رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثاني والخمسين من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثاني
والخمسين من الاعتقال التعسفي.
تحية الحرية والكرامة ياولد .
لم يعد يبعدنا على عرضك على قاضي التحقيق إلا أيام.
نعرف أنك ذكي ومثقف ولا تستطيع إخفاء شيئ، بل أنت شفاف وتعيش حياتك بكل الوضوح اللازم والاحترام اللازم لحقوق الغير.
لا تتصنع ولا تكذب ولا تبرر ، بل تذهب رأساً إلى الحقيقة .
ومن يزعجه قول الحقيقة هو من يواجهك بالسجن .
وأنت في حضن القضاء، تؤازرك هيئة دفاع من زبدة لمجتمع من المناضلين الذين عايشوا الاعتقالات السياسية، ورافعوا في أغلب المحاكم .
لك كل الحق أن تعتز وأن تفتخر وأن تتوجه رأساً إلى رأس المشكل، وأن تفند كل الفبركات وتفكك كل الفخاخ التي وُضعت في طريقك وفي طريق عملك .
لأن عملك في فضح فساد الدولة ونهب أراضي السلاليات لصالح الإقطاع الجديد وتحت شعار خلق طبقة وسطى فلاحية والتي تعني بالمقابل خلق طبقة الأقنان من أصحاب الأرض الأصليين .
عملك الأخير كان عنواناً لتفوقك في تقديم عرض لأهم استقصاء عالمي حول نزع أراضي السكان الأصليين في بعض دول العالم.
فزت مع ثلاثين صحافياً اسقصائياً من ثلاثين دولة عبر العالم ، فزت وحدك من المغرب بالمنحة المخصصة لهذا البحث ورُحت تنفذ بنود عقدك معهم ، فانزعج المفترسون العقاريوين وبدأوا في نصب الكمائن والفخاخ لتجريدك من شرف الدفاع عن أراضي الفقراء ومصدر عيشهم.
إنها الأرض التي عاش عليها سكانها آلاف السنين ويتعيشون عليها ومنها، في تناغم طبيعي ومتكامل وتأتي شركة أجنبية أو مستثمر جشع ليستحود على الأرض بدعوى أن سكانها لا يستطيعون استثمارها بالنحو المنتج ، فتحول نشاطها الى نشاط صناعي يخرب المجال من غابات ووديان ونشاط فلاحي معاشي ....
وفي المغرب هناك مخطط لوزير الداخلية يرمي الى تفويت الأراضي السلالية إلى القطاع الخاص عوض تمليكها لأصحابها .
ولقد بدأ إحصاء السكان السلاليين ، لا ندري السبب ، ربما لتوهيمهم باستفادة مزعومة وعابرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق