جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

مصطفى بوقرطاس - بنهادي مسار رجل .. مسار مناضل*الرفيق محمد بولعيش*

 مصطفى بوقرطاس - بنهادي

مسار رجل .. مسار مناضل
لم أكن أعرف رفيقي الراحل مصطفى بوقرطاس قبل اعتقاله سنة 1976 ومحاكمته ضمن مجموعة محاكمة 77 التي كان نصيبه فيها عشر سنوات سجنا نافذا ، زيادة على سنتين بتهمة إهانة المحكمة والغرامة . لم أكن أعرفه لسبب بسيط هو أن الفقيد حين كنت تلميذا فطالبا ولي علاقات بمناضلي طنجة اليساريين كان لا يزال يافعا تلميذا صغيرا ، حتى إنه حين اعتقل كان عمره حوالي 16 عاما وربما لهذا السبب أطلق عليه رفاقه بالسجن المركزي لقب بابو (papou) ، أنتظر من قدماء المركزي توضيحا بهذا الشأن .
عند إطلاق سراحه سنة 1986 بعد أن قضى مدة حكمه كاملة (باستثناء السنتين المضافتين) تعرفت عليه عن قرب بفضل رفاقه "طنجاوا" في المركزي وخاصة الرفيق مصطفى بنسعيد . سيلتحق بمدرسة تكوين المعلمين هو ومن ستصبح رفيقة دربه صباح التي سيوافيها الأجل هي الأخرى في شهر دجنبر من سنة 2007 ، وسيتم تعيينهما معا بإحدى المدارس بنواحي مدينة شفشاون ، وكنت إذاك مسؤولا بالأمانة الوطنية للجامعة الوطنية للتعليم مكلفا بالمشاكل الفردية للشغيلة التعليمية .
وفي إطار مهامي النقابية عملت على انتقال الرفيق الراحل (الذي سيغير اسمه إلى بنهادي ، ربما بسبب ما يوحي به إسم بوقرطاس !!) وزوجته معا إلى طنجة لتبدأ هناك وبالمناسبة مسيرته النضالية النقابية في صفوف الجامعة الوطنية للتعليم والاتحاد المحلي (ا.م.ش) ، وطوال هذه السنوات كان مثال المناضل الشريف ، نظيف اليد قوي الشكيمة مع بعض الصرامة بشهادة كل من رافقوه وعرفوه وإن كان العمل النقابي ببلادنا لا يسير دائما في خط مستقيم لطغيان المصالح والريع وتغير العلاقات والتوجهات كان الرفيق الفقيد أحد ضحاياها في أواخر حياته .
ابتعد عن السياسة بمفهومها الحزبي رغم أنه قد حضر معنا في لقاءين من لقاءاتنا الماراطونية في إطار وضع اللبنات التأسيسية للحركة من أجل الديمقراطية ، فلم يتحمس كثيرا لتلك السيرورة وفضل البقاء على مسافة منها ، ولم أمارس أي ضغط عليه واحترمت قناعته ، وظلت علاقتنا الرفاقية والإنسانية وطيدة متواصلة ، حتى إنه في كل مرة كان يسافر إلى بلجيكا أو ألمانيا - حيث يتابع ابنه دراسته - كان يتصل بي طوال فترة إقامته هناك .
على روحك الطاهرة ، رفيقي العزيز مصطفى ، ألف سكينة وألف سلام ، ولابنتيك وابنك ووالدك وإخوانك ورفاقك جميل الصبر والسلوان ، وعزاؤنا واحد فيك أيها المناضل الجميل .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *