حول لغة التدريس /الرفيق علي فقير
ليتسائل البعض: لماذا استعمرنا من طرف الغرب؟ الجواب ببساطة: تحرر الغرب من هيمنة الكنيسة، اعطى الأولوية للعلم، لعلمانية التعليم، انفتحت زهور الأدب و الفن، و الفلسفة، تحررت المجتمعات من سيطرة الملوك و الاقطاعيين...تطورت قوى الإنتاج نتيجة الاكتشافات العلمية...
كان من البديهي أن تنتصر الدبابات و الطائرات على الخيول و السيوف، أن ينتصر العلم على الخرافة...
فبدل الجدال العقيم حول لغات التدريس، للنناقش محتوى التعليم. اللغة وسيلة فقط. مستقبلنا مرهون بمحتوى تعليمنا.
"اطلب العلم و لو بالصين"! أضيف: و لو بإحدى لغات الصين!
العريضة التي يتزعمها بنكيران و بعض الناشطين الإسلاميين و الشوفينيين العرب، خلفياتها ايديولوجية رجعية، و سياسوية انتخابوية. علينا أن لا ننسى أن بنكيران من أهم المستثمرين في التعليم الخصوصي، و من مشجعي التعليم الخصوصي إلى حدود اليوم. فهو من ناهبي جيوب العديد من الأسر.
على فقير، أفريقي، أمازيغي، عربي و فوق كل هذا اممي.
***************
ملاحظات أولية.
أصدرت مجموعة من الفاعلين الاسلاميين و القوميين العرب بيانا حول لغات التدريس بالمغرب، و تفاعلا مع محتوى البيان، أدلي ببعض الملاحظات الأولية:
- البيان يتحدث فقط عن العربية كلغة وطنية وحيدة، و يلغي عمدا الامازيغية، لغتنا الاصلية، التي تشكل بجانب اللغة العربية لغتينا الرسميتين.
- البيان لا يشير من قريب و لا من بعيد إلى مبدأ توحيد التعليم في إطار المدرسة العمومية، و ضرورة إغلاق المؤسسات الحرة...
- البيان لا يربط مشكل لغات التدريس بالتحرر من التبعية الاقتصادية للخارج، و بلغات التداول في الاوساط المالية، و المعاملات التجارية، بالتطور العلمي...
- لم يشر البيان إلى محتوى التعليم: اتعليم علماني أم تعليم ديني شوفيني، تعليم يركز على تاريخ خلفاء الشرق و سلاطين المغرب...؟
-خلفيات البيان خلفيات ايديولوجية لا اقل و لا أكثر. و المتضررين من أهدافه لو تحققت، هم أبناء الطبقات الشعبية عامة و الطبقات الكادحة خاصة. كيف؟ لو تم التعريب في شروط سيادة المخزن، في شروط سيادة الرأسمالية التبعية، ستصبح السلطة الاقتصادية و السياسية كاملة بايادي أبناء و بنات الأغنياء، بين أيادي من يتابعون دراستهم في الخارج و بلغات العلم و الإقتصاد، لغات المعاملات المالية و التجارية، لغات البحث العلمي و غزو الفضاء...
يجب أن يكون هدف الأحرار و الحرائر:
*تعليم مجاني عمومي موحد معمم علماني. و لإنجاح عملية التدريس بالعربية و الأمازيغية اللتين تتطلبان مجهودا كبيرا لتتأهلان علميا، يجب: القضاء على التعليم الخصوصي، منع التوظيف في الإدارة و في المقاولات العمومية و الشبه العمومية على حاملي و حاملات الشواهد الصادرة عن مؤسسات تعليمية غير عمومية.
*التحرر من التبعية للخارج، من إملاءات المؤسسات الإمبريالية...
و يبقى كل هذا مستحيلا بدون تشييد مغرب جديد، مغربي وطني ديمقراطي شعبي.
على اوحماد فقير، أستاذ الاقتصاد و التسيير(9 غشت 2019).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق