جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

“صوت الكراهية” يشوش على عمل تطوعي لفتيات بلجكيات/موقع نفس

“صوت الكراهية” يشوش على عمل تطوعي لفتيات بلجكيات

توالت منذ أيام ردود فعل مختلفة حول ظهور صور فتيات بلجكية في لباس صيفي وهن منشغلات بتعبيد طريق بقرية “أضار نومان” في جماعة تازمورت اقليم تارودانت.
وذهبت بعض التعليقات والحسابات على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك إلى حد التحريض والكراهية في حق فوج من المتطوعات القادمات من بلجيكا. فيما ذهبت تعليقات أخرى، إلى استنكار واستهجان أصحاب الأفكار “الهدامة” المحرضة على الكراهية والعنف.
وفي الوقت الذي كانت فيه ساكنة قرية “أضار نومان”، في احتفال ختامي للمبادرة التطوعية، وفي جو الفرح والإخاء والتعايش.  طغى الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، تسبب في التشويش على هذا الجو الاحتفالي. وحلت بالمنطقة عناصر من الأجهزة الأمنية، تتابع الوضع عن كثب.  إحدى الحسابات الفايسبوكية، التي حرض صاحبها على العنف ضد المتطوعات، شكل الحدث الأبرز، ودفع المصالح والأجهزة  الأمنية إلى تعقب صاحب الحساب، ليتم توقيفه أمس الاثنين بمدينة القصر الكبير.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل زاد توقيف هذا الشخص من حدة النقاش على منصات التواصل الاجتماعي، وفي وقت اتجهت فيه أغلب الأصوات إلى استحسان مبادرة المتطوعات والإشادة بها، ظهرت أصوات أخرى، ترى في لباس المتطوعات خروجا عن تقاليد المنطقة، ومن بين هذه الأصوات برلماني عن أحد الأحزاب المشاركة في التحالف الحكومي، زيادة عن بعض أشخاص أخرين.
 “هناء” و”الين”
هناء متطوعة من بين الفتيات التي حلت بالقرية قبل أيام، لتشارك زميلاتها وزملائها في الأعمال التطوعية بالقرية. هناء لا يتجاوز عمرها 17  سنة، قدمت مع هذا الفوج في إطار الشراكة التي تجمع جمعية تويزي ومنظمة بلجكية، لم يخطر لها على البال أن تتحول صورها البريئة إلى مادة تكون سببا لإصدار أحكام وتحريض على الكراهية.
تقول هناء، في اتصال هاتفي أجرته جريدة ” نفس” معها، أن استمتعت بالأيام التي تقضيها بين ساكنة القرية، ووصفت الساكنة باللطفاء وقالت “الناس هنا فقراء لا يملكون الكثير من المال، ولكنهم أغنياء بقلوبهم وطيبتهم وتعاملهم”. تختم هناء بلكنة فرنسية متقطعة، بحكم أنها لا تجيدها بقدر ما تجيد الفلامانية.
“الين” والطفولة
“الين” هي الأخرى متطوعة قادمة ضمن هذا الفوج، لا تخفي سعادتها وفرحتها بالحفاوة التي لقيتها لدى ساكنة قرية “أضار نومان” تحكي بشغف الأشغال التي قام بها الفوج الذي جاءت ضمنه، وتقف عند لقائها بأطفال القرية، تقول ” أكون سعيدة جدا عندما أرى البسمة على وجوه الأطفال ونحن نلعب معهم، ونرقص”.
14 عاما من الشراكة
أكد حسن أيت عدي رئيس جمعية تويزي للتنمية والأعمال الاجتماعية التي تربطها شراكة مع منظمة بلجكية، أن مثل هذه المبادرات ليست وليدة اليوم، بل تعود بداياتها إلى نهاية سنة 2004، حيث اشتغلت الجمعية في إطار هذه الشراكة على تأهيل من مجموعة من المرافق والبنيات التحتية. وكانت البداية بإصلاح السواقي وعيون المياه، وكان الهدف من ذلك توفير المياه للساكنة. فيما كان المشروع الثاني بناء المركب السوسيوثقافي الذي أصبح جاهزا، وذلك بفضل هؤلاء المتطوعين والمتطوعات على مدى سنوات سابقة.  وأوضح أن الصور التي أثارت الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، تتعلق بمجموعة من المتطوعات والمتطوعين في إطار المشروع الحالي المتعلق بتبليط الأزقة. وأشار أيت عدي، في اتصال مع جريدة “نفس”، إلى أن مجموعات المتطوعين والمتطوعات، دأبت على القدوم إلى المنطقة منذ نهاية 2004، حيث تأتي مجموعتين كل سنة، تضم كل واحدة ما بين 14 إلى 17 شخصا ما بين الفتيات والفتيان.
وأكد في السياق ذاته، أن المتطوعين والمتطوعات، هم من يتكلفون بتغطية مصاريف مؤونتهم، ومصاريف المواد الأولية التي تستعمل في إنجاز هذه الأشغال والمرافق، فيما تقوم الجمعية هي الأخرى بتعبئة متطوعين من قبل للمشاركة في أعمال الإنجاز.
تبادل ثقافي وقيم كونية
شدد ايت عدي، على أن الجدل القائم لا يمكن القول إلا أنه صادر عن ذوي الأفكار الهدامة، وأكد أن الأجواء السائدة في المنطقة، أجواء من الفرح والتعاون والتعايش، يجسد نبل القيم الكونية. وأشار إلى المتطوعين والمتطوعات يعملون في جو من الاحترام المتبادل ويشاركون ساكنة المنطقة في كل مناسباتهم من أعياد أو أفراح أخرى كالأعراس وغيرها.  وسجل المتحدث أنه لا وجود لأي تأويلات أخرى، خارج تعزيز التبادل الثقافي بين مواطني بلدين، مشيرا إلى أن المتطوعات والمتطوعين، وبعد أن يكتشفوا تقاليد وعادات المنطقة، يقومون في الورش أو الأشغال، بحفل خاص بهم، يكون على الطريقة البلجكية بما في ذلك الأكل وغيره، ويدعى إليه ساكنة المنطقة، وذلك من باب التعرف على تقاليد وعادات هذا البلد.






عن موقع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *