في موضوع الخبر الكاذب بقلم: سعيد رحيم
في موضوع الخبر الكاذب
بقلم: سعيد رحيم
قبيل منتصف الليلة الماضية، نشر شخص، ينتمي إلى قطاع الصحافة، تدوينة على صفحته في الفايسبوك يدعي فيها أنه و"طبقا لمصادره الخاصة، فإن الشخص الذي ظهر في فيديو" النشاط البحري "ليس هو الشخصية العمومية حسن الترّاب المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط".
نحن هنا لا نقصد، بالضرورة، الإلحاح على حقيقة من ظهر باذخا راقصا على اليخت، ولا ندعي أننا ممن يعتبرون أن المسألة هي مجرد حياة خاصةولا نريد أيضا أن نعطي للموضوع أكثر من حجمه.
نريد فقط أن نتعرف ونحلل ونفهم، ولو جزء يسيرا من تلك الماكينة الضخمة، التي تشتغل ليل نهار لكي تغمرنا كل يوم بوابل من الأخبار التي قد لا نلوي على رأسها من سافلها. خصوصا تلك الأخبار التي يقول عنها المغاربة:
"جا يكحل ليها الساعة عماها"، نفهم لكي نغير نظرتنا لنشطاء هذه الماكينة.
بداية، نذكّر، بأن هذا الشخص المحسوب على قطاع الصحافة وله موقوع إخباري إلكتروني، تصرف في محطات سابقة كوكالة أنباء مستقلة، وذلك أيام الحرب الإعلامية المحتدمة التي طغت على الساحة الإعلامية المغربية في صيف 2018 بمناسبة انتخاب المجلس الوطني للصحافة، وكانت وزارة الاتصال، على عهد الوزير السابق محمد الأعرج تمد هذا الشخص بكل الأخبار المتعلقة بالمجلس، من تحت الدف، عوض أن تنشرها في بلاغ رسمي تعممه على كافة وسائل الإعلام بالطرق السليمة المعروفة كما تفعل باقي المؤسسات الرسمية أو غيرها، التي تحترم طرق نشر الأخبار المؤسساتية.
ولم تتوقف إدارة لعرج عن سلوكها المنحرف إلا بعد أن انتقذنا هذا المسار الأعوج..!
اليوم، يعود نفس هذا الشخص لنشر تكذيب نقلا عن " مصادره الخاصة"، كما يقول. علما أن قضية أو "فضيحة" المدير العام ل"م.ش.ف" كان عليها من باب احترام المغاربة عموما والرأي العام والصحافة الوطنية والمتتبعين في الداخل والخارج أن يصدر التكذيب على شكل بلاغ أو "بيان حقيقة" من إدارة المكتب الشريف للفوسفاط ويعمم على كل المنابر عبر الوكالة الوطنية ما دام الأمر يمس بسمعة مؤسسة وطنية وليس بشخص مديرها العام فقط، لا أن يعطى، في الخفاء، كحزمة كيف أو علبة مخدر لهذا الشخص.
لكن بغض النظر عن هذه الحيتيات التقنية والمهنية الصرف، هناك ما هو أخطر في تصنيع الخبر الكاذب وليس (تكذبب الخبر الكاذب).. وذلك باستعماله صورة مخدومة على الفوطوشوب زادت من إغراق صورة وسمعة مدير الفوسفاط عوض إنقاذه.
فالصورة رقم "2" التي نقلناها من تدوينة لهذا الصحفي المتفرد، تظهر شخصا لا علاقة له بالمدير العام(صورة1)، فزيادة على بشرة الوجه وإضافة الشعر على قمة الرأس (المزور) الأصلع في (الأصل)، هناك قميص أبيض يرتديه الشخص المزور، وهو ما لا يظهر في الفيديو الذي اطلعت عليه ربما الملايين. ويمكن لأبسط إنسان لا علاقة له بتقنية الفوطوشوب أن يتبيّن هذا التزوير الفاضح الذي لجأ إليه هذا الشخص المحسوب على الصحافة، التي أصابها الذل بديلا عن النبل.
وإمعانا منه في تزوير الحقائق يضع، هذا الذي لا أعرف كيف أنعثه، صورة المدير العام غير الحقيقي في مكان قرب الراقصة لم يصله المدير العام الحقيقي، حسب الفيديو الذي هو مصدر الخبر الوحيد. إنه كمن يزور معالم حادثة سير، أو يطمس معالم مسرح الجريمة.. يستحق عليها العقاب.
أدهى من كل هذا وذاك، وطبقا للقانون وحق الرد، الذي يبيح لإدارة المجمع الشريف إصدار بلاغ يبرئ ذمة مديرها العام، فإن نفس القانون يجعلنا نطرح السؤال التالي :" لماذا لم تطلب إدارة الفوسفاط من الجهات المختصة، الكشف عن مصدر نشر هذا الفيديو "المغرض"، والذي لا يمكن أن يكون خارج الكوكبة الممتطية لليخت. أم أن هذه الإدارة هي نفسها لا تكره أن ترسل مديرها العام الناشط ولو في المركبة الفضائية تشالنجر وليس فقط أن يغرق اليخت المهتز بمن فيه .. وتتركنا نحن عامة الناس والمغاربة المتتبعين ضحايا في يد الكتبة أدعياء الصحفيين الذين هم للحقائق مزورين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق