جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الرابع والتسعين من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الرابع

والتسعين من الاعتقال التعسفي.
دام مرحك ياولدي.
كان كلامك اليوم على الهاتف بلسماً وترياقاً عوضنا عن تغييبك وأنت تبعث إلينا عبر الهاتف مرحك وضحكك المرِح وتُطمئننا على أحوالك.
غير أن أحوال البلد أصبحت لا تسر بعدما أُغلقت كل الأقواس التي فُتحت من أجل الخروج من سنوات الرصاص إلى مرحلة بناء مغرب جديد : مغرب احترام الحريات وتحقيق العدالة الاجتماعية.
أُغلقت كل الأقواس ، وعُدنا بسرعة إلى مرحلة الخوف والتخويف والترهيب .
ولقد قررت السلطة منع صحافة التحقيق وقمع كل صحفي استقصائي يقترب من المعلومات والمعطيات التي تُعري فشل السياسات العمومية في محاربة فساد رجالاتها وكذبة الإصلاح المزعوم .
وهكذا اختفت الصحافة المستقلة وظهرت صحافة التضليل والتطبيل والتشهير التي لا تستقي معلوماتها إلا من الأجهزة التي تمولها وتوجهها.
تلعب الصحافة المستقلة دوراً مهماً في إخبار المواطن بعيداً عن المراقبة وعن التحوير والتضليل والفبركة. وذلك من أجل رفع وعيه بقضايا الوطن والانخراط في معاركه من أجل الدفاع عنه وحمايته من مخاطر الفساد والاستبداد والمغامرة.
وعندما تُمنع المعلومة والخبر عن المواطن، يصبح فريسة سهلة للإشاعة والتهييج ويفقد قدرته على تحديد الأمور وسياقاتها ويتيه اختياره السياسي في الوقت الذي نحتاج له أن يقرر الاختيار المناسب في المعارك الديمقراطية.
وهذا ما نفتقده في بلدنا حيث العزوف الكبير في المحطات الانتخابية الأخيرة منذ 2007 .
ولقد لاحظنا في السنوات الأخيرة مدى الحملة الشرسة التي شنتها الأجهزة الأمنية على صحافة التحقيقات من محاكمات بتهم بعيدة عن قانون الصحافة حتى أجبرت الصحافيين على الهجرة أو تغيير المهنة .
هذه الوضعية تشبه حالة الاستثناء الذي لا نرى له مبرراً في سياقنا السياسي الحالي، بل يجب أن يُسمح للأقلام المستقلة والحرة أن ترصد الأحداث وتخبر المواطنين بكل نزاهة ومسؤولية بما يحصل في البلد.
الصحافة الحرة ليست جريمة، بل اعتقال الصحافيين بتهم مفبركة هو الجريمة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *