جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الواحد بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الواحد بعد

المئة من الاعتقال التعسفي.
صباح الحرية ياولدي.
كنت أتوق إلى إجراء التحقيق مع زميلك عماد والاستماع للمصرحين في نفس اليوم، لكن المحكمة رأت غير ذلك وأجلت الموضوع إلى الخامس والعشرين من هذا الشهر.
وهذا معناه تمديدٌ لمدة اعتقالك .
لو تم الأمر في حينه لأُغلق البحث ولَتَبين فراغ التهمة أمام قاضي التحقيق وأُتيحت له الفرصة للنظر في ملتمس الدفاع بتمتيعك بالسراح المؤقت.
لكن يبدو أن الاحتفاظ بك في السجن هو المطلوب، وقد يطول الأمر وتتعدد جلسات التحقيق مع زميلك عماد والمصرحين.
لكن ما يثلج الصدر هو الصدى الذي يتردد بقوة في الأوساط الحقوقية والسياسية والمدنية عن أبعاد ومرامي متابعتك وعددٍ من الصحافيين المنتقدين لفساد نخبة المخزن من مفترسي الاقتصاد والعقارات وناهبي المال العام ومفسدي الممارسة السياسية الوطنية.
أمام رغبة التحالف الطبقي الحاكم في تكميم أفواه المواطنين والتضييق على الحريات، يحق لنا أن نتساءل عن المناخ الذي ستمر فيه الانتخابات المقبلة واستعداد الأحزاب الديمقراطية خوض غمارها في غياب نقاش عمومي يعيد الثقة في جدواها ويشجع المواطنين على الانخراط فيها عوض العزوف الشامل .
إن القوانين الانتخابية التي أفرزت لنا مؤسسات فاشلة ما زالت هي نفسها وستفرز لنا مزيداً من الفشل، وأن الدخول في مغامرة الانتخابات بدون إصلاح هذه القوانين وتعديل الدستور يُعد تزكية لتوجه المخزن .
تتكرر هذه التجربة منذ الاستقلال بدون نفس ديمقراطي حقيقي، يفرز لنا نخبة مواطنة تحقق التنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية.
ولقد أصبحت الأحزاب تجد صعوبة في مواجهة المواطنين وإقناعهم بالتصويت بعدما تم تسفيه العمل السياسي برمته ووسمه بالفساد ، حين حل المال الحرام في شراء أصوات المواطنين واستغلال المشاعر الدينية في الكسب السياسي .
أصبحت مهمة الإصلاح شاقة بعد كل هذا التراكم من الفشل وإصرار المخزن على نفس النهج في تدبير الفشل بالفشل .

والحل هو حل شبكات المخزن السياسي والاقتصادي وإقرار نظام سياسي تنتهي معه المناطق المظلمة والخفية في تدبير شؤون البلد وربط المسؤولية بالمحاسبة وفصل السياسة عن المال والتجارة .
وما ذلك بعزيز على أحرار الوطن ، وهي المهمة التي يجب على الديمقراطيين والشباب إنجازُها.
دمت حراً ياولدي الغالي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *