رسالة اليوم الأربعين من الاعتقال التعسفي إلى ولدي عمر.
رسالة اليوم الأربعين من الاعتقال
التعسفي إلى ولدي عمر.
تحية الحرية لفرسان الحرية والكرامة.
ونحن نعيش هذه اللحظات المؤلمة التي كان عليها أن تكون لحظات انفراج تُزيل الكربة والخوف الذين يخيمان على الوطن بدون أسباب سياسية حقيقية تبرر هذه الشدة على الحريات ، ترتفع أصوات من كل أرجاء الوطن منددة وراجية وملتمسة الحكمة في حفظ ماء وجه المغرب حقوقيا وسياسياً ودبلوماسياً.
وفي الجهة الأخرى، يسود الصمت والإضراب عن الكلام وكأن ما يحصل عندنا لا يعنيها وكأنه يحصل في بلد آخر.
يسود الانتظار والترقب من طرف المواطنين بينما يختار المسؤولون الهروب إلى الأمام من مواضيع حارقة الى نشر التضليل على أن الوضع تحت السيطرة في التعليم والصحة والشغل .
ويستمر افتراس مقدرات الدولة من طرف حفنة من محظوظي المخزن الريعيين ،في الوقت الذي يغيب فيه تضامنهم في هذه الجائحة التي شكلت عند بعضهم فرصة للاغتناء الفاحش وتبديد المال العام في صفقات مفضوحة ،على حساب مأساة الشعب .
هذا الوضع ستكون له لا محالة ردود فعل لا أحد يتوقع مداها، ولقد بدأت في عدة مدن وقرى اكتوت أكثر من غيرها من نار الأزمة ، ووصل بها التهميش حداً لم يعد ينفع معه لا صبر ولا تضليل ، بعد أن تكشف فشل الدولة وتخليها عن المواطنين .
إن مطلب فتح صفحة جديدة وخلق انفراج سياسي وإطلاق حوار عمومي حول أزمات الوطن ضرورة ملحة وهو القمين بوضع حد لهذا النزيف ، كما يجب على الدولة أن تتوقف عن تضليل المجتمع، كما عليها أن تتوقف عن تشجيع الإعلام الأصفر الذي يشهر بالمناضلين ويزرع الفتنة والتفرقة والتفاهة .
لا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر.
نم قرير العين ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق