كلمة العدد جريدة النهج الديمقراطي عدد 309 /العمل النقابي سلاح للتفاوض وليس الحوار.
كلمة العدد
جريدة النهج الديمقراطي عدد 309
+++++++++++++++++++
العمل النقابي سلاح للتفاوض وليس الحوار.
حتى الخطاب سرق من الطبقة العاملة، افرغ من المفاهيم والشعارات القوية وعوض بكلام يفهم منه ان العمال والعاملات شركاء مع الباطرون ومع موظفي الدولة الساهرين على مصالح البرجوازية السائدة. خطاب يصور العلاقة بين الطبقة العاملة والبرجوازية الرأسمالية الاستغلالية كعلاقة تعاون وتوزيع المنافع على قاعدة كذبة "رابح/رابح". إنه خطاب مخادع كاذب يسوق الوهم والغش.
خطاب يراد منه أيضا اظهار الدولة بعكس ما هي عليه في الواقع. يريدون ترسيخ فكرة انها جهاز محايد فوق الطبقات، يرعى العلاقة بين الطبقة العاملة والبرجوازية كحكم نزيه. بينما في الواقع يصطدم العمال بجهاز الدولة كلما طالبوا بحقهم في العمل النقابي او في خوض الاضراب. اول ما يقوم به الباطرون هو طرد المكتب النقابي برمته او بعض اعضائه ويقدم شكاية الى السلطات ويدرج اسم المطرودين في اللوائح السوداء ويعممها على الباطرونا في الحي الصناعي او الجهة والاقليم. فتتحرك الآلة القمعية ليتم الاعتقال والمحاكمة والسجن وتداس حقوق العامل وبدون رحمة.
لما يتقدم العمال بطلبات تأسيس المكاتب النقابية ووصل الايداع فهم في الغالب يمنعون من ذلك اذا لم ترضى السلطات الترابية عن المركزية او النقابة. إنه تحيز الدولة لصالح الباطرونا مفضوح وثابت.
لما يخوض العمال عبر مركزياتهم نضالات، ويقدموا تضحيات غالية وينتصرون، فإنهم يجبرون الباطرون على المفاوضات وينتزعون مكاسب تدون في محاضر حتى تتحول الى قاعدة سلوك وإلى مساطر وقوانين تنظم العلاقة بين الطرفين. ترفع نسخ منها للدولة وأجهزتها، ويطلب من مصالحها متابعة الانجاز والتطبيق. لكن وكما اثبتت الاحداث فإن الباطرونا تتحين الفرص للتملص وعدم الوفاء بالالتزامات فتخرقها كلما شعرت بضعف صفوف العمال او حدوث متغيرات. يحتج العمال ويقدمون شكاويهم للدولة، لكنها تغض الطرف ولا تلزم الباطرون بالوفاء لتوقيعه.
هذه هي الحالة في جميع القطاعات و مناطق المغرب وعلى مر العقود. إنها حالة تعكس واقع التشرذم النقابي - اكثر من 20 نقابة - ومن ضعف الانخراط في النقابات حيث لا تتجاوز نسبة الانتماء للنقابة في المغرب اليوم وفي أحسن التقديرات 6% وهي نتيجة أيضا لنخر النقابات من الداخل حيث فقدت طابعها النقابي المرتهن بتحقيق مصالح الطبقة العاملة وعموم المنخرطين، والمدافع الحقيقي على القواعد، ويؤطرها في تنظيمات حقيقية لها الكلمة في كل ما يتعلق بمصير النقابة وبسيرها وتدبيرها ويعني ايضا أن تكون النقابات في يد الطبقة العاملة توجهها ولها الكلمة النافذة والحاسمة في المعارك التي تخوضها الطبقة العاملة وتقودها النقابة هي من تفاوض حول الملفات المطلبية وإليها يرجع القرار في نهاية الامر.
في غياب تحكم الطبقة العاملة في النقابة، وبعد ان سطت فئة من أطر العمل النقابي على السلطة في المركزيات النقابية وأحكمت قبضتها على الاجهزة؛ أصبحت النقابة وسيلة التحكم الغير مباشر من طرف الباطرونا في جزء من الطبقة العاملة، وأصبحت القيادات المتنفذة شريكا للدولة وللباطرونا في تكبيل هذه الشريحة المنقبة من عمال وموظفين. أصبحت القيادات النقابية شريكا في لعبة كبح النضال وتعويضه بالحوار.إنها خطة تجريد الطبقة العاملة من أهم سلاح بيدها وهو التنظيم النقابي الحازم وجرها لمائدة حوار مغشوش ترعاه دولة منحازة للباطرونا الملتفة وراء نقابتها الوحيدة.
وجب على الطبقة العاملة إعادة الاعتبار الى سلاح العمل المنظم بداية بإفتكاك النقابة وتخليصها من قبضة الاعداء الطبقيين؛ ولكي يتحقق ذلك، على الطبقة العاملة السعي الجدي لترقى بوعيها الى أن تتحول الى طبقة لها رسالة في المجتمع تسعى لتحرير نفسها من الاستغلال وهو الامر الذي يحتم عليها بناء حزبها السياسي المستقل والذي سيشكل هيأة أركان يوجه ويقود النضال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي بهدف أن تتولى الطبقة العاملة تحرير نفسها من سلطة الرأسمال وهو الامر الذي لن يتحقق ما لم تسعى الطبقة العاملة الى تحرير باقي الطبقات الكادحة الشعبية ببلادنا. آنذاك تسترجع الطبقة العاملة خطابها المتفرد ويعود لمفهوم التفاوض وهجه ولا تقبل بمسخه ليصبح كما هو اليوم حوارا من موقع الضعف والوهن.
جريدة النهج الديمقراطي عدد 309
+++++++++++++++++++
العمل النقابي سلاح للتفاوض وليس الحوار.
حتى الخطاب سرق من الطبقة العاملة، افرغ من المفاهيم والشعارات القوية وعوض بكلام يفهم منه ان العمال والعاملات شركاء مع الباطرون ومع موظفي الدولة الساهرين على مصالح البرجوازية السائدة. خطاب يصور العلاقة بين الطبقة العاملة والبرجوازية الرأسمالية الاستغلالية كعلاقة تعاون وتوزيع المنافع على قاعدة كذبة "رابح/رابح". إنه خطاب مخادع كاذب يسوق الوهم والغش.
خطاب يراد منه أيضا اظهار الدولة بعكس ما هي عليه في الواقع. يريدون ترسيخ فكرة انها جهاز محايد فوق الطبقات، يرعى العلاقة بين الطبقة العاملة والبرجوازية كحكم نزيه. بينما في الواقع يصطدم العمال بجهاز الدولة كلما طالبوا بحقهم في العمل النقابي او في خوض الاضراب. اول ما يقوم به الباطرون هو طرد المكتب النقابي برمته او بعض اعضائه ويقدم شكاية الى السلطات ويدرج اسم المطرودين في اللوائح السوداء ويعممها على الباطرونا في الحي الصناعي او الجهة والاقليم. فتتحرك الآلة القمعية ليتم الاعتقال والمحاكمة والسجن وتداس حقوق العامل وبدون رحمة.
لما يتقدم العمال بطلبات تأسيس المكاتب النقابية ووصل الايداع فهم في الغالب يمنعون من ذلك اذا لم ترضى السلطات الترابية عن المركزية او النقابة. إنه تحيز الدولة لصالح الباطرونا مفضوح وثابت.
لما يخوض العمال عبر مركزياتهم نضالات، ويقدموا تضحيات غالية وينتصرون، فإنهم يجبرون الباطرون على المفاوضات وينتزعون مكاسب تدون في محاضر حتى تتحول الى قاعدة سلوك وإلى مساطر وقوانين تنظم العلاقة بين الطرفين. ترفع نسخ منها للدولة وأجهزتها، ويطلب من مصالحها متابعة الانجاز والتطبيق. لكن وكما اثبتت الاحداث فإن الباطرونا تتحين الفرص للتملص وعدم الوفاء بالالتزامات فتخرقها كلما شعرت بضعف صفوف العمال او حدوث متغيرات. يحتج العمال ويقدمون شكاويهم للدولة، لكنها تغض الطرف ولا تلزم الباطرون بالوفاء لتوقيعه.
هذه هي الحالة في جميع القطاعات و مناطق المغرب وعلى مر العقود. إنها حالة تعكس واقع التشرذم النقابي - اكثر من 20 نقابة - ومن ضعف الانخراط في النقابات حيث لا تتجاوز نسبة الانتماء للنقابة في المغرب اليوم وفي أحسن التقديرات 6% وهي نتيجة أيضا لنخر النقابات من الداخل حيث فقدت طابعها النقابي المرتهن بتحقيق مصالح الطبقة العاملة وعموم المنخرطين، والمدافع الحقيقي على القواعد، ويؤطرها في تنظيمات حقيقية لها الكلمة في كل ما يتعلق بمصير النقابة وبسيرها وتدبيرها ويعني ايضا أن تكون النقابات في يد الطبقة العاملة توجهها ولها الكلمة النافذة والحاسمة في المعارك التي تخوضها الطبقة العاملة وتقودها النقابة هي من تفاوض حول الملفات المطلبية وإليها يرجع القرار في نهاية الامر.
في غياب تحكم الطبقة العاملة في النقابة، وبعد ان سطت فئة من أطر العمل النقابي على السلطة في المركزيات النقابية وأحكمت قبضتها على الاجهزة؛ أصبحت النقابة وسيلة التحكم الغير مباشر من طرف الباطرونا في جزء من الطبقة العاملة، وأصبحت القيادات المتنفذة شريكا للدولة وللباطرونا في تكبيل هذه الشريحة المنقبة من عمال وموظفين. أصبحت القيادات النقابية شريكا في لعبة كبح النضال وتعويضه بالحوار.إنها خطة تجريد الطبقة العاملة من أهم سلاح بيدها وهو التنظيم النقابي الحازم وجرها لمائدة حوار مغشوش ترعاه دولة منحازة للباطرونا الملتفة وراء نقابتها الوحيدة.
وجب على الطبقة العاملة إعادة الاعتبار الى سلاح العمل المنظم بداية بإفتكاك النقابة وتخليصها من قبضة الاعداء الطبقيين؛ ولكي يتحقق ذلك، على الطبقة العاملة السعي الجدي لترقى بوعيها الى أن تتحول الى طبقة لها رسالة في المجتمع تسعى لتحرير نفسها من الاستغلال وهو الامر الذي يحتم عليها بناء حزبها السياسي المستقل والذي سيشكل هيأة أركان يوجه ويقود النضال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي بهدف أن تتولى الطبقة العاملة تحرير نفسها من سلطة الرأسمال وهو الامر الذي لن يتحقق ما لم تسعى الطبقة العاملة الى تحرير باقي الطبقات الكادحة الشعبية ببلادنا. آنذاك تسترجع الطبقة العاملة خطابها المتفرد ويعود لمفهوم التفاوض وهجه ولا تقبل بمسخه ليصبح كما هو اليوم حوارا من موقع الضعف والوهن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق