جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

موقع اشكاين يوضح تطرقه الى موضوع حج علي بوطوالة

أثار نشر موقع “آشكاين” لمقال خبري حول استفادة الكاتب الوطني لحزب “الطليعة الإشتراكي الديمقراطي” علي بوطوالة من أموال وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية العمومية، لأداء عقيدة دينية تدخل ضمن الاختيارات الشخصية سجالا واسعا، وصل مداه إلى حد إصدار السيد بوطوالة لبلاغ موقع باسمه ينفي فيه أشياء ويؤكد أخرى. كما أن البعض لام “آشكاين” على تطرقها للموضوع من الأصل، وهو ما فرض علينا في الموقع أن نخوض في هذا السجال من باب توضيح ما نعتقد أنها مغالطات شابت هذا النقاش لتمويه الرأي العام.
في البداية، يجب توضيح أن الخبر في موضوع حج الرفيق الحاج بوطوالة ليس هو أداؤه لطقس ديني يدخل ضمن الحرية العقدية، والتي تضمنها له كل مواثيق حقوق الإنسان الكونية، بل هي من صميم مبادئ العلمانية و الأنظمة اليسارية، لكن الغاية هي التساؤل مع الرفيق بوطوالة حول ما إذا كان قد استفاد فعلا من أداء خدمة شخصية من المال العام؟ خاصة وأن حزبه يعد من أكثر المنتقدين لما يعتبره ريعا بكل أنواعه، سياسيا كان أم إقتصاديا أو دينيا.
فإذا كان الرفيق الحاج بوطوالة قد استفاد فعلا من أموال وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في أداء مناسك الحج، التي تعتبر مصلحة دينية شخصية، فهو قد سقط في التناقض، وبه يكون خطابه السياسي غير منسجم مع ممارسته العملية، ومن أدوار الصحافة ممارسة الرقابة والتعرية لما قد يشوب ممارسات الشخصيات العمومية، وهو ما قمنا به بعدما توصلنا بمعطيات شبه مؤكدة عن الموضوع، وبالمقابل عند توصلنا ببلاغ الرفيق الحاج بوطوالة نشرناه بكل موضوعية، رغم أن مصادر من داخل حزبه أفادت أن هناك من يقول بإمكانية استفادة الرفيق بوطوالة من الحج على حساب سفارة العربية السعودية، التي عوضت ما دفعه من مصاريف لوكالة الأسفار، وبما أن المتحدث لم يقدم ما يثبت رفضنا النشر،  واعتبرنا ما قيل مجرد  رواية شفهية، فإنتظار ما قد يؤكدها أو يضحدها.
الأمر الثاني في قصة حج الرفيق الحاج بوطوالة، هو ما كشفه بلاغه نفسه، والذي نعتقد أنه أمر خطير وغاية في الأهمية، حيث اعترف (بوطوالة) بـ”عدم إخباره الكتابة الوطنية لحزبه بسفره للحج”، وأن هذا الأمر ” كان خطأ تسبب في إحراج وإزعاج رفاقه ورفيقاته دون قصد منه”، مقدما “إعتذاره لهم ولهن ولجميع المناضلات والمناضلين رغم اقتناعه بعدم الإساءة لأحد”، وهنا يطرح السؤال: “ماذا لو كان حزب الطليعة قد أصدر بيانا حو اختفاء كاتبه العام وحمل جهات معينة مسؤولية سلامته الجسدية؟ ولماذا لم يتساءل الحزب عن غياب كاتبه العام طيلة ثلاثة أسابيع؟ وهل يمكن للشكر أو أخنوش أو بنشماس أو … أن يختفوا ثلاثة أسابيع دون علم أجهزة حزبهم؟
إذا كان الرفيق بوطوالة مقتنعا بما قام به، لماذا اعتمد السرية في فعله؟ وطيلة الأسابيع الثلاثة لغيابه؟ ألم تحدث أية مستجدات تطلبت تشاور قيادة حزبه معه حولها؟ وهل بمثل هذا الشكل تسير التنظيمات السياسية، وبمثلها سيتم التغيير المنشود والوصول إلى الاشتراكية؟
كثير من المنتقدين لما نشرته “آشكاين”، وأغلبهم من أتباع بوطوالة، عابوا عليها الحديث عن ممارسة حرية عقدية، وهو الشيء الذي لم نتحدث عنه، وهم راغبون بذلك إلى تحريف النقاش من مساره الذي يهدف إلى التساؤل مع بوطوالة هل فعلا استفادة من المال العام في أداء خدمة شخصية؟ إلى نقاش حول الحرية الدينية؟
بل حتى إسراع الحاج الرفيق بوطوالة للتلويح بكونه مستعد للاستقالة من مهامه، فيه توريط لحزبه، وخلط للأوراق. توريط لكونه أظهر حزب “الطليعة” الذي يشهد التاريخ أن مناضلين  منه قدموا تضحيات جسام من أجل الحريات الفردية والشخصية، وكأنه ضد المعتقد، وأن كل المنتسبين له من الملاحدة، وبالتالي عليه الاستقالة لأنهم لم يتقبلوا اختياره العقدي، وهو الأمر الذي لم يتحدث عنه أحد من حزبه، حسب ما علمنا، وخلق للأوراق، لأنه حاول بذلك أن يظهر بمظهر الضحية ويتحول من مطالب بالتوضيح لشبهات حول استفادته من ريع ما، بحكم مسؤوليته، إلى ضحية مضطهد دينيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *