جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

عن واقع ذووي الشهادات بالمغرب بين اقصاء وتهميش/الرفيق تاشفين الاندلسي

في أواخر التسعينيات من القرن الماضي قدم أحد الباحثين الشباب في علم أمراض السرطان من أمريكا لم أعد اتذكر إسمه و قام بمساعي لا حصر لها مع عدة وزارات منها وزارة التعليم العالي و وزارة الصحة من أجل إنشاء مختبر مزدوج الأهداف : البحث العلمي و انجاز التحاليل المخبرية للمرضى كأي مختبر للمساهمة في ميزانية البحث العلمي .
لكن لم تسفر مساعيه لأي شيء بعد حوارات ماراطونية ، شاهدت على القناة الرسمية المغربية "إتم" تصريح لأحد الوزراء لما أثار الموضوع أحد الصحافيين و وعد خيرا رغم صعوبات تكييف الشواهد العلمية قانونيا equivalence ، لكن بعد ذلك بفترة جرى حوار مع الباحث الشاب صرح فيه ان كل المساعي ذهبت سدى و أنه سيغادر المغرب الى أمريكا البلد الذي حصل فيه على الدكتورة في الكونسيرولوجيا ، منذ ذلك الحين لم أسمع خبرا عن ذلك الباحث الذي كان يتكلم بحرقة على احدى القنوات المخزنية .
في المغرب هناك مأساة قلما نعطيها الاهمية التي تستحقها ؛ هذه المأساة تسمى التوازن بين الشواهد و الديبلومات المحصلة في دول لم يوقع معها المغرب اتفاقيات ثقافية تخص هذا النوع من التكافئ بين الشهادات في حين ان هناك اتفاقيات مع أوكرانيا و روسيا و اوربا الشرقية بكل عيوبها فالشواهد التي تعطى للمغاربة هي من جامعات بعينها قيمة شواهدها تختلف مع نظيراتها في نفس الدولة .
هناك دكاترة في تخصص معين يوجد على تخوم اختصاص الطب و اختصاص البيولوحيا كعلم النظام المناعي مثلا ، هؤلاء حسب القوانين المغربية لا هم بأطباء و لا هم ببيولوجيين و يصادفون في المغرب عراقيل مدمرة يضطرون إما للمغادرة أو العمل كمسؤولين غير رسميين في مختبرات للتحاليل الطبية ، طبعا يعملون عند طبيب بيولوجي أو صيدلي بيولوجي الذين هما فقط من لهم الحق في فتح مختبر للتحليلات الطبية قانونيا ... مشكلة أخرى تتعلق بتخصص آخر يسمى البيولوجيا الطبية هذا التخصص يوجد في فرنسا مثلا و كما هو معلوم ان المغرب له اتفاقيات مع فرنسا في هذا المجال لكن الحاصل على دكتوراة في هذا التخصص لا يخول له الولوج للعمل في إطار الصحة في المغرب من باب التحاليل البيولوجية و لو ان القوانين تخول له ذلك .
الكارثة اليوم ان أغلب الشواهد المحصلة في كليات العلوم في المغرب لم يعد لها أي إطار ، هذه التخصصات أشبهها الى أودية ( وديان ) تصب في بحر مفتوح يبتلع أصحابها كما يبتلع الثقب الاسود المجرات المندثرة و آنذاك لا يمكنك ان تميز بين حامل لدبلوم من كلية العلوم بالمغرب و مشرد أمي .
أعرف الكثير من جيلي انتحروا . لن أنسى على الاطلاق الصديق العزيز هشام الخمليشي الذي انتحر معلقا الى شجرة و يديه في جيوب سرواله ، انتحر بقناعة غريبة للغاية ، كان حاصلا على الإجازة في الكيمياء ( الإجازة في العلوم آنذاك متطابقة مع ديبلوم مهندس تطبيقي ماشي بحال الاجازة ديال دابا) .
حصلنا مع ديلمهوم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *