جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

نزيف أم استنزاف *حكيم العمراني*


نزيف أم استنزاف
نشر موقع اخبار المغرب العاجلة، خلال هذا الأسبوع ، خبرا، جعل له عنوانا عريضا يحمل من الدلالات الخفية والظاهرة ما ترتعد له الفرائص، او على الأقل هذا ماأريد له ان يحدث في النفوس من وقع."نزيف استقالات يهز الجامعة الوطنية للتعليم "التوجه الديموقراطي"بسبب"هيمنة" تيار سياسي على النقابة".
يشير هذا الخبر إلى انسحاب مجموعة من المنخرطين من هذه النقابة والتحاقهم بنقابة التعليم التابعة للاتحاد المغربي للشغل.وقد تم استقبالهم من طرف النقابة المذكورة ،بحضور شخصي لكاتبها الوطني الذي ادعى من خلال بيان في الموضوع ان نقابته ضامنة لاستقلالية العمل النقابي عن الإدارة وعن اي حزب سياسي وفق تعبيره.
وقبل أيام، ظهرعلى وسائط التواصل الاجتماعي شريط فيديو لاحد قادة النقابة الوطنية للتعليم، وهو يستقبل منسحبا اخر بشكل شخصي ويسلمه قبعة النقابة، بشكل احتفالي يكاد يجعل المتلقي يعتقد ان هذه النقابة قد حققت نصرا عظيما بهذا الالتحاق.
المهم ان ما اثار انتباهي بخصوص هذه الاحتفالات الكرنفالية هو استقبال هؤلاء المنسحبين من طرف الكتاب الوطنيين للنقابات المستقبلة بشكل شخصي.مع التركيز على اشهار هذا الأمر للعموم. وهو الأمر الذي يحمل في طياته الكثير من التساؤلات، وفي نفس الوقت يبرز احدى سمات أزمة العمل النقابي الوحدوي في المغرب. فكل نقابة تعتقد ان تحقيق هذه الوحدة لا يمكن ان يكون الا تحت رايتها بادعاءات مختلفةفالاتحاد المغربي للشغل تقول انها النقابة الأم التي يجب ان يعود اليها ابناؤها العاقون والكنفدرالية الديموقراطية للشغل تذهب إلى انها النقابة البديل التي قامت بتصحيح العمل النقابي في المغرب وووو....
وفي الواقع لا يعدو هذا الفهم ان يكون مجرد نظرة ستاتيكية للأمور،لا تؤمن بالتطور ولا باختلاف السياقات نظرة مبنية على عبادة أدوات نحن من نصنعها، وليس على استغلال كل ماهو مشترك وسليم لدعم خط المواجه. مواجهة الاستنزاف المتواصل لفئة عريضة من الشغيلة ولمجتمع باكمله.
هاته الأحداث قد تبدو للبعض هامشية وبلا معنى، ولكنها جعلتني اشعر كيف ان مصالح الاعداء قد تلتقي في بعض الأحيان بمصالح من قدنظنهم حلفاء. فالجميع يريد استنزاف هذه النقابةالتي توجد في وضعية استعداد تام ودائم للتحالف والتنسيق دفاعا عن مصالح نساء ورجال التعليم بدون شروط، يشهد على ذلك تواجد مناضليها قيادة وقواعدفي كل ساحات الاحتجاج.
فعل النقابتين المذكورتين يحاول إيهام نساء ورجال التعليم ان النقابة تعاني فعلا من نزيف خطير ومن اختلالات بسبب هيمنة حزب سياسي مفترى عليه .والواقع ان احدى النقابتين ترزح تحت سيطرة حزب يحركهاويتحرك بها، أما النقابة الأخرى فهي بادعائهاممارسة الحياد تتموقع إلى جانب الخصوم في الكثير من المحطات وهي حقائق لا يمكن نكرانها فلا داعي لتغطية نور الشمس بالغربال كما يقول المثل المغربي.
أكيد ان استنزاف وحتى تقزيم هذه النقابة هو الغرض المباشر من هذا الفعل،لكن الغيرالمعلن هو ان الجميع يعي ان معظم النار من مستصغر الشرر.فهذه النقابة تتطور بسرعة كبيرة وتغزو الساحة النقابية وتتوفر على مقومات مهمة لتتحول في المستقبل إلى نقابة أقوى . ونظرا لاقتراب موعد انتخابات اللجان الثنائية تكاثرت الضربات للتقليل من حظوظها في هذا الاستحقاق فهي منافس شرس قد يغير المعادلات.
قد اتفهم موقف الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم إ م ش وحضوره بشكل شخصي مع تنقله الى الرباط رغم الوباءلان جوابي على الدروس التي القاها عبر بيانه متضمن في تقرير المفتشية العامة للمالية، وفي العدد الخاص من جريدة الحياة ، عن لصوص النقابات. قلت انني قد اتفهم ذلك، لكن ما لا افهمه هو ما قام به مناضل نكن له كل التقدير والاحترام بإقامة حفل استقبال لاحد المنسحبين ونشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مساهما بدوره في حرب الاستنزاف هذه.وهوتحت تاثير نشوة هذا (النصر)، تناسى ان هذه النقابة تشكل حليفا أساسياً في المرحلة، وان من واجبه ،كما عهدناه، ان يساهم في تمتين العلاقة بها نضاليا ليساهم بتوفير الشروط الحقيقية والسليمة للوحدة النقابية التي يطمح لها كل مناضل حر . فقد كان عليه التفكير في طرق استنزاف مجهودات أعداءالعمل النقابي واعداء الحقوق عوض المساهمة في استنزاف مجهودات رفاق له في الساحة.
فليس هكدا تورد الإبل ، ولا يقتات الكرام على فضلات موائد الغير. ومن استقبلتموهم ليسوا سوى أشخاص يفضلون مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة، سأذكرهم قبل الختم بما كان يقوله القيصر:"احب الخيانة لكنني اكره الخائن"عسى ان لا يطبق عليكم هذا القول.
حكيم العمراني
تعليقات

 من اعمق ما قرأت هذا الصباح.

مقال فلسفي،عميق حول النضال النقابي ، يسائل فيه ، صديقي ورفيقي مناضل الجامعة الوطنية للتعليم بمكناس ، حكيم العمراني، المهرولين النقابيين كما يسائل ايضا الفرق النحاسية التي كانت على رأس جوقة الاستقبال.
جميل ما كتبت رفيقي لقد فككت، بشكل دريدي ، بنية العقل النقابي المغربي ووضعت الاصبع على الازمة الذاتية للقيادات النقابية !
عزيز عقاوي
...........................................................................
جيد، انا راه ماكنتش عارف بأن الراقي هو من استقبل الأول، في الحقيقة انهم يكملون دور المخزن و يعملون على سد ثغراته، ألهذه الدرجة من الانحطاط بلغت ممارستهم الاسترزاقية؟ لم يحب ظني فقد كنت اتقاسم مع رفاقي رفضهم اي تنسيق مع قوقعة متخمة بالشعارات و جوفاء من حيث المبادرات النضالية وطنيا، منذ التحاقي بالقطاع و انا اسمع ترنيمة التعبئة و اليقظة للدفاع عن المدرسة في حين ان ما كان يحصل على أرض الواقع هو تمكين المافيا من طحن كل القلاع، الان خرج الزعيم المفدى لاستقبال فرد طرد من الجامعة، مبروك الانتصار أيها الزعيم المفدى... إنتصار ينضاف لقائمة ما تقدمه الملحقة الصفراء للمافيا المفترسة
كبير قاشا
صور المحتفى به




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *