جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

حول عقوبة الإعدام

 حول عقوبة الإعدام

1/ في الجريمة البشعة التي هزت الرأي العام المغربي والتي أودت بحياة الطفل "عدنان" مغتصَبا ومقتولا ،ينسى المطالِبون بتطبيق حكومة الإعدام أنهم متواطئون مع المجرم ومشاركون في الجريمة من حيث لا يشعرون، وأنهم يلتمسون للمجرم ما يطلبه لنفسه أعزّ مايُطلب وذلك بأن تضع العدالة حدا لحياته في أقرب وقت ممكن سواء كان شنقا أو صعقا أو حُقنة أو رميا بالرصاص، وحتى تضع حدا للجدل الكبير والمستمر بين مناصري عقوبة الإعدام والمطالبين بإلغائها فإن ثلاثة دول أوروبية هي إنجلترا وويلز وهولندا تطبق حكم السجن المؤبد غير القابلة للتحديد على هذا النوع من الجرائم الخطيرة وهو حكم يثمنه معظم خبراء الإجرام وينسجم مع شرعة حقوق الإنسان، والنرويج التي ألغت عقوبة الإعدام 1902 يحتفظ فيها القضاء بعدم إطلاق المجرمين الخطرين حتى ولو انتهت مدة محكوميتهم .
2/ عقوبة الإعدام ليس مشكلا إيديولوجيا لذلك تطبقه الصين وكوبا والولايات المتحدة الأمريكية وأفغانستان والصين وإيران والمملكة العربية والسعودية وتطالب به أحزاب اليمين المتطرف مثل الحزب الوطني في بريطانيا ،والحزب الوطني الديمقراطي في ألمانيا ،وجميع حركات الإسلام السياسي ، وأن منظمة العفو الدولية هي من جرت 141 دولة لإلغاء عقوبة الإعدام إثر حملة شهيرة نظمتها 1977.
الاتجاه العالمي حسب منظمة العفو الدولية يسير نحو إلغاء عقوبة الإعدام ،بحلول عام 2019 كانت 142 دولة قد ألغت عقوبة الإعدام قانونا و ممارسة ، تاركة 56 دولة لا تزال تستخدم عقوبة الإعدام ، تم تنفيذ حوالي 86٪ من جميع عمليات عقوبة الإعدام المسجلة في 2019 في أربع دول فقط: إيران والمملكة العربية السعودية والعراق ومصر أما الأرقام غير معروفة بالنسبة للصين التي تعتبرها من أسرار الدولة،
هناك معارضة قوية لإلغاء عقوبة الإعدام في آسيا والعالم العربي والولايات المتحدة، ومع ذلك فإن أربعة أخماس البلدان الأفريقية البالغ عددها 55 قد ألغت عقوبة الإعدام أو لم تعد تطبقها وضمنها المغرب.
تميل الدول التي ألغت عقوبة الإعدام بعد ذلك إلى انخفاض معدلات القتل ، وفقًا لتقرير صدر في ديسمبر 2018 عن مركز عبد الرحمن بوروماند ، وهو منظمة مقرها واشنطن العاصمة تعمل على تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية ، كشف التقرير أن معدلات القتل انخفض في 11 دولة ألغت عقوبة الإعدام ، ووجد أن عشرة من هذه البلدان شهدت انخفاضًا في معدلات القتل في العقد الذي أعقب إلغائها،
قارن الباحثون أن معدلات القتل في السنوات العشر التي تلت إلغاء عقوبة الإعدام بالمعدل الأساسي في عام الإلغاء، ستة من الدول التي ألغت عقوبة الإعدام شهدت معدلات جرائم قتل أقل من خط الأساس طوال السنوات العشر التي أعقبت الإلغاء، شهدت أربعة بلدان إما سنة أو سنتين كانت معدلات القتل فيها أعلى مما كانت عليه في سنة الإلغاء ، لكنها شهدت انخفاض جرائم القتل إلى ما دون خط الأساس في غضون خمس سنوات وشهدت اتجاهات هبوطية عامة، شهدت دولة واحدة فقط في الدراسة وهي جورجيا اتجاهاً صعودياً لمعدلات القتل في العقد الذي أعقب إلغاء عقوبة الإعدام، بعد عقد من إلغاء عقوبة الإعدام انخفضت معدلات القتل في هذه البلدان بمعدل ست جرائم قتل لكل 100،000 من السكان. وقد خلص الباحثون إلى أن مخاوف دعاة عقوبة الإعدام من أن تتخلي الدولة عن هذه العقوبة سوف يشجع المجرمين المحتملين أو على الأقل يضعف الردع أثبت أنه لا أساس لها من الصحة .
3/ في أوربا التي ألغت عقوبة الأعدام لازال بين 15 و30 % من سكان أوربا يرفضون إلغاء هذه العقوبة ولكن النخبة الفكرية والثقافية لعبت دورا كبيرا في إقناع الرأي العام ،راهنت النخب على النقاش العقلاني والمعطيات الإحصائية وشرعة حقوق الأنسان وأن المناخ الطافح بالانفعالات والانتقام والقصاص سرعان ما يخبو مع الزمن ... لذلك في أوربا لا تفجير مدريد عام 2004 ، وهجمات لندن 2005 ، و، ولامذبحة "أندريس بريفيك النرويجي" الذي قتل 70 شخصا في مخيم صيفي ينتمون لشبيبة الحزب الحاكم ، ولا جريمة "أرنفين نيسيت" الذي سمم 22 ضحية حتى الموت في دار لرعاية المسنين ، ولا تنظيمات "إرهابية" كمنظمة الجيش الأحمر بألمانيا والعمل المباشربفرنسا وغيرها ، كل ذلك لم يجعل دول أوربا لتعود لعقوبة الإعدام ولا لقانون الإرهاب.
4/ منذ عام 1973 تم الإفراج عن أكثر من 130 شخصًا من المحكوم عليهم بالإعدام بسبب وجود أخطاء في الأحكام القضائية ، في عام 2007 أظهر استطلاع أن 33 ٪ من السجناء السود في فيلادلفيا الذين أدينوا وحُكم عليهم بالإعدام كانوا سيحصلون على عقوبة السجن مدى الحياة لو كانوا من البيض، لو أعدم الروائي ديستوفسكي من كان سيكتب "الجريمة والعقاب" "والإخوة كرامازوف " وغيرها من الأعمال الإبداعية الكبرى ، بولاية تكساس الأمريكية أكثر من 40٪ من إجمالي عمليات الإعدام و أن معدلات القتل لكل 100 ألف شخص تزداد في جميع الولايات باستثناء 3 ولايات لاتطبق عقوبة الإعدام ،
الدول التي ألغت عقوبة الإعدام وانخفضت فيها الجرائم بما فيها الاغتصاب والقتل هي الدول التي تضمن لمواطنيها الكرامة والشغل و حريات التعبير والتظاهر والفكر والضمير ، وتعزيز منظومة القيم الإنسانية التي تغرس في الطفل النقد والتسامح واحترام الآخر والسؤال والحوار وإبعاده عن الكراهية والحقد والهوس الجنسي وفوبيا الاختلاط وغيرها من القيم المتكلسة التي تزيدنا يوما عن يوم تأخرا وتخلفا وانحطاطا في جميع المستويات .
منقول




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *