جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

نحن بنظرهم أرخص من فردة حذاء/مصطفى بن سليمان

نحن بنظرهم أرخص من فردة حذاء
يعرف العمال والفلاحين الفقراء أن ما يهم تلك الحفنة من كبار المفترسين ، تلك الشردمة المسيطرة على وسائل الإنتاج / المسيطرة على المصانع / المعامل / الوحدات الإنتاجية / الأراضي الصالحة للزراعة والقريبة من مصادر المياه / الثروات الباطنية مناجم الذهب والفضة والحديد / مقالع الرمل والحجارة / الفوسفاط والثروات البحرية / الموانئ ووسائل المواصلات .
ما يهم تلك الحفنة من الضباع هو قوة عضلاتنا ، ما يهم هؤلاء المصاصين لدمائنا هو جهدنا وهو بالضبط ما نبيعه لهم غير أنهم لا يعطوننا مقابله من المال ، إذ يمكن القول أن الخازوق الكبير الذي نتعرض له كل يوم وطيلة حياتنا البائسة هو أنهم يسرقون منا ثلاثة أرباع ذلك الجهد ويعطوننا مقابل ربع الجهد من المال فقط ، وهذا الربع نتزاحم عليه وقد نضطر لأكل بعضنا لأنهم يدفعوننا لإخراج غريزة الصراع من البقاء ، وهذا الأجر يفترض فيه ألا يتعدى إبقاءنا على قيدالحياة فقط ، لا شك في أن أجرنا هو أجر حيواني إذ لا فرق في تربية بقرة تعطيها ما يبقيها على الحياة لتعطيك اللبن .
إطلعت في كتاب لا أذكر عنوانه ذات مرة على على شهادة لألن غرينسبان ، وهو لا يزال " القديس ألن " أدلى بشهادته أنذاك أمام الكونغرس الأمريكي في سنوات كلينتون وشرح معجزات الإقتصاد الذي يشرف عليه وقال :
إن الكثير من نجاح هذا الإقتصاد يرتكز على ما سماه " عدم الأمان المتزايد للعامل " . وإذا شعر العمال بالأمان ، وباتوا جزءا مما نسميه اليوم " عدم اليقين " وعاشوا وجودا غير مستقر ، فلن يطرحوا المطالب ولن يطالبوا بزيادة الأجور ، ولن يحصلوا على المنافع . ويمكننا طردهم إذا لم نعد نحتاح إليهم . وذلك ما سماه تقنيا ، الإقتصاد " الصحي " وتلقى إشادة كبيرة من اعضاء الكونغرس أنذاك.
إن العمال والفلاحين الفقراء لن يخسروا شيئا سوى القيود التي تكبلهم وهذه القيود التي يسعى المصاصون لتزينها بباقات من الورد الوهمي.
ومطروح على كل نفس بشرية وعية وعيا طبقيا عماليا أن تشتغل ليل نهار على نقد تلك القيود .
مصطفى بن سليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *