رسالتي إلى ولدي عمر لليوم السادس بعد المئة من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم السادس
بعد المئة من الاعتقال التعسفي.
مساء النور ياولدي.
لن أنسَ ذلك اليوم الذي تقرر فيه اعتقالك ومُنعنا حتى من الاقتراب منك والتواصل معك وتزويدك بالملابس وبعض الأكل وكأنك قد اختًطفتَ منا، والدتك وانا.
كان الأمر صعباً وصادماً لأمك .
وكنتَ داخل سيارة الأمن تصيح بأعلى صوتك لتُحَمَّلنا وصيتك بأن نجعل من هذا الاعتقال معركة الحريات والحقوق.
وهكذا فعلنا وجعلناها قضيتك وقضية جميع معتقلي الراي في بلدنا.
وكان لرفاق دربك وأحرار الوطن وجنود الدفاع عن المظلومين ومن أشراف المهنة فضلٌ في جعل هذه القضية قضية الوطن.
منذ 2020-7-29 ،عاهدتك أن أكتب لك كل يوم رسالة أبث لك من خلالها تضامننا معك وحبنا وشوقنا إلى حضورك بيننا وخوفنا عليك من ظروف الأسر.
وها أنا ارسل لك رسالة اليوم السادس بعد المئة من اعتقالك التحكمي .
غايتي أن أقدمك في صورتك الحقيقية والنقية ، بعد الخدش والتشهير الذي غطى على حقيقتك من طرف أبواق الشر والبطش وحتى مؤسسات، كان عليها واجب التحفظ والحياد، نهشت جسدك وحرضت عليك واصدرت حكمها عليك وأنت في عهدة القضاء.
و غايتي أن أخبر الجميع، من هو عمر الراضي، الصحافي الاستقصائي الذي خلع الخوف وركب صهوة الشجاعة في فضح عورات السياسة الطبقية والاعتداء على حقوق المواطنين بالافتراس المالي والاقتصادي والعقاري.
عمرالراضي، وهو في سنه العشرين ،طالب في الجامعة تناول موضوع الجرائم الاقتصادية في المغرب.
وكانت هذه نقطة الانطلاق في مشوار فضح فساد الدولة ورجالاتها ، مشوار شائك أمام تغول طبقة احتكرت البلد وخيراته وقوضت استقلال قراره في الاقتصاد والسيادة على مصيره.
واليوم لا أخفيك ياولدي أن غيابك عنا جعل حياتنا موحشة لولا حرارة الأصدقاء والرفاق والحب الذي نثرته حولك بلطفك وتواصلك الجميل مع الجميع..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق