جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

من الاعتقال في السجون الى تقلد مناصب رسمية /محمد اليازغي...وزير بدون حقيبة.. «هدية» المخزن لمكافأة خدّامه

ولد محمد اليازغي في ثمانية وعشرين شتنبر من سنة 1935 بفاس وبها أنهى تعليمه الابتدائي قبل أن ينتقل الى الرباط التي أكمل فيها دروسه الثانوية وحاز فيها على الإجازة في الحقوق، ومنها انتقل إلى باريس كطالب بالمدرسة الوطنية للإدارة، وبعد تخرجه منها عمل محاميًا بالعاصمة الفرنسية ومنذ 1968 وهو يزاول نفس المهنة بالرباط.
تقلد اليازغي مسؤولية رئيس مصلحة ميزانية التجهيز بوزارة المالية في عهد حكومة عبد الله إبراهيم، الحكومة التي أسست اقتصاد المغرب الحديث ودشنت أهم بنياته التحتية والإنتاجية.
في منتصف السبعينيات كان اليازغي من ثلة المناضلين الذين حضروا للمؤتمر الاستثنائي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المؤتمر الذي تبنى استراتيجية النضال الديمقراطي، وحدد بكل  خياره الإديولوجي ومشروعه المجتمعي وهي الوثيقة التي صاغ أرضيتها الأولى ومحاورها الأساسية عمر بنجلون، وإلى جانب مساهماته الفكرية في هذه الوثيقة، صاغ اليازغي التقرير التنظيمي للحزب الذي يعد من أبرز أدوات بناء الاتحاد وهيكلته، وطيلة أكثر من نصف قرن ارتبط اليازغي بالآلة التنظيمية وبقضايا الاتحاد الاشتراكي وشغل عضوية المكتب السياسي وفي سنة 1991 أنيطت به مسؤولية الكاتب الأول بالنيابة ولما اغتيل عمر بن جلون في دجنبر 1975 أصبح اليازغي مديرا لجريدة المحرر التي منعتها السلطات من الصدور إثر أحداث 20 يونيو 1981.
ذاق اليازغي مرارة المعتقلات وتعرض لشتى أنواع التعذيب، ففي يوليوز اعتقل مع عدد من مناضلي حزب القوات الشعبية، وفي الذكرى الأولى لاختطاف المهدي بن بركة زج به في السجن، وعقب هزيمة يونيو 1967 وأثناء قيامه بالتعبئة الشعبية تم اعتقاله لمدة سنة دون تقديمه للمحاكمة ونفس المدة قضاها سنة 1970 بين سجني الرباط ومراكش.
في سنة 1973 انفجر بين يديه طرد ملغوم كاد يؤدي بحياته، إذ أنقذه الأطباء من موت محقق، واستمرت العملية الجراحية لإعادة ترتيب أحشائه وبعض أطرافه عدة ساعات ولم يشفع له خضوعه للعلاج في الأشهر الموالية إذ اعتقل في يونيو من نفس السنة وقدم للمحاكمة أمام المحكمة العسكرية بالقنيطرة، ومن بوابة السجن اقتيد إلى الإقامة الجبرية بإفران إلى أن أطلق سراحه سنة 1974.
وفي شتنبر 1981 وعقب بيان للمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حول  قضية الصحراء ، اعتقل اليازغي رفقة الكاتب الأول للحزب الفقيد عبد الرحيم بوعبيد ومحمد الحبابي وحكم عليهم بالسجن لمدة سنة قضوا نصفها بسجن ميسور قبل أن يطلق سراحهم.
شغل اليازغي عدة مسؤوليات إلى جانب مسؤولياته الحزبية ومنها الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية ما بين سنتي 1977 و 1993، ونائبًا برلمانيًا منذ 1993 بالقنيطرة والرباط.
ومع حكومة التناوب التي شكلت سنة 1998 تقلد اليازغي حقيبة وزارة إعداد التراب والسكنى والتعمير والبيئة،
وفي حكومة عباس الفاسي كان 
- وزير دولة (بدون حقيبة) محمد اليازغي (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية)
ووزير بدون حقيبة.. «هدية» المخزن لمكافأة خدّامه 
 وهومنصب كان حاضرا في أغلب الحكومات منذ الاستقلال

حينما كان المقر المركزي لحزب الاتحاد الاشتراكي بحي الرياض بالعاصمة الرباط يهتز احتجاجا على الحصيلة التي عاد بها محمد اليازغي، الكاتب الأول لحزب المهدي وعمر وقتها، من مفاوضاته مع عباس الفاسي، الذي كان يختار تشكيلة وزراء حكومته حينما منحته صناديق الاقتراع المرتبة الأولى، التي فرضت ما اصطلح عليه ب«المنهجية الديمقراطية»، لم يجد الغاضبون من اليازغي إلا أن يصفوا تلك الحقيبة الوزارية التي أسندت له ب«الساكادو»، في إشارة إلى أنها حقيبة فارغة، لأنها بدون مهام ولا مسؤولية.
لقد قبل اليازغي، الكاتب الأول للاتحاد، أن يعين وزير دولة في حكومة عباس الفاسي، مما يعني أنه اقتنع بأن يكون وزيرا بدون حقيبة. لذلك سيكون مصيره هو الإبعاد من مهامه على رأس حزب القوات الشعبية، بعد أن دفع لتقديم استقالته، ليفسح المجال لعبد الواحد الراضي.
ويقرأ المتتبعون للشأن الحزبي في هذه الحقيبة، التي تسلمها محمد اليازغي، أو «الساكادو» كما سماها الاتحاديون أنفسهم، بداية للكثير من الانقسام والخلاف الذي وصلت تداعياته إلى محطة المؤتمر الوطني للحزب





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *