كتاب: أمريكا بين الهنود والعرب تأليف: نبيل خليل خليل
أثار أليندي القلق والتحفظ لدى الCIA منذ فوزه بالإنتخابات الديمقراطية للتشيلي مع بداية عام ١٩٧٠، إذ لم يُخْفِ نواياه في مواجهة الهيمنة الأمريكية على مقدرات بلاده، إلا أن فوزه الإنتخابي لم يشكل أي عائق في وجه سعيها للإطاحة به واغتياله ليكون عبرة لبقية أرجاء بلدان أمريكا اللاتينية.
بعد صدور أوامر سرية واضحة ومحددة من قبل الرئيس الأمريكي، بدأت الCIA محاولات الإطاحة بحكومة سلڤادور أليندي مستخدمة جميع الإمكانيات والسبل. ولم تبدد وكالة الإستخبارات الأمريكية لحظة واحدة، بل عملت على استغلال الفترة الممتدة بين الإنتخابات ومراسم الإستلام والتسليم التي عادة ما تجري في البرلمان، فبذلت كل الجهود الممكنة في محاولة للإطاحة به وإزاحته قبل استلامه السلطة رسمياً.
جائت أوامر الCIA واضحة ومحددة وهي تقول أن الإحتمالات ضئيلة نسبياً، ولكن لا يمكن توريط السفارة، وتشير إلى تسخير عشرة ملايين دولار يمكن صرفها كيفما شاء الفريق الذي أُوْكِلَتْ إليه تلك المهمة، دون اكتراثها بالمخاطر السياسية الناجمة عن ذلك.
جائت أوامر الCIA واضحة ومحددة وهي تقول أن الإحتمالات ضئيلة نسبياً، ولكن لا يمكن توريط السفارة، وتشير إلى تسخير عشرة ملايين دولار يمكن صرفها كيفما شاء الفريق الذي أُوْكِلَتْ إليه تلك المهمة، دون اكتراثها بالمخاطر السياسية الناجمة عن ذلك.
بدأت الCIA أولاً بتحليل عقلية الضباط الإنقلابيين الممكن التعامل معهم، دون أن تغفل الجانب الدعائي من الخطة والذي يكمن في إعداد مجموعة من الحملات الدعائية والإقتصادية وغيرها من تلك الكفيلة بتهيئة الظروف المناسبة للإنقلاب، هذا إلى جانب العمل على التأكيد للإنقلابيين بأنهم سيحصلون على الدعم الأمريكي اللازم.
كان الضباط التشيليون يعتزُّون في أنهم لا يفسدون، وأنهم من القوات العسكرية القليلة في أمريكا اللاتينية التي لم تقم بانقلابات، إحتراماً منها لدور الشرعية والإرادة الشعبية في البلاد. ومع ذلك تم العثور على ضباط راغبين، أرسلت إليهم مسدسات شخصية رمزية تعبيراً عن الدعم الكامل من قبل الCIA.
كشفت هذه الأسلحة والمسدسات عن مدى تورط الCIA في اغتيال الجنرال رينيه شنايدر الذي عارض أي انقلاب، أثناء محاولة لخطفه، فأطلق عليه النار من قبل ملازم ثان متورط مع الCIA في محاولة الإنقلاب الأولى هذه. جائت ردة الفعل مباشرة باستعادة هذه الأسلحة بعد يومين فقط وذلك عبر الحقيبة الدبلوماسية.
حققت الأسلحة اليدوية أهدافها، وأصبح على الCIA أن ترسل إشارات تؤكد وقوفها وراء الإنقلابيين، وهي عادة ما تفعل ذلك عبر المبالغ والوعود المالية، مترافقة مع تعهد بالإعتراف بالنظام الجديد عقب النجاح بتنفيذ الإنقلاب. هذا ما تريده غالبية الإنقلابيين الذين يسعون إلى الحصول على إعتراف سياسي غداة نجاحهم في الإستيلاء على السلطة. وهذا ما عملت الCIA على ضمانه كجزء من مشروعها.
كان الضباط التشيليون يعتزُّون في أنهم لا يفسدون، وأنهم من القوات العسكرية القليلة في أمريكا اللاتينية التي لم تقم بانقلابات، إحتراماً منها لدور الشرعية والإرادة الشعبية في البلاد. ومع ذلك تم العثور على ضباط راغبين، أرسلت إليهم مسدسات شخصية رمزية تعبيراً عن الدعم الكامل من قبل الCIA.
كشفت هذه الأسلحة والمسدسات عن مدى تورط الCIA في اغتيال الجنرال رينيه شنايدر الذي عارض أي انقلاب، أثناء محاولة لخطفه، فأطلق عليه النار من قبل ملازم ثان متورط مع الCIA في محاولة الإنقلاب الأولى هذه. جائت ردة الفعل مباشرة باستعادة هذه الأسلحة بعد يومين فقط وذلك عبر الحقيبة الدبلوماسية.
حققت الأسلحة اليدوية أهدافها، وأصبح على الCIA أن ترسل إشارات تؤكد وقوفها وراء الإنقلابيين، وهي عادة ما تفعل ذلك عبر المبالغ والوعود المالية، مترافقة مع تعهد بالإعتراف بالنظام الجديد عقب النجاح بتنفيذ الإنقلاب. هذا ما تريده غالبية الإنقلابيين الذين يسعون إلى الحصول على إعتراف سياسي غداة نجاحهم في الإستيلاء على السلطة. وهذا ما عملت الCIA على ضمانه كجزء من مشروعها.
أقامت الCIA علاقات لها مع بعض عصابات الجريمة المنظمة لإثارة عدم الإستقرار في البلاد، كما استعانت دون أي تردد بإقامة صلات وثيقة مع المنظمات الفاشية اليمينية المتطرفة والتي عُرِف من بينها منظمة "پاتريا إي ليبرتاد" (الوطن والحرية) الشهيرة هناك.
أدى فشل محاولة الإنقلاب الأولى التي أدارتها الCIA إلى تولي الرئيس أليندي مقاليد الحكم في مراسيم جرت في تشرين الثاني من عام ١٩٧٠.
إلا أن وكالة الإستخبارات الأمريكية استمرت ببذل جهودها للإطاحة به، فاستعملت أموالها لإثارة الفوضى وأعمال الشغب ضد حكومة سلڤادور أليندي بشتى السبل، من ضمنها الإستعانة بالمنظمات الفاشية اليمينية المتطرفة وفي مقدمها منظمة پاتريا...
تُعتبر پاتريا إي ليبرتاد منظمة يمينية متطرفة تمارس العنف والإرهاب. ومع ذلك لم تتردد أجهزة الإستخبارات الأمريكية بتقديم دعم مالي كبير لهذه المنظمة لتقوم بعمليات إرهابية متعددة كما هو حال تفجير محطات الطاقة وأهداف مدنية أُخرى حسب الظروف. أي أنها كانت تعمل على تعزيز قدراتها لتنفيذ عمليات شبه عسكرية إرهابية على طريقة حرب العصابات.
أدى فشل محاولة الإنقلاب الأولى التي أدارتها الCIA إلى تولي الرئيس أليندي مقاليد الحكم في مراسيم جرت في تشرين الثاني من عام ١٩٧٠.
إلا أن وكالة الإستخبارات الأمريكية استمرت ببذل جهودها للإطاحة به، فاستعملت أموالها لإثارة الفوضى وأعمال الشغب ضد حكومة سلڤادور أليندي بشتى السبل، من ضمنها الإستعانة بالمنظمات الفاشية اليمينية المتطرفة وفي مقدمها منظمة پاتريا...
تُعتبر پاتريا إي ليبرتاد منظمة يمينية متطرفة تمارس العنف والإرهاب. ومع ذلك لم تتردد أجهزة الإستخبارات الأمريكية بتقديم دعم مالي كبير لهذه المنظمة لتقوم بعمليات إرهابية متعددة كما هو حال تفجير محطات الطاقة وأهداف مدنية أُخرى حسب الظروف. أي أنها كانت تعمل على تعزيز قدراتها لتنفيذ عمليات شبه عسكرية إرهابية على طريقة حرب العصابات.
كان إضراب الشاحنات عام ١٩٧٣ من أبرز الأحداث التي أضرت عميقاً بحكومة أليندي، وقد ثبت لاحقاً أن الCIA كانت ورائه عبر مساهماتها الكبيرة بالأموال. أدى الإضراب إلى شل الحركة في البلد وتعطيل المواصلات وتعذُّر وصول المواد الغذائية إلى المواطنين، ما زاد من عدد المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع احتجاجاً.
تحدثت السيدة أليندي عن تلك المرحلة في أكثر من مناسبة، مشيرة إلى وضع العوائق أمام الحكومة التشيلية للحصول على العملات الصعبة، عن تعزيز عمليات التخريب التي موَّلَتها الCIA، والمساعدات المالية الهزيلة المُقَدَّمة لسائقي الشاحنات والتي كانت هزيلة لأن قيمة الدولار كانت عالية جداً.
وبعد الإنقلاب مباشرةً أعِيدت البضائع ثانيةً إلى المتاجر والمعارض، وكان هذا كله جزئاً من حملة موَّلَتها الCIA، التي قدَّمَت الدعم المالي لعدة صحف على غرار الميركوريو، التي ساهمت في إثارة أجواء التوتر والرعب، وخلقت هُوَّة بين الحكومة والطبقة الوسطى.
تحدثت السيدة أليندي عن تلك المرحلة في أكثر من مناسبة، مشيرة إلى وضع العوائق أمام الحكومة التشيلية للحصول على العملات الصعبة، عن تعزيز عمليات التخريب التي موَّلَتها الCIA، والمساعدات المالية الهزيلة المُقَدَّمة لسائقي الشاحنات والتي كانت هزيلة لأن قيمة الدولار كانت عالية جداً.
وبعد الإنقلاب مباشرةً أعِيدت البضائع ثانيةً إلى المتاجر والمعارض، وكان هذا كله جزئاً من حملة موَّلَتها الCIA، التي قدَّمَت الدعم المالي لعدة صحف على غرار الميركوريو، التي ساهمت في إثارة أجواء التوتر والرعب، وخلقت هُوَّة بين الحكومة والطبقة الوسطى.
بقيت الCIA على روابط وثيقة مع الطغمة العسكرية في تشيلي حتى تمكنت من الإطاحة بحكومة سلڤادور أليندي المنتخبة شرعياً. كان القصر الرئاسي قد تعرَّض أثناء العملية لقصف مُكَثَّف قيل بعده بعدَّة ساعات قليلة أن الرئيس أليندي قد قَبِل بالإستسلام ثم انتحر بعدها بملء إرادته.
أُثيرت هذه الشائعة بعد أسر أليندي واغتياله على يد عملاء الCIA، كما تعززت بتقارير كاذبة تصف مقتل أليندي أفادت بأنه عند استسلامه أخذ مؤيدوه يغادرون القصر بصف واحد وكان هو في آخره، ثم انفصل عن الصف وجلس على أحد المقاعد، ليضع الرشاش بين ساقيه ويضغط على الزناد.
أدى ذلك إلى قيام ديكتاتورية بينوتشي العسكرية، التي اتَّبَع فيها جنرالات تشيلي سياسات قمع واغتيالات ما زالت عائلات المختفين يتذكرونهم بالصور والورود، وما زالت المحاكم الدولية مدعوة لمحاكمة بينوتشي والCIA على ما ارتكباه من جرائم بشعة بحق الشعب التشيلي الذي تخلص من الطغمة الحاكمة وأعاد الديمقراطية إلى بلاده.
أُثيرت هذه الشائعة بعد أسر أليندي واغتياله على يد عملاء الCIA، كما تعززت بتقارير كاذبة تصف مقتل أليندي أفادت بأنه عند استسلامه أخذ مؤيدوه يغادرون القصر بصف واحد وكان هو في آخره، ثم انفصل عن الصف وجلس على أحد المقاعد، ليضع الرشاش بين ساقيه ويضغط على الزناد.
أدى ذلك إلى قيام ديكتاتورية بينوتشي العسكرية، التي اتَّبَع فيها جنرالات تشيلي سياسات قمع واغتيالات ما زالت عائلات المختفين يتذكرونهم بالصور والورود، وما زالت المحاكم الدولية مدعوة لمحاكمة بينوتشي والCIA على ما ارتكباه من جرائم بشعة بحق الشعب التشيلي الذي تخلص من الطغمة الحاكمة وأعاد الديمقراطية إلى بلاده.
تؤكد التجربة التشيلية إتِّباع الCIA أسلوب تمويل إثارة الإضطرابات في الشوارع كما فعلت في إيران للإطاحة بحكومة مصدق وإعادة الشاه، وإضراب سائقي الشاحنات في تشيلي كمقدمة للإطاحة بسلڤادور أليندي، وما أثارته من فوضى في ڤنزويلا تمهيداً للإنقلابات المتعددة التي أعدَّتها ضد حكومة تشاڤيز الشعبية في كراكاس (والأحداث المفتعلة ضد الرئيس مادورو (إضافة من الصفحة)).
الكتاب: أمريكا بين الهنود والعرب
تأليف: نبيل خليل خليل
صفحة ما العمل ؟
تأليف: نبيل خليل خليل
صفحة ما العمل ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق