وإدريس وبالقاسم والحسن واخرون بمتابة تدشين تواجد صوت أخر من داخل الدار صوت ماركسي مناضل بعدما كانت كتائب العدالة والتنمية مسيطرة على الدار .
أذكر ان أول عرض ثقافي فكري قمنا به كان حول العلمانية .
ليتنا لم نكبر أو ليت الزمن يرجع للوراء .
***********
***********
بحزن عميق تلقيت نبأ وفاة رفيقي سعيد الوادي. مناضل شبيبة النهج الديمقراطي بتزنيت وكذلك الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وجمعية الأفق للثقافة والفن.فتعازينا الحارة لكل أفراد عائلته ورفاقه.سعيد كان مجدا يشتغل بهدوء وفي صمت.كان حريصا على ان يكون دائما في الموعد.فلترقد روحك بسلام أيها الصنديد.هذه بعض الصور لسعيد رفقة رفيقاته ورفاقه في شبيبة النهج الديمقراطي وفي جمعية الافق أثناء استقبال محمد النضراني لتوقيع كتابه الاول الذي كتبه عن تجربته في السجن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق