جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الواحد والعشرين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الواحد والعشرين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

شوقنا إليك يحرقنا ياولدي.
كنت أتصور أن كل هذا الزخم من النضال الشعبي وكل بيانات الأحزاب الديمقراطية والجمعيات الحقوقية والمدونين ومئات النداءات من أجل وضع حد لهذه المقاربة الأمنية الشديدة على الشباب وعلى الصحافيين خصوصاً، ستجد لها في دوائر الحكم عقلاء، ولا بد أن هناك عقلاء، يقدرون المرحلة ويجنبون المغرب تسويد صورته الحقوقية أمام الشعب وأمام العالم.
غير أنني وأنا أشارك مع رفاق لي في نقاش حول الوضعية السياسية الحالية، كانوا يُجمعون على أن البلد وقع تحت تدبير بوليسي بعدما أُغلق القوس الذي فُتح من أجل إصلاح نظام الحكم وأننا صرنا بلداً يدبر شؤونه البوليس السياسي وانتهى الأمر.
لم تكن هذه قناعتي ولم أكن لأصدق أن كل التجربة السياسية الكبيرة للمعارضة اليسارية والتضحيات الجسام التي قدمها مناضلون مخلصون للوطن، يكون ثمنها انتقال البلد إلى نظام بوليسي عوض الانتقال إلى الدولة الوطنية الديمقراطية.
وكان يدفعني إلى هذا الاعتقاد خوفي عليك من حكم جائر يُطيل تغييبك في السجن.
كما كان يدفعني إلى هذا الاعتقاد فراغ التهم التي يتابعونك بها أنت وزملائك وكل معتقلي الرأي. وأن الحكمة تستدعي العودة إلى جادة الصواب.
كما كنت أعتقد أن الدولة البوليسية غير قابلة للعيش لأنها تتسبب في إعاقة إرادة المواطنين وتشل عزيمتهم وتتسبب كذلك في انتشار الفوضى والسيبة الأمنية والفساد وتصيب المجتمع في استقراره، كما تصيب المواطنين بالخوف والرعب من المشاركة السياسية.
وما زلت مصراً على أن هذا الوضع لا يملك عناصر الاستمرار ، وأن صانعيه لا يلعبون لوحدهم في سياسة البلاد كما أننا لا يمكن أن نُدخل المغرب في عزلة حقوقية عن العالم وأن نضرب عرض الحائط بالتزامات البلد اتجاه المنتظم الدولي اقتصادياً ودبلوماسياً خصوصاً وأننا نحتاج في هذا الوقت إلى إشعاع دولي وإقليمي.
ولن يتحقق ذلك إلا بالديموقراطية الفعلية وتمتيع المواطنين بحقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
لا أخفيك ياولدي أنني أشعر بالإحباط وأنا أسمع تشاؤم المواطنين والفاعلين السياسيين من شدة الخوف والرعب الذي بدأ يتسرب إلى مفاصل المجتمع، والذين يرون أن الفعل السياسي للأحزاب الوطنية يقف عاجزاً أمام هذا التدبير الأمني لكل شؤون البلد.
لكنني ما زلت أومن بأن هذا الوضع لن يستمر وأننا سنراك قريباً حراً بيننا.
ليلتك سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *