جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

كانوا ورحلوا 12/ رؤوف فلاح *الرفيق محمد بولعيش*

كانوا ورحلوا 12
كان الرفيق الراحل رؤوف فلاح من حين لآخر يصر عل تصنيفي بلغته الفرنسية البليغة (ألم يكن أستاذا للغة موليير؟) قائلا : "tu es mon alter ego" ، كنا حقا نكاد لا نفترق منذ التقينا في صفوف الجامعة الوطنية للتعليم/ا.م.ش ، بدءا بالنقابة الوطنية للتعليم الثانوي يوم كانت الجامعة تضم خمس نقابات وطنية .
بعد مرحلة القطاع الطلابي والمؤتمر الخامس عشر والفترة التي قضاها بالقنيطرة وما تلاها من محن ، التقينا نقابيا بالدار البيضاء في منتصف السبعينات . كان قد سبقني في المسؤولية الوطنية داخل النقابة بحكم علاقته السابقة في الرباط بحسن بنعدي الذي التجأ مبكرا إلى المركزية النقابية ، تدرجنا في المسؤولية في النقابة الفئوية والجامعية زمن حسن بنعدي أو بعد طرده زمن امحمد غيور ، حيث انتهى بنا المطاف في المكتب التنفيذي ثم الأمانة الوطنية للجامعة (كنت نائبا للأمين العام) . لم نكن نعرف للراحة طعما ما بين التواجد المنتظم في مقر الجامعة والاتحاد وبين المهام التنظيمية التي كنا ننجزها بنجاح نظرا لثقة المناضلين بنا وانفضاح زيف البدائل النقابية ، وشهدت الجامعة عودة كثيفة للمناضلين إليها من الجهات الأربع ، ففي ظرف سنتين تمكنا من تنظيم 43 فرعا جديدا بعد أن كانت الجامعة تلامس القعر التنظيمي ..
كانت لنا لقاءات ثنائية أو مع رفاق آخرين يحتضنها فضاء مرس السلطا.ن ، نناقش ونبحث ونتداول ونخطط ، نتفق مرارا ونختلف أحيانا ، لكن العلاقة لم تنقطع إطلاقا .
ذات مرة أقترح علينا المحجوب أن نتفرع للإشراف على مشروع مجلة (دراسات نقابية) وأخبرنا بأنه سيهيئ لنا مكتبا ويفتح لنا أرشيف المنظمة وما علينا إلا البدء في الإعداد لها في أقرب وقت ، مقترحا علي منحي التفرغ (كان الراحل فلاح متفرغا منذ مدة) ، وكان من الحاضرين المعنيين الرفاق محمد الحضري وعبد اللطيف منصور ونور الدين الخمالي ونفسية إبن وأمنية بركم وآخرين . طلب منا رأينا وبدأ بي . فكرت قليلا ، كنت أعلم بحدسي أنه يريد إبعادنا عن الجامعة ، لأن الوجود الكثيف لليساريين بالجامعة بدأ يقلقهم ، قبلت الفكرة وقلت بأن لنا الوقت الكافي للعمل في الواجهتين معا ، لكني لم أكن مستعدا للتخلي عن الجامعة بعد كل الجهود والمعاناة التي لقيناها في إعادة بنائها ، أما مسألة التفرغ فقد رفضتها ، لم يسأل الآخرين ، نهض غاضبا وانسحب وتركنا في مكتبه .
بدأت المناوشات والعراقيل تقام في وجهنا ، كان الراحل غير متسرع في ردود فعله وكان يطالبني بالتفكير قبل الفعل ، بل بالابتعاد التكتيكي واتخاذ مسافة للتفكير في القادم ، بينما طبعي لم يكن يميل للمهادنة والابتعاد ، وبدأ الخناق يضيق . في سنة 1996 بعد عودتي من تونس لحضور أشغال مجلس اتحاد المعلمين العرب وقد تمكنت من إرجاع الجامعة إلى حضن الفدرالية الدولية للنقابات التعليمة (كان يرأسها شيوعي فرنسي كان حاضرا في المجلس) التي طردت منها الجامعة منذ 1976 ، وحملت معي دعوتين ،إحداهما باسمي ، لحضور مؤتمرها ببراغ . ظاهريا ثمن المحجوب هذه الخطوة وقرر أن يرسلنا أنا ومنصور لتمثيل الجامعة . ذهبنا إلى تشيكوسلوفا قبل انقسامها ، وعدنا وقد نجحنا في المهمة .
لكن عند العودة - وقد هيأت تقريرا حول الموضوع - اتفقت مع منصور وهاتفت فلاح لنلتقي ونسلم التقرير جماعيا لأمانة الجامعة ، كانت المفاجأة صادمة حين وجدنا أقفال الجامعة قد غيرت ، اتصلنا بالمحجوب وقال لنا بأنه لا يتدخل في شؤون الجامعات !! بعد ذلك جاءت محاولة اغتيال منصور الذي كان ينشر مقالات بجريدة البيان بالفرنسية حول الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مما أثار غضب قيادة المنظمة ، وكان ذلك بمثابة انذار لنا ، وابتعد الرفيق الراحل ودأبت على الحضور للقمر بعد فتحه (ظل مغلقا لما يفوق شهرا ونصفا) ، إلى أن نصحني أحد الأصدقاء بالتسريع بالاستقالة قبل أن يتم طردي في اجتماع المجلس الوطني المقبل كما فعلوا مع حسن بنعدي وحسن البزوي وآخرين .
بعد تأكدي من الأمر قدمت الاستقالة ، وانخرطت في تأسيس النقابة المستقلة للمهن التعليمية مع عدد من الرفاق منهم شرادو وزفزاف وسلمام وآخرين ، لم يكن فلاح متفقا على هذه الخطوة لأنها مناقضة لقناعتنا بوحدة الطبقة العاملة والتغيير من الداخل ، وحين سألته هل يمكننا أن نغير شيئا بعد الذي وقع وما قد يقع سكت ولم يجب إلا بابتسامته العريضة المألوفة .
ظللنا نلتقي من حين لآخر في فضاء مرس السلطان كعادتنا ، يسألني عن تطورات النقابة المستقلة وعن الحركة من أجل الديمقراطية ثم لاحقا عن اليسار الموحد ومقاطعتنا له وعن الإشتراكي الموحد ، كان يريد أن يعرف ما يجري ولم أكن أبخل عليه بشيء . وآخر لقائي به كان في افتتاح المؤتمر الوطني للنهج الديمقراطي ، وكان قد دخل صيرورة مرضية مأساوية اضطر معها للزوم البيت إلا للضرورة إلى أن وافته المنية ودفن بمقبرة الغفران . لقد افتقدتك كثيرا رفيقي، اشتقت لمعاكساتك الجميلة واستفزازاتك المقصودة وابتساماتك المحرضة ونقاشاتك بلغة فرنسية كنت أجد متعة في تلقيها . على روحك الطاهرة السلام والسكينة رفيقي الرائع .



Mohamed El Asri تعرفت على الراحل عبد الرؤوف فلاح سنة 1972بالقنيطرة بحيث إلتقينا في إطار العمل السياسي كمناضلين من اليسار الجديد جبهة الطلبةالتقدميين حيث كنا نشتغل داجل الجامعة الوطنية للتعليم إ م ش إذا عين كل منا في نفس السنة فلاح بثانوية التقدم وأنا بثانوية المختار السوسي وفي بداية سنة 1973 كنا قداستطعنا كسب عطف غالبية رجال ونساء التعليم بنيابة القنيطرة التي كانت تضم أقاليم القنيطرة والخميسات وسيدي قاسم وتمكنا من حصد أغلبية المكتب النقابي حيث أصبح فلاح كاتبا عاماوعبد ربه أمينا المال وعبد الأحد السبتي عضواً وانضم الينا محمد أيت يوسف نائب الكاتب العام في حين كان المكتب يتكون من عزالدين مكوار نائب الأمين والمرحوم محمد الطالبي من ببس ومحمد أمجار (صدقي)من الإتحاد وكانت لنا علاقات بعدد من الطلبة والتلاميذ العيساوي القباج أجري الميرنو وغيرهم وفي دجنبر 1973تم اعتقاله صحبة المختار أيت عمر وآخرين وغادر القنيطرة بعد إطلاق سراحه حيث استقر بالبيضاء.
كانت تربطني به علاقة خاصة إلى جانب علاقة العمل السياسي والنقابي كنا نلتقي يوميا للتداول في قضايا التنظيم السياسي والنقابي كان آخر لقاء بيننا بمراكش خلال المؤتمر 4للمنتدى المغربي من إجل الحقيقة والإنصاف سنة2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *