جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم التسعين من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم التسعين

من الاعتقال التعسفي.
سلامتك ياعمَري.
ثلاثة أشهر من الاعتقال في سجن التحكم والتعسف وانتهاك القانون بمزاجية لم تنجح في تحقيق ما تم التخطيط له في حقك بخبث المنتقم .
بل جعلت منك الغائبَ/ الحاضرَ فينا واحتلت صورُك المواقع والجداريات، كما جعلت منْ لم يطلعْ على كتاباتك، يعرف الآن قيمتها في كشف الافتراس المالي والاقتصادي والعقاري وجرأة إنجازها.
إن ما تقوم به ليس شغباً سياسياً ثورجياً أو مزايدة سياسوية أو رغبة في بطولة أو ابتزازاً، وإنما عملَ الصحافي الاستقصائي الذي يقدر مهنته ويرسم خارطة طريق تكشف أصلَ الفساد ومصدرَه الحقيقي.
وهو ما يشكل قاعدة معطياتٍ لمن يريد محاربةَ الفساد فعلاً لا قولاً وخطاباتٍ.
كان على الذين طبخوا لك ولزملائك من الصحافيين والمدونين هذه التهم أن ينتبهوا إلى ما تكشفونه ويقدروه حق قدره عوضَ فبركة التهم المجانية لتغطية وحماية المفسدين.
إن بلدنا ينعم بثروات مهمة من كل المصادر كان عليها أن تُجنبنا ما نحن فيه من عجز وتخلف وتعثر في التنمية ،لو تم استغلالها بكل شفافية لصالح المواطنين لتحقيق العدالة الاجتماعية، عوض احتكارها من طرف حفنة من المفترسين.
هؤلاء المفترسون هم الذين تمكنوا من
السياسة والاقتصاد وراحوا يُعطلون كل المؤسسات المنتخبة بل يسخرونها في التشريع للفساد ليصبح فساداً بالقانون، ويسعون إلى تكميم أفواه المعارضين والمنتقدين للسياسات التي يتم إملاؤها من المؤسسات المالية الدولية.
وها نحن نعيش حصيلة هذه السياسات : انهيار تام للخدمات الاجتماعية.
انهيار المدرسة والصحة والشغل .
إن هذه المقاربة الأمنية الحديدية على الحريات أخفت على المواطنين بعض الإنجازات التي لا نُنْكر أهميتها من بنيات تحتية وصاروا لا يقدرون أهميتها لكونها مجرد واجهات لتحديث مغشوش في غياب احترام الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
من يحاصر كاشف الفساد هو الفاسد الذي يسخر مؤسسات الدولة من أمن وقضاء وإعلام للتغطية على فساده.
إنه فساد دولة ، ومحاربته تتم بواسطة القوى السياسية الحية التي تقع خارج اللعبة السياسية. وعليها أن تقرر الصرامة والحزم السياسين في وضع الصراع بشكل واضح مع الطبقة الحاكمة الفاسدة.
لا تقلق ياولدي، سيكون عملك وعمل زملائك سلاحاً ضد الفساد وسنحقق جميعاً الدولة الوطنية الديمقراطية.
هذا عهدك وعهدنا. واشهد ياتاريخ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *